أبو حيدر لـ “لبنان الكبير”: كل الخطوط الحمر تسقط أمام صحة الناس

تالا الحريري

أثار اقفال مصلحة الاقتصاد في الجنوب خمسة معامل لتعبئة المياه في قرى قضاء صور (عين بعال، باتوليه، حناويه وصديقين) بمؤازرة جهاز أمن الدولة، وباشارة من النيابة العامة في الجنوب بشخص القاضي رهيف رمضان، ضجة وبلبلة بين المواطنين، لا سيما بعد أن جاءت نتائج التحاليل الجرثومية للمياه المأخوذة من المعامل غير مطابقة للمواصفات والبعض منها يحتوي على براز بشري وحيواني.

وفي هذا السياق، قال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر لـ “لبنان الكبير”: “أكملنا اليوم (أمس) الجولة وأقفلت خمسة معامل في الجنوب وسبعة في الشمال. تبيّن وجود نوع من البكتيريا المضرة في المياه وبالتالي هي مضرة بالصحة”.

وأوضح أن “هناك بعض أصحاب المعامل يعمد إلى اطفاء الكهرباء لتخفيف المازوت وبالتالي تتوقف الفلاتر عن العمل وهذه جريمة موصوفة في هذا القطاع، وهناك من لديه مشكلات في الأنابيب والامدادات. كما أنّ بعضهم يصنّع الثلج من هذه المياه ويرسله إلى المطاعم والفنادق. تم تسطير محاضر ومخابرة القضاء المختص وسنكمل هذه الحملة لأنّ كل الخطوط الحمر تسقط أمام صحة الناس”، مشيراً إلى أنّ “المطلوب الاصلاح وليس الاقفال، أقفلنا هذه المعامل كي يصلحوا هذا الخطأ فلا يمكن التهاون بصحة الناس”.

وأقفلت هذه المعامل بالشمع الأحمر وحجزت جميع المحتويات من معدات وعبوات معبأة بالمياه.

وأشارت أخصائية الطب العائلي الدكتورة بارعة ترو في حديث لـ “لبنان الكبير” الى أنّ “الكوليرا هي بكتيريا يصاب بها الانسان نتيجة تلوث المياه أو الطعام غير المطبوخ (النيء) أو الخضار الملوثة. المياه الملوثة بالبكتيريا تظهر نتيجة الصرف الصحي الذي يصل اليها”.

وقالت: “مدة حضانة البكتيريا من ١٢ ساعة إلى ٥ أيام ومن الممكن أن يعدي الانسان انساناً آخر بالتلامس. وحتى لو خفت عوارض هذا المرض من الممكن أن يبقى في أمعاء الانسان من ٧ إلى ٢٠ يوماً. فالكوليرا مرض معدٍ جداً، وللحد من هذا الموضوع من الضروري تعقيم المياه بمحلول الكلور، غسل اليدين، وجود صرف صحي آمن، استعمال الفلاتر، وغلي المياه وطهو الطعام، كما أن تثليج المياه لا يؤدي إلى تطهيرها من البكتيريا”.

يذكر أنّ حالة الكوليرا الأولى سُجلت في عكار بسب إختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشفة في الشمال.

وكان رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبد الله اعتبر في حديث لـ”لبنان الكبير” أنّ “موضوع الكوليرا بالذات يتطلب مؤازرة من البلديات ومصالح المياه في المناطق، كما أنّنا بحاجة إلى حملات توعية بشأن موضوع مياه الشرب ومعالجة الأطعمة”.

شارك المقال