“حزب الله” يقرأ “الخماسي” على هوى لقاءات لودريان 

ساريا الجراح

ارتفع سقف خطاب “حزب الله” منذ الاعلان عن بيان “اللقاء الخماسي”، وما تبعه من دلالات تسقط “المبادرة الفرنسية” التي كانت تدعم ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. وتزامنت حدة اللهجة مع وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، وراح الحزب يرمي طلقاته الخطابية والعاشورائية في وجه “التدخلات الخارجية”. وقال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد: “إنجاز الاستحقاق الرئاسي هو همّ وطني بالأصل يتوجب على اللبنانيين تحمل المسؤولية إزاءه، وأي رهان على مساعدة أصدقاء لا يصح أن يتحول خياراً بديلاً عن الجهد الوطني أو معطلاً له”.

وهذا ما يتفق معه النائب السابق فارس سعيد بقوله لـ”لبنان الكبير”: “الفريق الآخر وعلى رأسه حزب الله تهجّم على اللقاء الخماسي على الرغم من تضمّنه بنوداً بالغة الأهمية، فمن حيث المضمون أكد البيان أهمية الدستور واتفاق الطائف، اضافة الى القرارات الشرعية العربية والدولية”، مضيفاً: “هم يعتبرون أن العرس أهم من العريس، لذلك بفرنجية أو غيره، المطلوب بالنسبة اليهم بناء دولة شقيقة على قاعدة موازين قوى يظنون أنها لمصلحة لبنان والمنطقة”.

لكن بالنسبة إلى المحلل السياسي غسان جواد فإن “لهجة حزب الله بقيت كما هي ولم تتغير”، على قاعدة أنه “يحق لكل حزب أن يتمسك بمرشح لرئاسة الجمهورية كما يحق لحزب الله التمسك بسليمان فرنجية مع الأخذ في الاعتبار أنه وبعد جلسة 14 حزيران لاحظنا أن حزب الله بدأ بالايحاء بحوار جامع مردّه فقدان المجلس الأكثرية النيابية”.

ورأى سعيد أن “ما يريده حزب الله من لبنان واضح، وهو وضع يده بصورة كاملة على لبنان واطاحة الجمهورية اللبنانية ليتسنّى له أن يصنع جمهورية على قياسه ووفق مصالحه”، مشيراً الى أن “من غير الواضح اليوم طريقة تعامل القوى المعارضة مع البيان الخماسي، فقد خرجت بعض الأصوات التي أيّدت البيان ولكن لم نرَ مشهدية نيابية وسياسية واسعة أشادت به”. واعتبر أنه “كان من المفترض أن تتلقّف المعارضة اللبنانية هذا البيان وتجعل منه مساحة مشتركة في ما بينها لمواجهة حزب الله، لأن المعركة معه تجاوزت حاجز انتخاب رئيس للجمهورية وأصبحت معركة وجود لبنان. لذا كيف يمكن لنا أن نفوّت فرصة وجود مظلة عربية ودولية لمساعدتنا؟”.

من الجهة الثانية، أوضح جواد أن “بيان كتلة الوفاء للمقاومة أطلّ علينا منذ نحو شهرين وقبل اللقاء الخماسي بأن الخارج يستطيع أن يساعدنا في انتخاب رئيس، وليس في تعيينه”. ووصف البيان الخماسي بـ”السلبي، خصوصاً بعد الحديث عن عقوبات أميركية وما شابه ذلك. اما اليوم وبعد جولة الموفد الفرنسي تبيّن أن البيان الصادر عن اللجنة الخماسية ليس بصدد التصعيد والعدائية بل هدفه البحث عن آليات للدعوة الى حوار بين اللبنانيين في مطلع أيلول بغية إنتاج رئيس للجمهورية”، لافتاً الى أن “هذا الحوار قد يكون ثنائياً أو جامعاً، لكن الأجواء في اليومين الماضيين كانت جيدة ومنتجة الى حد ما”.

ورأى أن “ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري عن فتح كوّة في جدار رئاسة الجمهورية يجب أن يأخذ في الاعتبار لا سيّما أن الارتكاز الأساس لجولة لودريان كان على كيفية رعاية حوار بآليات وفترة زمنية محددة للاتفاق على رئيس للجمهورية”.

ووفق معلومات جواد فان “هناك ست كتل سنّية سجّلت منذ يومين للحوار”. وعن علاقة الحزب و”التيار الوطني الحر”، جزم بأنه “عتب سياسي تعود جذوره الى التحالف النيابي عام 2022، والمفارقة هنا تقوم على معادلة: ما بدك فرنجية مش مشكلة، لكن لا تتقاطع مع المعارضة على انتخاب (جهاد) أزعور”.

شارك المقال