عين الحلوة يغلي… استهداف عملية انهاء الوضع الشاذ؟

حسين زياد منصور

الاجماع حصل على وقف إطلاق النار فوراً وسحب المسلحين بانتظار اجتماع ثانٍ، أي أن من المفترض عودة الهدوء الى مخيم عين الحلوة، بعد يومين من الاشتباكات الضارية بين حركة “فتح” ومجموعة من الاسلاميين خلفت أضراراً كبيرة في المخيم فضلاً عن نزوح الكثير من أبنائه وسط الدمار ووقوع عدد من القتلى والجرحى.

هذا الاجتماع بحسب مصادر موقع “لبنان الكبير” ضم قيادات في هيئة العمل الفلسطيني المشترك وقيادات مخيم عين الحلوة في مكتب “التنظيم الشعبي الناصري”، وكانت كل القوى الفلسطينية من دون استثناء متفقة على توجه واحد والبيان المشترك دليل على ذلك، وكان من المفترض أن يحدد طبيعة المجموعات المتفلتة في المخيم.

وبحسب المجتمعين ستشكل لجنة تحقيق لتحديد قتلة محمد العرموشي، ودانت القوى الاسلامية ما يحصل مؤكدة سعيها الى سحب المسلحين، وسط دعوتها الى تشكيل لجنة تحقيق تكشف المتورّطين في كل ما حصل وتسلِّمهم الى السلطات الرسمية المختصّة مع حرصها على أمن واستقرار المخيم والجوار، لكن اجماع المكاتب يمحوه الرصاص والقذائف.

ما الذي يجري؟

ومع تعدد الروايات والأقاويل حول أسباب اندلاع المعارك وتورط “عصبة الأنصار” في هذا النزاع، أشارت مصادر قيادية فلسطينية لـ “لبنان الكبير” الى أن العصبة لا علاقة لها بالمعارك وشاركت في الاجتماع الذي عقد في مكتب “التنظيم الشعبي”، وهو ما أكدته في بيانها، وأن العناصر الإسلامية التي تقاتل هي مجموعات صغيرة وفردية.

اما المصادر الفتحاوية فأكدت لـ “لبنان الكبير” أن “عصبة الأنصار لا علاقة لها بالمعركة هذه المرة، ومن لهم علاقة هذه المرة هم جند الشام والشباب المسلم ومجموعة بلال بدر ومجموعة هيثم الشعبي، وهذه المجموعات مقربة من جبهة النصرة وتنظيم داعش”، لافتة الى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة منذ عملية اغتيال العرموشي.

وأوضحت مصادر فلسطينية أخرى من داخل المخيم أن لا صحة لكل ما كان يشاع عن حدوث اشتباكات بين “فتح” و”عصبة الأنصار” أو الشيخ جمال خطاب.

بداية الاشكال

وقالت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في حديث لـ “لبنان الكبير”: “نحن بانتظار التحقيقات التي ستوضح ملابسات ما حصل، العرموشي كان بصدد توقيف أحد المتهمين في حادثة حصلت منذ يومين، واستهدف أثناء عملية التوقيف، وبالتالي استهدافه هو استهداف لعملية انهاء الوضع الشاذ في المخيم وكشف الحقيقة وراء الجهة التي أشعلت الأجواء فيه”.

وأكدت مصادر أن الاشتباكات “تفجرت” بعد عملية الاغتيال هذه بين عناصر إسلامية وفتحاوية، ما أدى الى تطورها وتبادل القذائف الصاروخية، ورشقات نارية، وعمليات قنص بين الطرفين.

ووصف عدد من أبناء المخيم هذه الاشتباكات بأنها كانت عنيفة ولم يشهدوا مثلها من قبل، حتى أن أصوات الرصاص والقذائف كان مسموعاً في مدينة صيدا وجوارها، وهو ما أشار اليه عدد من الصيداويين، وعلى الرغم من كل محاولات التهدئة، وضرورة تسليم المتهمين والمتورطين، الا أن الاشتباكات كانت تزداد حدتها وتصبح أعنف.

وشدد أبناء المخيم على أنهم لم يشهدوا منذ الحادثة الشهيرة في آذار الفائت، أي اشتباك أو معركة بهذا الحجم والضخامة.

وتساءلت مصادر فلسطينية عن توقيت الاشكال، خصوصاً في ظل التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية، وسط مساعٍ لكثير من الجهات والقيادات حول ضرورة التلاقي وتوحيد الصف وإنهاء الانقسام.

تجدر الاشارة الى أنها ليست المرة الأولى التي تدور فيها معارك بين فصائل فلسطينية، وهذا أمر يعد شائعاً وعادياً، حتى وجود بعض الإشكالات الفردية التي قد تتحول في بعض الأحيان الى عمليات ثأر. ويعد مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وقد دخل اليه منذ بداية الحرب في سوريا العديد من الهاربين والمتطرفين والارهابيين.

شارك المقال