جعجع لـ”لبنان الكبير”: الحل بيد بري وجبران يتموضع بـ”الشخصي”… وأتمنى عودة الحريري

لبنان الكبير

في توقيت لافت، استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع وفداً من موقع “لبنان الكبير” تقدّمه ناشر الموقع ورئيس التحرير الزميل محمد نمر، ودار حوار تناول المواضيع الساخنة التي تبدأ بالشغور الرئاسي ولا تنتهي بالأزمة الاقتصادية والنقدية التي يمر بها لبنان. وكانت لجعجع سلسلة من المواقف اللافتة استهلها بتجّنب التعليق على إعلان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل توصله إلى اتفاق مع “حزب الله”، لكنه غمز من قناة باسيل بالقول إنه “كانت لباسيل في الفترة الأخيرة سلسلة مواقف متناقضة، وقد يكون هذا التصريخ الأخير أحدها”، مضيفاً: “باسيل لديه مشكلة مع فرنجية بالشخصي وليس بالسياسي، لكن مع ذلك نسمع أنه على استعداد للتوافق عليه”.

في محرابه في “معراب” يبدو “الحكيم” قانعاً وواضحاً في خياراته، ملتزماً بمواقف لا تتوافق مع جهات سياسية مؤثرة في البلد. تخرج من اللقاء معه باقتناع أن الرئاسة متأخرة، وربما كثيراً. يتمسك برئيس يخرجنا من الأزمة لا رئيس يتابع الأزمة.

القائد القواتي واقف على جبهة كأنه آخر حراس “الجمهورية القوية” تلك التي لاحت في 14 آذار، فيما “شريكه” في التفاهم لفترة وجيزة و”خصمه” الدائم حتى بالتقاطع على الساحة المسيحية، يصول ويجول بصفقات لتعزيز حصة تياره في السلطة على حساب الجميع، بل على حساب البلد.

في أي خانة يصنف “التيار العوني” سياسياً؟ يجيب: “يا محلا الممانعة، ناس واضحين عندن مشروع واضح جداً، وكل القصة انو مشروعهم ما الو علاقة فينا. ولكن بربك ما مشروع التيار؟ ما عندهم مشروع بل عملهم بقوم على شو قادرين ياخدوا أكتر من السلطة”.

“الحوار” أخذ حيزاً واسعاً من الحوار. ما الجدوى؟ يقول: “في الوقت الحاضر اذا كانوا يطلبون منا حواراً، فمع من تحديداً؟ مع الممانعة والتيار؟ ونحن دخلنا في آلاف آلاف التجارب مع الممانعة والتيار، ولم تنجح أي تجربة والأخيرة تبينت نتيجتها فهل نعيدها؟”.

وأبدى جعجع في معرض رفضه للحوار، ندمه على اتفاق معراب الذي أدى الى وصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وقال: “لم يكن حينها الحوار فضفاضاً ولم تكن طاولة حوار، وعقدنا في بكركي آنذاك 20 اجتماعاً وما طلعنا بأي شي، بينما في حوار جانبي مع التيار توصلنا إلى نتيجة، ويا ريتنا لم نتوصل الى تفاهم معراب”.

الحل؟ “اذا بدك صراحة نحن كقوات لبنانية وتكتل جمهورية قوية وكمعارضة ما عنا حل الا البقاء على موقفنا، وهناك شخص وحيد قادر على اخراج لبنان من المراوحة وهو الرئيس بري، كيف؟ أن يدعو بصورة جدية الى جلسة انتخابات رئاسية ويبلغ كل الكتل بالدعوة، ويقول ان الجلسة ستكون بدورات متعددة”.

وفي حين أكّد جعجع تمسّكه بقانون الانتخابات الحالي، معتبراً أنه “أحسن قانون انتخابي أتى على لبنان”، الا أنه أشار إلى استعداده لمناقشة تعديل قانون الانتخابات الحالي، قائلاً: “كله قابل للتعديل، خصوصاً في ما يتعلق بالمطالب التقنية، فنحن أول ناس مع البطاقة الالكترونية والميغا سنتر وكل باقي الاصلاحات نحن معها”.

وعن علاقته بالرئيس سعد الحريري، قال جعجع: “الرئيس سعد الحريري كان صديقاً ولا يزال صديقاً وسيبقى صديقاً وبالتالي أتمنى عودته إلى العمل السياسي”. وأشار إلى أن نقطة الخلاف معه كان تمسّكه بالحوار مع الأكثرية الممثلة بالثنائي الشيعي وحلفائه.

وهذا نص المقابلة:

* أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” بصورة واضحة وخلال طريقنا إلى معراب عن اتفاق مع “حزب الله” على مرشح وتحدث عن مقابل لذلك، فما تعليقكم الأولي على هذا الاتفاق الذي يروّج له، وهل لديكم خشية من أن يحصل رئيس “المردة” سليمان فرنجية على أكثرية في مجلس النواب، وكيف ستتعاطون حينها مع هذا الأمر؟

– بصراحة، لا أستطيع أن أجيب على أمر غير واضح، فهذا الموقف لا يزال ضمن سياق مجموعة مواقف من أشهر عدة حتى اليوم للنائب باسيل وفي اتجاهات مختلفة، وبالتالي اذا قلت لي عن هذا السياق، فأجيب بأنه خلال ثلاثة أسابيع يتحدث جبران عن سبب التصويت لفرنجية وأن الأخير لا اصلاحي ولا سيادي ومن المنظومة الماضية، وكأن باسيل من المنظومة الجديدة. وبالتالي من الأفضل أن ننتظر لنقرأ أكثر في مضمون تصريحاته، وليس تصريحه فحسب، بل لنرى ما وراء التصريح و”شو فوق منه وشو تحت منه وشو ع جوانبه” لنبني على الشيء مقتضاه.

* معروف أن هناك مباحثات بين الحزب وباسيل واذا افترضنا أنهما اتفقا، لأن باسيل يظهر استعداده للتوافق على فرنجية لكن مع مقابل، فأنتم كجهة سيادية ما موقفكم من توافق كهذا بين الطرفين؟

– موقفنا واضح جداً وسيبقى كذلك، لكن أفضّل في ما يتعلق بهذه النقطة تحديداً، أن أبقي علامة استفهام صغيرة حول ما اذا كان موقف جبران يأتي في سياق كهذا أم أنه يناور في مواقف كهذه، لهذا السبب أفضّل أن أنتظر لمعرفة حقيقة الموقف. استحقاق رئاسة الجمهورية عمره 8 أشهر، وطوال هذه المدة الانتخابات الرئاسية معطلة، وباسيل أيضاً يعبّر عن رفضه فرنجية وهو كان أكثر من قدم أطروحات لمعارضته. أما نحن فقلنا منذ البداية اننا لسنا مع التصويت لفرنجية انطلاقاً من تموضعه السياسي، لكن باسيل لا مشكلة لديه في التموضع لأنه هو نفسه مع تموضع فرنجية السياسي، بل لديه مشكلة معه بالشخصي، وعلى الرغم من ذلك نسمع أنه يستعد للتوافق على فرنجية؟ أفضّل أن أتابع تطورات الموقف وحينها أبني على الشيء مقتضاه.

*ماذا ستفعل المعارضة حينها لأن الصوت حالياً ليس مرتفعاً في وجه اتفاق كهذا؟

– في حال الفرضية تمت، لأنني أبني اجابتي على سؤال افتراضي، فما تخاف علينا من شو بدنا نعمل، وإذا كانت هيدي الفرضية مظبوطة فتكون بعكس الطبيعة والمنطق، وبالتالي ستجمع الكثير من الأطراف في الجهة المقابلة وأكتفي بهذا القدر من الاجابة.

*أمام الأفق المسدود برأيك إلى متى سيبقى الشغور مستمراً، وهل يحمل أيلول بشرة خير، وماذا عن حوار تحدث عنه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان؟

– أولاً فلنتحدث بهذا الشغور، إنه مفتعل، لم يحلّ علينا بسبب طريقة تكوين المجلس النيابي مثلما يطرح “حزب الله” وبعض الأوقات حركة “أمل” وحلفاؤهما، أبداً أبداً أبداً. كيف مفتعل؟ يعني ولا جلسة انتخابية رئاسية صارت متل ما لازم تصير. أريد أن أذكّر بما حصل في مجلس النواب الأميركي في كانون الثاني الماضي، اختلف الجمهوريون بين بعضهم البعض على من سيكون رئيس مجلس، كانوا يعقدون كل يوم 7 دورات وعلى مدى 5 أيام متتالية الى آخر يوم، في اليوم الخامس وفي الدورة 15 كانت الساعة أصبحت الأولى بعد منتصف الليل انتخب الرئيس. ولو كان لدينا في لبنان رئيس مجلس يمارس مهامه “مظبوط” ويريد المحافظة على المجلس النيابي، لكان فعل الأمر نفسه. ولنأخذ آخر جلسة انتخابية عقدت أي في 14 حزيران، لو حصلت دورة ثانية لكان صار لدينا رئيس للجمهورية وعلى هذا الأساس نسأل لماذا هذا الشغور الرئاسي؟ الجواب لأن “في حدا عم بعطل”، ومن يعطل؟ محور الممانعة، لماذا؟ لأن لديهم مرشحاً معيناً بدهم يوصلوه، واذا كانوا ليسوا أكيدين من ايصاله فيعطلون كل الجلسات وهذا ما يتعلق بالشغور.

اما النقطة الثانية التي طرحت كثيراً بمناسبة الانتخابات الرئاسية فهي الحوار، وأنا أود أن أسأل: أثناء انتخاب رئاسة المجلس بكم صوت ربح رئيس المجلس؟ 65 صوتاً وبالكاد وهذا بعد “تنتوش” من هون ومن هون، هل حصل حينها أي حوار؟ هل طالب أي شخص حينها بحوار؟ ما بيسوى نعمل رئاسة مجلس من دون حوار؟ الجواب: أكيد لا لأن الانتخابات انتخابات وفي الدستور لتحصل انتخابات عندما تكون هناك خيارات عدة والناس ليست متفقة على خيار واحد، ماذا يفعلون؟ ببساطة يتجهون الى الانتخابات ومن يفوز فيها يسير به الجميع، وبالتالي كل المنطق الذي يُطرح حالياً أشبه بسمّ في الدسم. كلنا جاهزون للحوار لكن اذا كنا نتكلم عن حوار كبير فـ”لأ”، لأنني شخصياً خضت 5 محاولات لحوار كبير والتوبة خلص. وفي حوار 2006 اتفقنا على بندين لا غيرهما: أول بند المحكمة الدولية، طلعت قراراتها شو صار؟ ما صار شي عظيم. وثاني بند اتفقنا عليه بشقيه، السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وانظروا ماذا حصل منذ أيام. ما أقصده أن كل هذه الحوارات عقيمة وكل الهدف منها ربح أو تضييع بعض الوقت ولا نصل الى أي نتيجة في نهاية المطاف، خصوصاً إذا حاول الآخر أن يستصغر نفسه، وهذا لا يعني أبداً أن نستصغر أنفسنا أيضاً. واذا ما بدو يبلش السياسيين اللبنانيين يكون عندن من نفسن ويقولوا “لأ” وقت اللازم يقولوا “لأ” بضلوا البقية مستصغرينك. قلو يا عنتر كيف عملت عنتر، قلو بالحقيقة وما تخبر حدا عنترت وما حدا ردني، بدو حدا يردو. ويقولون لنا فوتوا بحوار وطرحوا ما تريدون على الطاولة شو رح تخسروا؟ لكن الحقيقة نحن قبل ما نروح ونطرح وجهة نظرنا على الطاولة لازم نطرح القضايا باطارها الصحيح.

نحن في مرحلة انتخابات الرئاسة ويجب أن نذهب أولاً باتجاهها. ونحن أول من بادرنا الى محاولة التواصل مع بقية الفرقاء وتحديداً مع الرئيس بري قبل انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس. وكان هناك تواصل دائماً ويلتقي النواب مع نواب آخرين ان كانوا من “أمل” أو “حزب الله” أو التيار أو غيرهم من النواب.

قصة الحوار، بالنسبة اليهم أن لديهم مرشح “بدن ياه شو ما كان يكون”، اسمه فرنجية. السؤال لماذا يريدونه؟ طبعاً هم يعتبرون أنه يخدم أغراضهم وبالتالي يدعوننا الى الحوار كي يتحاوروا ويقولوا شو بدك انت لتمشي بفرنجية؟ وما الضمانات المطلوبة للسير بفرنجية؟ جوابنا واضح: خيي ما بدنا ضمانات، بدنا نعمل انتخابات رئاسية وبالتالي في حدا عم بعطل الانتخابات الرئاسية، من؟ محور الممانعة، ما الدليل؟ الدليل أنه بعد كل دورة أولى في كل جلسة ينسحب منها هذا الفريق، فلا “الكتائب” ولا “القوات” ولا التغييريين ولا المستقلين ينسحبون. من ينسحب بالدرجة الأولى نواب “أمل” ومعهم نواب “حزب الله” وبعض “الفرافيط” الملحقين بهم. هناك عملية تعطيل مقصودة لأن هناك مرشحاً بعينه بدهم يجيبوه رئيس جمهورية أو ما بدهم انتخابات!

*تحدث الرئيس بري منذ يومين عن أن الموفد الفرنسي تطرق إلى حديث عن طاولة حوار كبيرة، وأنتم تكلمتم عن موقف واضح منها. وعندما كان لودريان في بيروت كان الحديث العام عن لقاءات ثنائية أو ثلاثية في مجلس النواب. اليوم كـ “قوات لبنانية” وبجواب واضح، هل تشاركون في الحوار أم أن لديكم شروطاً معينة للحوار؟

– لا هيك ولا هيك ولا هيك، نحن جاهزون دائماً للتواصل والتحدث مع الآخرين. التواصل لا يجب أن ينقطع بين أي فريق وفريق اخر، هذا شيء و”تضييع الشنكاش” بطاولة حوار شيء آخر. أقصد أنه اذا عقدت طاولة حوار على أساس الانتخابات الرئاسية وأتى كل الفرقاء مثلما نحن جالسون هنا وجلسوا حول طاولة وتحاوروا، بالتأكيد لن نصل إلى نتيجة، وحينها من يكون معطل انتخابات الرئاسة؟ حينها سيقولون ان اللبنانيين لم يتفقوا مع بعضهم ويتم ابعاد حقيقة أن هناك من يعطّل. الحقيقة هناك معطل للانتخابات الرئاسية وآخر لا يعطلها.

أريد أن أسأل سؤالاً: في أي جلسة من الجلسات السابقة سواء عندما صوّتنا لمعوض أو لأزعور، هل حسبتم أنه كانت لدينا ثقة مطلقة بأن مرشحنا سيفوز؟ بالتأكيد لا. وبعد أكثر من جلسة يأتي إلينا من يقول لنا قبل ليلة من جلسة جديدة: انتبهوا أبصر شو محضرين هونيك، بدن يجيبوا نواب الاعتدال الوطني معهم، ومرتبينا مع باسيل، ستدخلون بكل نية طيبة وفي ثاني دورة سيصبون جميعهم نحو فرنجية. هذا كان يُعد من الاحتمالات الممكنة، ولم نثق في أي دورة من الدورات بأن مرشحنا سيفوز ومع هذا كله، ذهبنا باتجاه الانتخابات وهذا ليس حال الفريق الآخر على الاطلاق.

*لكنكم قمتم سابقاً بحوار مع التيار ووصل إلى انتخاب ميشال عون رئيساً؟

– وهل هذا يعني أن نعيد التجربة؟ لكن معك حق 100% ومن الجيد طرح سؤال كهذا. لم يكن حينها الحوار فضفاضاً ولم تكن طاولة حوار، وعقدنا في بكركي آنذاك 20 اجتماعاً وما طلعنا بأي شي، بينما في حوار جانبي مع التيار توصلنا إلى نتيجة، ويا ريتنا ما توصلنا الى تفاهم معراب، لأن التيار من اللحظة الأولى خرق هذا التفاهم.

في الوقت الحاضر اذا كانوا يطلبون منا حواراً، فمع من تحديداً؟ مع الممانعة والتيار؟ ونحن دخلنا في آلاف آلاف التجارب مع الممانعة ومع التيار، ولم تنجح أي تجربة والأخيرة تبينت نتيجتها فهل نعيدها؟

من دون أي حزبية ضيقة، الفريق الآخر هذه طبيعته. مثلاً نائب الحاكم وسيم منصوري محسوب على الرئيس بري وموقفنا منه جيد، لأن مواقفه وخطواته صحيحة، ما يعني أننا لا نطلق آراء سياسية انطلاقاً من انتماء شخص بل بناء على يقوم به. فمنصوري منذ وصوله وكلامه فظيع ويعود الى تصويب البوصلة في واحدة من أكبر مؤسسات الدولة، المصرف المركزي، وهذا عظيم واذا عاد وغيّر من كلامه فحينها أيضاً سنغيّر في كلامنا.

هل تعلمون كم مرة جلسنا مع الطرف الآخر وخصوصاً على طاولة مجلس الوزراء؟ 4 سنوات ووزراء “القوات” من مي شدياق الى بيار بو عاصي وغسان حاصباني وكميل أبو سليمان، إن كان الخصم أو الصديق يشهد لهم بنظافة كفهم واستقامتهم في عملهم، كتير جرّبنا.

*لكنكم تقاطعتم مع التيار حول اسم جهاد أزعور، وهناك من يكّرر أن شقيق أزعور له علاقة بسد المسيلحة، فما رأيكم؟

– التقاطع يعني أنت ذاهب باتجاه معين وآخر ذاهب الى مكان آخر وتم الالتقاء عند نقطة واحدة فقط لا غير. لا نقوم مع من تقاطعنا معه بأي حلف أو تحالف. طرحت كثيراً فكرة القيام بتحالف أو تفاهم، لكن أبداً أبدا ابداً، لأننا رأينا الممارسة، و4 سنوات بالممارسة المباشرة وفي الحكومات مباشرة وكل جلسة بجلستها، من ملف الكهرباء الى ملف القرار الاستراتيجي، لا امكانية لذلك.

ووزراء الحزب مثلاً في مواضيع تتعلق بملف الكهرباء، كانوا يمتلكون موقفاً قريباً لموقفنا لكنهم يصوّتون مع باسيل، وبالتالي لا يهم اذا كان الشخص هو نفسه الفاسد أو ليس هو، بل الأهم في نهاية المطاف على ماذا يصوّتون؟ منكون مثلاً طاحشين ونقوم بمعركة ما، وكانت مهمة جداً أوعا خيك وبيك وكل هذا الجو، نقوم بمعركة طاحنة بسبب الكهرباء لكن حزب الله يتجنبها، وفي أحسن الحالات يتجنب وفي أسوأ الحالات يصوّت مع التيار ويقول ما فينا نصوّت ضد الحلفاء.

*نسمع دائماً بموضوع تضييع الوقت، فما الهدف من ذلك؟ وبما أن الطرف الآخر يهدد بتعطيل النصاب في كل مرة وينجح في ذلك، فهل ستلجأ “القوات” الى هذا الاسلوب بتعطيل انتخاب فرنجية؟

– تضييع الوقت يحصل لأن استراتيجية “حزب الله” واضحة. نحن لا نقول على الطالع والنازل “حزب الله”.. “حزب الله”… مش مظبوط، ولكن عندما يكون هناك شيء يتوجب علينا قوله. استراتيجية “حزب الله” في سنة 2014 كانت قائمة على سنتين ونصف السنة من الفراغ، وانتظر الكون بأكمله وقال بعدها لنبحث عن مخرج، وبالتالي الاستراتيجية عينها يعتمدها الآن. يعتمد اليوم سياسة اتعاب الناس والبلد بجميلة “حزب الله” حتى في نهاية المطاف الجميع يقول: لا حول ولا قوة، ما فينا وحدنا نقول لا. هذه المرة “لأ”، والانسان يتعلم من مرة واحدة، مش من عشر مرات.

*سننطلق من كلامك بأن وزراء “القوات” غير فاسدين، ومنهم مثلاً الوزير السابق كميل أبو سليمان وهو مطروح بجدية لحاكمية المركزي، وكان الجو ايجابياً، لكن من إلى جانبكم لايصال هذه الشخصية، واذا لم تشاركوا في مجلس الوزراء فكيف ستوصلونها إلى الحاكمية؟ واذا وصل فرنجية إلى الرئاسة هل تشاركون في الحكومة؟

– كميل كان مطروحاً.و أجمل درة تاج، إذا وضعتها في كمشة وحل شو بصير فيها؟ تصبح بلا جمال ولا رونق. وبالتالي المشكلة في البلد ليست تقنية. ونواب الحاكم المركزي كل واحد منهم طلع بيفهم قد الدني، سليم شاهين، يقظان… ما حدا منهم الا ما طلع كتير تقني وفهيم، لكن العلة بالقرار السياسي والبنية السياسية، وطالما هذه العلة موجودة، كل شيء سيبقى خطأ، وبالتالي الأشخاص التقنيون لا يمكن أن يفيدوا اذا بقي القرار السياسي للبلد مكانه. وصراحة كل عملنا يجب أن يحدث التغيير في اليد المسؤولة عن السلطة في البلد واذا لم تتغير، ما تتعذبي. ألم يكن كميل أبو سليمان وزيراً؟ أو غسان حاصباني أو شدياق؟ قدروا عملوا ع قدهم بمجالات ضيقة، وحاولنا كثيراً قبل أن نصل الى الخراب ولم نتمكن من القيام بشيء. البلد فيه كثير من الشخصيات ولكن يجب البدء بالسلطة السياسية، واذا كانت جيدة كل شيء بيظبط والعكس صحيح، وبالتالي بعدنا هون.

اما من حلفاء “القوات”؟ أولاً مع الشيعة نتحدث، ونتحدث مع “حزب الله” في القوانين.

*في الفترة الأخيرة قمتم بمهاجمة “أمل” كثيراً!

– في الحقيقة ليس بهجوم لأننا ولا في أي يوم “تسلبطنا” على أحد ولا رح “نتسلبط” على أحد، ولكن رأيتِ كم كنا في السنوات الماضية نتجنب حركة “أمل”، حتى أنه كان يؤخذ علينا لماذا نحيّد الحركة؟ ولكن عندما وصلنا الى الانتخابات الرئاسية بعد أزمة 4 سنوات في جهنم وبتنا بأمس الحاجة الى الانتخابات، فإن الرئيس بري لا يتحمل مسؤولية مثلما يجب بل “يتركها مثل ما هيي”، ويساعد الطرف الآخر على “تطنيش القصة”، وقريباً نصل الى مدة سنة من دون رئيس، ما السبب؟ لأن هناك توازناً في البرلمان، واذا حصلت انتخابات حقيقية لانتخاب رئيس فمن الممكن أن “تفرق على صوت واحد”. ومحور الممانعة لا يقبل بأن تفرق نتيجة الرئيس على صوت وأن يدخل في انتخابات جدية من دون أن يتأكد من نتيجتها، ويساعد في ذلك الرئيس بري… وأمام ذلك ماذا تريدون أن نفعل؟

*ماذا عن العقوبات التي نسمع أن دولاً تلوح بها ويمكن أن تستهدف الرئيس بري؟

– لا، لا، لا، اذا بدك صراحة نحن كـ “قوات لبنانية” وتكتل “جمهورية قوية” وكمعارضة ما عنا حل الا البقاء على موقفنا، وللخروج هناك شخص وحيد قادر على اخراج لبنان من المراوحة وهو الرئيس بري، كيف؟ أن يدعو بصورة جدية الى جلسة انتخابات رئاسية ويبلغ كل الكتل بالدعوة، ويقول ان الجلسة ستكون بدورات متعددة. اذا لم ننتخب رئيساً في اليوم الأول فننتخب في اليوم الثاني، واذا لم نصل إلى نتيجة فنكمل لغاية التوصل الى انتخاب رئيس، الحل بيد الرئيس بري أي الحل للتعطيل الرئاسي بيد الرئيس بري، كيف؟ بكل بساطة: دعوة بعد يومين الى جلسة انتخاب رئاسية ويقول انها بدورات متعددة.

الدستور له روح وهناك مسؤولية على النائب تجاه الاستحقاقات الدستورية. “هلأ بتطلع للدخول الى الحمام أو لاعادة تنظيم صفوفك في حال تبين في الدورة الأولى أن هناك خرقاً في صفوفك، حسناً بامكانك الخروج”، ولكن لا يجب تعطيل انتخابات رئاسية على مدى 12 دورة وطوال عشرة أشهر. وبحسب المواد الدستورية ومنها 74 و75 فاذا تعطلت الانتخابات الرئاسية يقف كل شيء ويتحول مجلس الهيئة الى مجلس هيئة ناخبة ويجتمع المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية.

*هناك خلاف دستوري حول هذه النقطة!

– يجب الاطلاع على كل الدستور وروحيته ليتضح أن الفراغ الرئاسي لا يجوز وعند الفراغ يقف كل شيء في البلد، وتنتخب رئيساً وبعدها تكمل كل شيء آخر.

*وكأنك تقول ان المعطل هو الرئيس بري. هناك فكرة سائدة في البلد أن “القوات” هي من تحرّض الأميركي على الرئيس بري بفرض عقوبات عليه، هل صحيح ذلك؟ وما موقفك من التلويح بالعقوبات عليه؟

– أنا لستُ مع أي ضغط خارجي على أي أحد، نحن كلبنانيين قادرون على أن نتحمل مسؤوليتنا واذا كنا نريد الاستعانة بفرقاء خارجيين لمعالجة أمورنا فعلى الدنيا السلام. ثانياً أنا ممنونك وممنون كل من يعطينا كـ”قوات” بأننا ساعة نحرّض الأميركيين ويستمعون الينا وساعة نحرّض السعوديين ويستمعون إلينا، وكأننا ندير العالم كله. هذا كله كلام غير صحيح “ما في منها هيدي”. والأميركيون عبارة عن مجموعة مؤسسات لا نهاية لها، فعمل مكتب واحد في وزارة الخارجية الأميركية بحجم عمل “القوات” على عشر مرات، اضافة إلى مراكز ودراسات. وبالتالي هذه الدول لديها سياسات واضحة ومعينة تنفذها ولا تنتظر أحداً وخصوصاً أننا نتحدث عن أميركا. في الدول العربية في الخمسينيات كان هناك مجال “لوشوشة الملك أو الامير ويقوم بشيء معين ولكن اليوم وينك وين؟ حتى في العالم العربي بطل في منها”.

وكل نائب في الكونغرس الأميركي لديه مجموعة عمال “ببلشوا من هون بينتهوا هونيك”. الدولة من تدفع راوتبهم، وينقلون من نائب الى نائب وهم خبراء وفي بعض الأوقات يرسلوهم في زيارات الى لبنان وحدهم. ولبنان في الوقت الحاضر بين الكونغرس والادارة موضوع غير خلافي ومتفاهمين عليه، وبالتالي الادارة تسأل الكونغرس والعكس صحيح، وهذه الرسائل التي تحدثتِ عنها بكون سألوا الادارة من قبل وقالتلهم ايه فرضهم، ولكن اذا رح تاخد فيهم الادارة او لا، فهذا الشق لا أدركه ولكن هي من تكون عاطية غمزة بالقيام بهذا الفعل، اما لتحضير نفسها أو للتهويل، لأن وزارة الخارجية لم تنسَ أن فيكتوريا نولاند تحدثت مع الرئيس بري قبل يوم واحد من الجلسة في 13 حزيران، ووعدها بأنهم لن يعطلوا وسيقومون بجلسة “وتكرم عينكن”، وثاني يوم عمل “جلسة خنفشارية” بدورة واحدة وفرط الجلسة وهذه وقائع يرتكزون عليها كي يخرجوا بهذه الأفكار.

*من السليم أن يكون الحل بالعودة الى الدستور واجراء جلسات متتالية لانتخاب الرئيس المقبل، ونحن نعلم أن هناك 27 نائباً من الشيعة ومحسوبين على الثنائي، فهل توافق “القوات اللبنانية” أو هل تدعم فكرة أن ينتخب رئيس جمهورية من دون الشيعة في لبنان، علماً أن هذا قد يحمل الكثير من التداعيات؟

– طبعاً أنا لا أتمنى ولا لحظة أن تحدث الانتخابات الرئاسية أو غيرها بغياب أي أحد، وفي نهاية المطاف لدينا مصلحة البلد كله، بدك تشوف شو تعمل فيها، والخيار الذي أمامنا اليوم أنه اذا كانت مصلحة البلد كله أي الشيعة والسنة والدروز والمسيحيون وكل الناس الموجودة فيه أن نذهب باتجاه معين فسنذهب فيه. وهنا سأذكر نقطة أخرى “ما لازم نعمل فيها”، ولكن من تصويب الأمور أن الميثاق الوطني قام بين مسيحيين ومسلمين ولم يقم بين موارنة وأرثوذكس وسنة وشيعة ودروز، وبالتالي أي عمل بدو يصير فيه كمية لا بأس فيها من المسيحيين أو من المسلمين ماشي الحال، واذا بدنا نرجع نقسم فحينها سنقول انه حتى لو موجودين المسلمين، اذا سنة طرابلس ما بدن وسنة بيروت بدن لازم نوقف لأن الشيعة غير ممثلين أو شيعة الجنوب ممثلين وشيعة البقاع غير ممثلين أو مسيحية الشمال ممثلين ومسيحية جبل لبنان غير ممثلين. هذا طرح يمكن الاتجاه إليه إلى حد شل البلد كلياً. وبالتالي الميثاق الوطني بالنسبة الينا بين مسلمين ومسيحيين وأي شغلة فيها كمية مسيحي مرتبة وكمية مسلمة مرتبة نعتبرها تستوفي شروط الميثاق وجوه ومناخه وروحيته، ماذا والا فيك تاخد أي مجموعة من الشعب اللبناني بتكون 30% من الشعب وتعطل 70% من الآخرين وهنا بتنا في مكان آخر.

*هناك الكثير من الناس التي تنتظر شهر أيلول، وكأنه شهر انتخاب الرئيس، هل لديك أمل في شهر ايلول مع حضور لودريان أو المزيد أيضاً من تضييع للوقت ومثلما يقول البعض انه تضييع يصب في مصلحة انهاء ولاية قائد الجيش جوزيف عون من قيادة الجيش؟

– أريد أن أذكر كم جرى التحدث عن 15 حزيران ونيسان وغيرها. أنا أرى أن هذه كلها تواريخ تعطى من دون أسباب فعلية، ومش شايف انه سيتغيّر شيء، لكن الرئيس بري قادر على فك التعطيل الذي يحدث أو اذا رأى “حزب الله” في نهاية المطاف أن لا أمل لمرشحه وقرر التفاوض مع الفرقاء الآخرين على مرشح ثالث مقبول نسبياً من الكل ولديه مواصفات تمكنه من القيام بالاصلاحات المطلوبة يحافظ على حد مقبول من السيادة للدولة اللبنانية.

*ماذا عن تضييع الوقت الى حين انتهاء ولاية قائد الجيش؟

– هذه حسابات باسيل وليست في حسابات جهة غيره. لا أحد من البقية يعطّل حتى تنتهي ولاية عون وهذه الحسابات لدى باسيل.

*ما قراءتكم لتطورات الاتفاق السعودي – الايراني، والتفاهم مع سوريا، في ظل الحديث عن عرقلة؟

– جورج شو قلتلك بس حكيتني بهيدي المواضيع منذ 4 أشهر، وفاعوا الكل؟ هناك بعض الخطوات سنتخذها بعمقها لنراها، أكيد كانت هناك نية سعودية لاحداث نوع من تهدئة الأجواء مع ايران وتشجع السعوديون من ورا دخول الصين على الخط. ومن هذا المنطلق بات هناك تفاهم أولي والعالم كله نسي أن يضع خطاً تحت الأولي، على أساس أنه اذا حدث هذا التفاهم وعادت السفارات بين الدولتين تكون هذه مقدمة لانفراجات في مواضيع أخرى وبدءاً من اليمن وتنسحب نحو العراق، سوريا ويمكن في بعض الأحيان على لبنان.

انا صراحة بس شفت هذه الوقائع، قرأت أنه في اليمن كي تحدث الانفراجات الفعلية، من المفترض أن تتخلى ايران عن الحوثيين وهي لن تتخلى عنهم، ومنذ البداية كنت واثقاً على سبيل المثال والحصر بأنها ستتخلى أيضاً عن الحشد الشعبي في العراق. يا ريت كنا منرتاح كلنا سوا بس ما تغيرت ايران، وفي العراق، هل ستتخلى عن الحشد الشعبي؟ في سوريا بتعرف ايران قديش حاطة قتلى وأموال؟ ايران تضع عشرين، ثلاثين مليار دولار مباشرة على التسليح والميليشيات والجهاز الحربي في لبنان، كي تقبل بمسار مختلف؟ وفي لبنان حدث ولا حرج، يعتبرون “حزب الله” درة التاج للوجود الايراني خارج ايران. ولهذا كنت حذراً جداً وأيقنت أننا سننتظر لنرى. قلت ممكن، ولكن ذلك يحدث في حالة واحدة اذا صار هناك تغيير في كل فلسفة الدولة الايرانية. وشوي شوي تبين تباعاً أن التغيير لم يحصل. اما في ما يتعلق ببشار الأسد فاعتبرت السعودية أنه بشر وتتقدم خطوة معه الى الأمام وتقابلها بخطوات باتجاه المطلوب وتحديداً على مستوى تهريب المخدرات، أو المسار السياسي في سوريا، وطلع لا هيدي ولا هيديك، وكل قصة الأسد وقفت عند هذا الحد. اذاً لا مقومات في الوقت الحاضر، لأن ايران مستمرة في سياستها وأتى موضوع حقل الذرة أيضاً مع الكويت.

*بالحديث عن سوريا، ماذا عن الجهود في ملف اللاجئين السوريين، هل ترى أي أفق لمعالجة هذا الملف؟ وما تقويمكم لمستقبل علاقة لبنان مع سوريا؟

– هذا موضوع معقد قليلاً، نعم هو ملف اللاجئين السوريين، لأن النازح يكون في الوطن نفسه، لكن لبنان ليس بلد لجوء. وواحدة من المعاهدات القليلة جداً للبنان التي لم يوقع عليها هي اتفاقية اللجوء سنة 1952، وبالتالي كل وضعية هذا الملف شاذة، ولا يمكن حلّه بالطريقة التي تحدث، مثلاً بالتواصل مع الأسد، فهو لا يريدهم. والفريق الآخر في لبنان يكذب كثيراً، لأن الأسد ما بدو اللاجئين ويلي بلبنان ما بدو ياهم ولا الموجودين بتركيا وبالأردن، ويعتبر أن هذه طريقة لتحقيق توازن ديموغرافي، وقالها علناً. وبالحد الأكبر، يأخذ الأسد أعداداً قليلة منهم ويقبض حقها كتير غالي. أما في الوقت الحاضر فلا أحد مستعد لأن يدفع له شيئاً، وأساساً هو لا يريد عودة اللاجئين، فهل يعني أن نعود ونفاوضه؟ التيار وحتى فريق الممانعة الذين يتحدثون بضرورة اعادة التفاوض مع النظام السوري، الهدف من ذلك التفاوض مع النظام السوري وليس عودة اللاجيئن، الهدف اعادة الحركة بين لبنان والنظام وتتعزز “الاجر” على سوريا كي يذهب رئيس الحكومة والوزراء ليجتمعوا ويقولوا بعدها ان الاسد استعاد عافيته في سوريا. لكن بهذا الشكل لا تحل مشكلة اللاجئين في الوقت الذي باتت في لبنان “عويصة كتير” على كل الصعد، وفي عكار وطرابلس وجبل لبنان والبقاع والجنوب يعانون. و”حزب الله” يعبّر عن انزعاجه فيما هو حليف النظام فليقولوا لبشار أن يوافق على عودتهم.

واللواء عباس ابراهيم حاول، ونظم لوائح لاعادتهم في المرحلة الأولى ومن أصل 3000 تتم الموافقة على 800 وعندما عزموا على المغادرة ذهب منهم 200، والـ 200 عادوا بعد شهر، أو 150 لأن قسماً منهم سجن أو أخذ إلى الى الخدمة العسكرية، وأحياناً يرجع لنا أكثر من الذين راحوا.

*إذاً ما الحل في هذا الملف؟

– لا حل الا أن نطلب من اللاجئين السوريين أنه عند الأزمة الحادة لم يهن الأمر علينا واستقبلناكم في قلوبنا ومنازلنا واليوم بات بامكانكم العودة.

*ماذا عن الضمانات لسلامتهم؟

– أنا مهتم بملف سوريا. هناك مناطق للمعارضة طويلة وعريضة ولنتذكر الادارة المحلية الحاكمة في شمال شرق سوريا، وفي كل شرق الفرات، هناك مناطق وجهت الى اللاجئين دعوات للعودة، لوجود أراضٍ شاسعة وليس فيها عدد كبير من الناس، مثلاً ادلب وحدها بحجم لبنان. ومن جهة ثانية أنا من الاشخاص المهتمين بوضع الثورة السورية والوضع في سوريا من الناحية الانسانية، حرام ما يحصل، حرام يكون في هيك نظام انسانياً، وبالتالي نعم يهمني هذا الأمر والثوار السوريون الفعليون غادروا منذ زمن لبنان. وأول من استهدف هو شبلي العيثمي في عاليه، تم قتله ومنذ ذلك الوقت كل من كان عليه خطر غادر لبنان، لأنهم أدركوا أن “حزب الله” يترصد لهم وليس بامكانهم الاتكال على الدولة اللبنانية وبالتالي المتبقي منهم ناس عاديون، وما تفكر انه نظام الأسد عنده امكانية ولكن معارضة فعلية بطل في حدا منهم، واذا تواجدوا فكم عددهم 10 آلاف أو 15 ألفاً؟ ما حدا منا مختلف على 15 ألف… بس مش مليون ونص!

*البيانات الصادرة عن دول الخليج وملف عين الحلوة، الكلام الصادر عن وليد بيك جنبلاط والرئيس بري أن هذه البيانات غير مفهومة، وربطاً بالموضوع سقوط 13 قتيلاً في عين الحلوة والاشتباكات الخارجة عن المخيم، ما تعليقك على أن بيانات كهذه تعتبر غير مفهومة في الوقت الذي لدى الدول الخليجية معايير محددة للأمن؟ وماذا عن ملف اللجوء الفلسطيني ومحاولة ايقاظه في هذه المرحلة، وهناك من يربطه بالملف الرئاسي أو من يصوب أيضاً على قائد الجيش بأنه يحرك الوضع الأمني لاعطاء حيز في الموضوع الرئاسي؟

– كل هذه افتراضات، قد تكون هناك فرضية ما، لكن من موقعي لا يمكنني تأكيد أو نفي أي منها. لفتني كلام المسؤول الفلسطيني المخضرم جداً عزام الأحمد، يدرك تماماً ما في صلب السلطة الفلسطينية ومتابع ويقول ان هناك جهات اقليمية وليست عربية هي من تتسبب بهذه المشكلات داخل مخيم عين الحلوة، وبالتالي يلمح الى أن ايران خلف المجموعات الاسلامية التي أتت بمجملها من سوريا وانضمت الى بعض الأفراد ليحاولوا الحد من نفوذ “فتح” أو الاختصار من سلطة “فتح” داخل المخيم. وبالتالي، هناك كل هذه النظريات وأنا أفضل الانتظار قليلاً كي نرى الوضع عن كثب وتتبين الحقائق كلها. لا شك في أن ما حدث في عين الحلوة مؤسف جداً وسيء جداً، واذا كانت مجموعة حوادث بنت ساعتها أو هناك فريق خلفها فيجب الانتظار لمعرفة أي فريق خلفها، والأهم من كل هذا أن الجيش اتخذ كل الترتيبات اللازمة لضبط الأوضاع وعدم تطورها والخروج عن السيطرة وبقيت في حدود مخيم عين الحلوة. مع العلم أنه يهمنا كثيراً أن لا تكون هناك أي مشكلات داخل المخيم ولكن ما باليد حيلة. ولو نفذت مقررات الحوار الأول عام 2006 لكان من المفترض أن يكون مخيم عين الحلوة في يد السلطة اللبنانية، وتكون مسؤولة عن الأمن.

اما عن البيانات الخارجية، فأقرأ فيها إلى جانب التحذير من الخطر الأمني، نوعاً من “تبرم” (تغيير موقف) من الحكومة القائمة وعدنا الى ما قبل التفاهم السعودي – الايراني، عندما كانوا يسمّون الحكومة الحالية حكومة “حزب الله”، وأنا برأيي عدنا الى شيء شبيه بها، وأكيد هناك أسباب موضوعية بالاضافة الى وجود “تبرم” من الوضع الحالي في لبنان. كيف بدك دول تحترمك وانت موجود في وضعية صعبة جداً يعيشها الشعب اللبناني وصرلنا 10 أشهر معطلين الاستحقاق الرئاسي؟ من يريد القراءة في البيانات فليقرأ هنا. شو هالحكومة وشو هالسلطة وهالوضعية؟ هذا غير مقبول والأسباب الموضوعية والأمنية وبالاضافة الى “تبرم” خليجي ورسالة خارجية بأن الوضع كما هو غير مقبول.

*هل من اسم تناقشونه لرئاسة الحكومة المقبلة؟ 

– وينك وين…

*ماذا عن الحديث عن ثلث معطل وعدم المداورة؟ وهل أنتم مع فرض شروط مسبقة على رئيس الحكومة؟

– هيدي ما بدي علق عليها، لكن فيما يتعلق برئاسة الحكومة هدفنا بكل صراحة ايصال رئيس جمهورية مختلف، واذا لم نوصله نكون نمدد للوضعية الحالية ونعود لنساهم في ايصال رئيس حكومة مختلف والا سنعيد التجربة نفسها. هذا ما نحاول القيام به. الشعب يحسب أننا “غشم” بالسياسة وهذا مش مظبوط، اذا قصة ألاعيب وكومبينات وترتيب أوضاع فاسرع حدا نحنا فينا نعمله. وقرأت مقالاً باللغة الانكليزية يقول بأن باسيل طلع أشطر من جعجع لأنه تفاهم مع “حزب الله”، اذا هيدي شطارة بالنسبة الهم لا ما بدنا هيك شطارة.

أما عن شروط مسبقة على رئيس الحكومة، فلا، لا، لا، ولكن نحن مع رئيس حكومة مختلف، انا رئيس أكبر تكتل مسيحي وحزب مسيحي، شو بدك بأكاذيب الفريق الآخر، كلهم كذابين ونصابين ما تشدي ايدك وكوني مرتاحة، وعلى الرغم من ذلك لم أفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية، مش قصة مين اله حق ومين “لأ”، ولكن القصة أن نرى كيف نسيّر الأمور في هذه الأيام كي نصل الى المعقول والمقبول، وهدفنا من رئيس الجمهورية أن يكون مختلفاً لنغيّر وضعيتنا، وبدنا رئيس حكومة مختلف كي يستطيع أن يخرج من هذه الوضعية ومجلس وزراء مختلفين كي يساهموا فيها. وتخيأل ان نعود الى الأسماء التي نعرفها، يا عين يا ليل ما بدي اطرح اسم حدا أو المجيء صوب أحد بالشخصي، وأيهما أفضل تعبئة مركز رئاسة الجمهورية بأحد سيمدد الأزمة 6 سنوات جدد أو أن يبقى لديك حظ شهراً أو أكثر ان تأتي بأحد يخرجنا سنتيمتراً فوق المياه؟ اذا بدك ما يضل في فراغ بدك تمشي بالطريق الآخر وأن لا تربط رقبتك على ست سنين مثل الفريق الآخر أو أن نصل الى أحد مختلف قليلاً، هذا رهاننا بكل صراحة. ونحن كلياً ضد عدم المداورة في الحكومة، على الاطلاق.

*بالعودة إلى اتفاق بكين هل تعتبر أنه سقط؟

– برأيي لا طلع ولا سقط، كان عبارة عن باب فتح، والباب لا يزال مفتوحاً لم يتم اغلاقه والسعودية لن تغلقه، أعتقد هكذا الا اذا تطورت قصة حقل الذرة وطرأ أي جديد، لا أعلم أين ستؤدي ولكن لا أحد دخل من هذا الباب المفتوح، ونتائج العملية لم أرها الا القليل من رخاوة في الأجواء الاعلامية، والأجواء في اليمن، صديقنا نصر الله عاد من جديد بحديثه الى اليمن، فحتى الليونة في الأجواء الاعلامية عادت الى قساوتها السابقة.

*اذا استمر الوضع في لبنان على ما هو عليه، ماذا عن طروح اللامركزية الموسعة والفديرالية؟

– بالمنطق، بعد أزمة 4 سنوات ما في مواطن لبناني الا وانكوى منها، ومعقول بعد الانتفاضة الشعبية التي حدثت في جميع المناطق تحدث الانتخابات النيابية، ويعود المجلس النيابي كما كان في السابق؟ في شي غلط، كل الدول تقع في وقت من الأوقات، وفي اليونان منذ عشر سنوات حدثت أزمة اقتصادية وسقطت الحكومة وأتت حكومة بديلة عنها، معقول بمية ألف يا ويلاه تعمل تغيير بسيط لدينا كمسيحية؟ أزمة مماثلة لنا تفترض أن نقوم بانتخابات رئاسية في أول المهل الدستورية وليس انتظار الفراغ، وبعد شهر نصبح بلا رئيس منذ عام، هناك شيء غلط في التركيبة وشيء خطأ لا يسمح للناس بأن يصححوا أوضاعهم بأنفسهم. الصفة الرئيسة في الديموقراطية أنها تصحح نفسها بنفسها، ولدينا أين تصحح نفسها؟

* أليس العطل من قانون الانتخاب الحالي؟

– بالعكس هذا أحسن قانون انتخابي أتى على لبنان.

*هذا القانون يؤدي الى تمثيل غير عادل في المناطق ويأتي نائب بـ 70 صوتاً فقط!

– نحن نظامنا تعددي ولسنا في مجتمع وحدوي، وكل شغلة إلها شغلتها، وهذا اتفاق الطائف، اذا ما بدك ياه صار غير بحث. اتفاق الطائف هيك. لكن انت بدك محدلة؟ اذا طائفة أو شخصية معينة لديها 49 صوتاً في منطقة معينة تمحوها وتعطي كل شيء لنسبة 51 بالمئة؟ هذا نظام آخر مختلف تماماً.

ما رشحنا حدا بالجنوب وطلع 2 تغييريين هما الياس جرادة وفراس حمدان. من الضروري أن تكون هناك نسبية. مثلاً معقول منطقة مثل بعلبك الهرمل، “القوات” لديها 20 ألف مقترع و”المستقبل” 20 ألفاً وكنا نطلع بلا أي نائب، ليش؟ اليوم غير موضوع.

*موجز السؤال هل “القوات اللبنانية” مستعدة لتدخل في نقاش لتعديلات داخل هذا القانون سواء بما يرتبط بالصوت التفضيلي أو الدوائر أو استكمال ما ورد في القانون كالميغا سنتر وغيرها أم لا، أو أن هناك موقفاً أن هذا القانون أحسن ولا يمكننا تغييره؟

– كله قابل للتعديل، خصوصاً في ما يتعلق بالمطالب التقنية، فنحن أول ناس مع البطاقة الالكترونية والميغا سنتر وكل باقي الاصلاحات نحن معها، لكن التغيير في الدوائر بحاجة الى بحث ومثلما نرى يمكن أن يقترح أحد أي اقتراح يكون أفضل من الوضع الحالي، ولكن اذا سألتني كيف الوضع حالياً؟ بقلك منيح وهذا من أحسن القوانين الانتخابية، وأكبر دليل ما أنتجه في دوائر معينة. والموضوع أبعد بكثير من قانون انتخاب وخصوصاً بوجود النسبية. هناك نواب طلعوا بـ 50 صوتاً، وسنتيا زرازير مثلاً طلعت بعدد معين لكن لائحتها حصلت على حاصلين لأن لديها مرشحاً على اللائحة اسمه زياد شاكر أخذ 3500 صوت وانت عم تعطي اللائحة مش بشخص شاكر، والنتيجة أن اللائحة تمثلت بزرازير، ولا يمنع أن هذه الأصوات ليست لهذه اللائحة، مثل مرشحنا جميل عبود ربح بـ 80 صوتاً نتيجة حصول لائحته على 3 حواصل. *طالما تحدثت عن النائب عبود، في طرابلس هناك مبادرة قام بها النائب ايهاب مطر المتمثلة بلقاءات دورية في طرابلس للبحث في أوضاع المدينة، ولوحظ منذ عودة فيصل كرامي الى المجلس النيابي توقف هذه اللقاءات، ورفض الجلوس مع عبود على الطاولة نفسها، فما رأيك بهذه التفاصيل؟

– نحن موجودون في طرابلس بالتحالف بصورة أساسية مع اللواء أشرف ريفي وبالتالي كل عملنا بالتعاضد والتكافل والتعاون معه، وأثبتت “القوات” في طرابلس أن لها وجوداً مع العلم أن وجودها وحدها لا يكفي ومن هذا المنطلق يحدث العمل، لماذا توقفت الاجتماعات؟ نحن نلتقي أينما كان مع جميع النواب وبمجرد ونهم منتخبين يجب أن يتحدث كل النواب مع بعضهم البعض، ماذا حدث بالضبط في هذا الاجتماع؟ لا أعلم، لكن هناك أطراف في طرابلس غير متحمسة لها في الوقت الحاضر.

كيف يجلس كرامي بوجودنا في المجلس النيابي؟ لدي حل لاجتماعات طرابلس أن يقوموا بها في قاعة كبيرة ويجلس كرامي بعيداً عن ايلي خوري… صراحة هذه ولدنات.

*هل بادرت “القوات” في ملف آل كرامي؟

– كانت هناك محاولات تواصل قديماً عام 2006، 2007، 2008 ورأيي أن موقف النائب كرامي ليس من وراء حادثة معينة بل موقفه سياسي وهذا الوحيد القادر على بيعه غير هيك شو بدو يعمل؟

*بعد الانتخابات النيابية، أظهر الحراك السياسي نوعاً من الخلل في المكونات وبالتالي الكل يتحدث عن الرئيس سعد الحريري ورأينا مبادرة “القوات” خلال وجود الحريري في بيروت، بارسال وفد رفيع إلى “بيت الوسط”، وتمنى الوفد عودة الرئيس الحريري الى العمل السياسي، اليوم من معراب ومن الحكيم الحليف الاستراتيجي كما كان معروفاً، كيف يقرأ في هذا الكلام وما الرسالة التي يوجهها الى الرئيس الحريري؟

– الرئيس سعد الحريري كان صديقاً ولا يزال صديقاً وسيبقى صديقاً. لا يمكنني أن أقول ما عدد الساعات التي قضيناها سوياً في اجتماعاتنا ولقاءاتنا، هي ساعات طويلة طويلة وقد ما تكون الأوضاع طارئة أو مستعجلة ولا مرة كان عنا اجتماع يستمر نصف ساعة لا، لا، لا، بل جلسات طويلة تخطت كل الأمور الموضوعية التي كنا نعالجها.

في الفترة الأخيرة بات هناك بعض التباين في وجهات النظر بمعنى أنه لم يعد لدينا أي أمل بالتعاون مع الأكثرية ولا أي أمل، وقبل استقالتنا من الحكومة تحدثت مع الرئيس الحريري وقلت ما فينا نستمر ولا لحظة، وعاد واستقال بعد أسبوعين. كان رأي الرئيس الحريري اذا لم نتواصل مع الأكثرية ما بيمشي الحال، وهذه نقطة الخلاف في وجهات النظر التي أدت الى ما أدت اليه. وعدا عن ذلك في النظرة الاستراتيجية اللبنانية والوضعية اللبنانية ككل شو لازم ينعمل بتلاقي نفس الشي. وبالتالي أتمنى عودة الرئيس الحريري عن تعليق العمل السياسي ولنعد النظر بهذه النقطة التي ذكرتها ونفكر فيها ملياً لأن التعاون مع الفرقاء الذين سبق وتعاونا معهم (الأكثرية التي رفضنا التعاون معها) يقوم على أن “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”، فكيف اذا أربع وخمس وعشر؟

*كيف تريد ألا تتعامل مع “حزب الله” وهو موجود في الحكومة وفي مجتمعاتنا؟

– مثلما تعاطوا معنا خلال الـ 20 عاماً الماضية، ونحن موجودون في مجلس النواب والمجتمع، اعتبرونا نحن معارضة وهم موالاة، ألم يتعبوا من الموالاة؟ ما بيسوا يعملوا 3 سنين معارضة، ما فينا نعتبر انن مش موجودين، حدا في الحكم وفرط الحكم ويصر على أن يبقى فيه؟

*التيار تصنفونه ضمن محور الممانعة؟

– محور ممانعة أو غير ممانعة، محور يقوم بمصلحته، الشباب في التيار صدرهم رحب وليسوا متعصبين لأي شيء، قادرين يعملوا حرب طويلة عريضة وقادرين يقولوا ممنوع يكون في سلاح غير شرعي ويرجعوا يعملوا حرب على كل اللبنانيين لأن لازم يكون في سلاح غير شرعي. وعلى أيام الدولة، قادرين يقولوا لبدن ياه، قادرين يقولوا بدن يكسروا راس حافظ الأسد ويرجعوا يقولوا هؤلاء جيراننا لا يمكننا الا أن نتعاون معهم. شي بتعب كتير ومؤسف جداً جداً. يا محلا الممانعة، ناس واضحين عندن مشروع واضح جداً وكل القصة انو مشروعهم ما الو علاقة فينا. ولكن بربك ما مشروع التيار؟ ما عندهم مشروع بل عملهم بقوم على شو قادرين ياخدوا أكتر من السلطة.

*بطرح التيار للامركزية المالية والادارية الموسعة هل يكون يأخذ من دربك؟

– لا يأخذ من دربي، لأننا لسنا كالمرات السابقة، لأننا ملاحقينه على الدعسة، وما يفكر اننا تاركينه، الصندوق الائتماني ليس مطلباً مسيحياً، بل يهم غير المسيحيين أيضاً. شو هيدا للمسيحية؟ لا، بل للجميع لحفظ أموال الدولة.

صندوق ادارة الدولة نحن قدمناه، وتتوزع المناصب بالكفاءة ما بدها شي، واليوم مثلاً رياض سلامة ماروني ومنصوري شيعي، يا محلا هيك شيعية بهذه الطروح، المهم من يقوم بما يجب القيام به. باسيل غير جدي في كل طروحه، وجدي فقط في أن يحقق مصالح أو مواقع أكثر، وطروحه هذه للتغطية على شيء آخر، واذا اجا ليعمل هيك مش رح نتركه، أعوذ بالله.

*تاريخية العلاقة بين جنبلاط وبري والبعض فهم أن هناك استدارة لـ”التقدمي” باتجاه الثنائي، فما رأيكم؟

– أشك في ذلك، وبتواصلنا الدائم مع “التقدمي”، يهمهم أمر المسيحيين مثل المسلمين لكن عندهم اعتباراتهم الشخصية وأشك في استدارة.

*الفراغ المحتمل في قيادة الجيش في ظل غياب رئيس الأركان، هل أنت مع نظرية الأقدمية وتولي الضابط الكاثوليكي القيادة؟

– ما بهم كاثوليكي أو غير… بغض النظر، وبكل صراحة ما بعرف، هذه اشكالية كبيرة، ما عندي تصور واضح بعد. هناك عدة حلول مطروحة ولا واحد منهم مرضي، الأمل الوحيد حتى نهاية هذا العام اتمام الانتخابات الرئاسية وأشك في أن تحدث، لكن الاحتمال يبقى موجوداً، لننتظر ونرى.

الفراغ في الموقع لن يحدث، لكن المهم من سيلعب في الوكالة لأن مواضيع الجيش حساسة، ولو كان هناك رئيس للأركان لكان الموضوع سهل. كما أن الضابط الأعلى رتبةً اجتهاد ويجب أن يكون من كادر الجيش أو كادر وزارة الدفاع، وهناك اشكاليات كبيرة لنتنظر ونرى.

*الاقتصاد في لبنان يدفع الثمن السياسي وآخر 4 سنوات حدث الكثير من الترقيعات، وآخرها الموازنة الضريبية بامتياز، ما نقطة الانطلاق من الموازنة لتكون موازنة مستدامة تلبي طموح الصندوق الدولي ولا تكون عبئاً على المواطن؟

– نقطة الانطلاق ليست من الموازنة بل من السلطة السياسية، وأي موازنة تقومين بها في ظل هذه السلطة السياسية مهما كان نوع الموازنة لن نصل الى مكان، وعندما تأتي الموازنة سنضعها ونفصلها ونحللها ونخرج بموقف. اليوم كان لدي مؤتمر صحافي عن موارد الدولة في السنة الحالية والماضية، الدولة تضيع 3 مليارات دولار ولو عملتي أحسن موازنة بالكون ولم يطبق منها شيء لن نصل الى نتيجة. وبكل صراحة نقطة الانطلاق يجب أن تكون بتغيير السلطة السياسية ودونها سنبقى مكاننا، ولهذا السبب ستبقى تفصيلاً من ضمن التفاصيل، ونحن ضد أي ضرائب جديدة ولدينا مجموعة آراء. وبعد شهر يأتي موعد مناقشة موازنة 2024، اذا أردنا العمل بموازنة فعلية فعلينا العمل بموازنة 2024. لا تتأملوا خيراً في الطاقم السياسي الموجود.

*في حال أصر المصرف المركزي على عدم اقراض الدولة ماذا عن الرواتب والأجور؟

– الدولة لديها أموال وتعلم أين هي، فلتأتِ بها وهذه مسؤولية الحكومة وليس المصرف المركزي، وليست مسؤوليتنا، وهنا المشكلة، مش قادرين وبدن يستمروا بالحكومة، مع العلم أن هناك 100 ألف مخرج ، حتى لو قمنا بأفضل اتفاق مع صندوق النقد الدولي، قديش رح يعطينا بالسنة؟ 600 مليار على 7 سنوات، والحكومة قادرة على الاتيان بـ 3 مليارات دولار من دون ضرائب جديدة. والحل بيدنا نحن وما بدن يضغطوا على جماعتهم، البور، المطار وغيره، والتهرب الضريبي معروف من يقوم به.

*ما المانع من التواصل مع الثنائي والتقاطع معه؟ 

– لا مانع من الحوار الثنائي، مع الرئيس بري ومع كل الناس. تصوري تقاطعنا مع باسيل ومستعدون للتقاطع مع الجميع، ولكن بدو يكون في حد أدنى من القواسم المشتركة. وسيم منصوري محسوب على الرئيس بري ورأينا واضح فيه.

اذا بقي الرئيس بري على موقفه من التعطيل الرئاسي شو رح يكون موقفنا؟ الرئيس بري ذكي وبيعرف كيف يلاقيلها قوالب. ونحن جميعنا نراهن على عدم فشل منصوري وبدنا ياه ينجح لأن إذا نجح نجحنا كلنا وتحسن الوضع في لبنان.

شارك المقال