بين الحزب وباسيل… المعارضة: لن ننجر وسنحارب

ساريا الجراح

انتعشت منذ أسابيع هيكلية الحوار القائم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” التي تدعم ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فقد أكّد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون أن “جبران باسيل لمّح في خطابه السابق الى أنه سيتماشى مع خيار الثنائي بترشيح فرنجية”، موضحاً أنّ جسر العلاقة بين الطرفين أتى بعد مغادرة جان ايف لودريان الذي بنى مسافة ممتدّة حتى مطلع أيلول تجمع التيار والحزب. وفي هذا السياق، أخذ النائب جبران باسيل خطوات أبعد من تلك التي صرّح بها أعضاء “التيار الوطني الحر” في لقاء الثلاثاء الفائت، قائلاً: “المطروح مع الحزب ليس تراجعاً أو تنازلاً أو صفقة أو تكويعة بل عمل سياسي”. اذاً، فإن احتمالية التوصل الى وفاق ثنائي حواري ناجح ومثمر وارد جدّاً، أي أن الحلف الثلاثي “حزب الله” – حركة “أمل” – “التيار الوطني الحر” سيعاود فرض استراتيجية الامساك بزمام الأمور لست سنوات أخرى.

“سليمان فرنجية من صلب المنظومة” هذا ما عبّر عنه عضو تكتل “التغيير” النائب ياسين ياسين لـ “لبنان الكبير”، معتبراً أن “فرنجية لا يتمتع بمواصفات الرئيس الوطني. كما أن الاستمرار على النهج نفسه هو نهاية البلد، فلبنان يقف على مفترق طرق”.

أضاف ياسين: “عشنا في طرف المؤسسات لفترة طويلة وكان باستطاعتنا أن نأخذ الكثير من الخيارات، أولها بناء الدولة ومحاربة الفساد ضمن انتظام عمل المؤسسات وهذا تحديداً لا يحصل الا في حال أسرعنا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحمل المواصفات التي تحاكي الأزمات الراهنة، كالنزوح السوري وصندوق النقد الدولي والتقرير الذي خرج من الفاريز بالاضافة الى عقوبات الخزانة الأميركية على حاكم مصرف لبنان”.

وأكد أن “المرحلة المقبلة ستتجاوز الأزمة المالية، وفي حال لم ننجح في انقاذ البلد يجب علينا أخذ الحذر حيال مرافق الدولة، المطار والمرفأ”، محذراً من “أننا اذا لم نُقدم على تحسين المعايير وتوقفنا عند الشغور الرئاسي فسينهار البلد كلياً”.

وتساءل ياسين: “ماذا يمكن أن يقدم سليمان فرنجية للبنانيين من ناحية الملفات العالقة؟”، مشدداً على ضرورة ايجاد دولة لبنانية وليس مصالح شخصية، “لأن الدولة وببساطة تبنى على مؤسسات ورجال ونساء”.

في هذا الاطار، قال عضو المكتب السياسي الكتائبي الوزير السابق آلان حكيم: “قبل الوصول الى الحوار، نحن في وضع آخر كلياً نسبة الى ما حصل في الكحالة، فلبنان والاستحقاقات الدستورية كلها رهينة. الاستحقاق الرئاسي يقع رهينة الحزب تبعاً لأسلوب الفرض الذي سلبنا حقوقنا في تقرير مصيرنا والعيش بسلام واستقرار. ولا ننسى أن النقاش الثنائي له مردود على الدستور الواضح من ناحية انتخاب رئيس للجمهورية، فلسنا في منطق تقليدي بل في نفق الارهاب والخطف”.

وأكد حكيم أنهم ككتلة “الكتائب اللبنانية” لا يعترفون بحوار على الصعيد العام “لأنه بلا فائدة، وإذا أراد الحزب أن يشاركنا الحياة بطريقة طبيعية تحت سقف الدستور والمساواة فما الذي يمنعه؟”، معتبراً أن هذا النقاش الحزبي عقيم ولا هدف له سوى تقسيم المصالح المشتركة أي “الغنائم”. ومن هنا شدد حكيم على أنهم سيفعلون كل ما بوسعهم لجمع قوى المعارضة والصمود داخلياً للمطالبة بتطبيق كل القرارات الدولية بغية ايجاد حل جذري لهذه المشكلة، وأن صمودهم سيكون شعار الاندفاع لانهاء الخطف ومنع استغلال البلاد كـ “رهينة” بواسطة جميع الأدوات السلمية الموجودة.

واذ أشار حكيم الى أن حزب “الكتائب” تناول لمرات عديدة مسؤولية تجنّب استخدام السلاح والابتعاد عن الحرب، استذكر أنهم عاشوا لوعات الحروب ويعرفون مآسيها، كما أن النضال السلمي سيكون الخطوة المقبلة بعيداً عن منطق الانتخاب والسياسة التقليدية التي تعتبر مغلوطة، موضحاً أن “السياسة ما هي الا تسويات ثنائية في الغرف السود تأتي بنتائج تقاسم الدولة والمصالح الحزبية والشخصية”.

ورداً على سؤال حول الاسترتيجية المقبلة، أجاب حكيم: “لدينا خريطة طريق واضحة جداً نناقشها مع كل الفرقاء في المعارضة، وسنكمل فيها لأنها السبيل الوحيد للخروج من المحنة. فما قبل الكحالة ليس كما بعدها”.

يبدو أن “الطبخة استوت” بين باسيل والحزب، لكن التصدي لها سيكون تكتيكياً بعدم تأمين النصاب والتغيّب عن الجلسات والتصويت. فهل سيشكّل هذا الاعتراض نجاحاً ضمنياً قد يقف حائلاً يمنع وصول فرنجية الى سدة الرئاسة ويكسر سيناريو الحوار بينهما؟

شارك المقال