مداهمة “الحزب” في حي السلم تثير الجدل

محمد شمس الدين

شهدت منطقة حي السلم في الضاحية الجنوبية قيام وحدة الحماية في “حزب الله” ليل الجمعة، بمداهمة منزل لأحد الأشخاص من التابعية السورية. وأفيد أن معلومات وصلت إلى “حزب الله” عن دخول سوري يدعى وسام مازن دلا خلسة إلى لبنان واستقر في منزل في حي السلم. ووفق تحقيقات جهاز أمن الحزب في سوريا تبين أن دلا متورط في التفجير الذي حصل في عاشوراء في منطقة السيدة زينب في دمشق، وعندما داهم الحزب الشقة التي يسكن فيها رمى بنفسه من الطابق السادس، ما أدى الى مقتله. ويجري الحزب تحقيقات مع آخرين كانوا موجودين في الشقة، كما منع الاقتراب من المبنى تخوفاً من عمليات انتقامية بحق السوريين فيه.

المداهمة التي قام بها الحزب أثارت الجدل في الوسط اللبناني، فمؤيدوه احتفلوا بها، معتبرين أن الحزب يحميهم، أما معارضوه فانقسموا بين رأيين، الأول رأى أنها مسرحية من الحزب تزامناً مع النقمة عليه بعد حادثة الكحالة، معتبراً أنه يحاول إظهار نفسه حامياً للبنانيين من الارهاب، ليغطي على المصائب التي يقوم بها. أما الرأي الثاني، فأشار الى أن ما حصل حتى لو كان مداهمة لخلية ارهابية، فهذه مسؤولية القوى الأمنية التابعة للدولة وليس الحزب، وفي حال حصل على معلومات عن خلايا ارهابية عليه أن يبلغ الأجهزة الأمنية المعنية لا أن يمعن في ضرب الدولة عبر الأمن الذاتي، وهو يثبت مجدداً أنه دويلة تحاول ضرب الدولة بتصرفات كهذه.

أما “حزب الله” فأكدت مصادر مقربة منه لموقع “لبنان الكبير” أنه “لا يرى جديداً في الحملة عليه، فهي تنطلق من الغرف نفسها التي تبنت مواقف عدائية منه منذ لحظة تحرير الجنوب العام ٢٠٠٠، مروراً باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبحرب تموز ٢٠٠٦، ثم حرب سوريا، وليس انتهاءً بإنهائه لحالات التهديد التكفيري في الداخل اللبناني”.

ولفتت المصادر الى أن الحزب “ليس لديه جديد يضيفه إلى ما سبق، فتجربته تفيد بأن إهمال هؤلاء واستكمال عمله الناجح هو الرد الأمثل، بحيث يتكفل الناس بالرد البديهي على هذه الحملات من دون أن تنشغل بها دوائر الحزب السياسية والأمنية”.

وعما يحكى عن عدم إبلاغه الأجهزة الأمنية، أكدت المصادر أن “التنسيق قائم على أعلى مستوى، ولكل مهمة ظروفها. هذه مجرد فقاعات إعلامية للاستهلاك الشعبي”.

وعما إذا كان هناك خوف من عودة التفجيرات، أشارت المصادر الى أن “هذا احتمال قائم دائماً، إلا أن تنسيق المقاومة مع الأجهزة الأمنية السورية واللبنانية أثبت فعالية في ملاحقة إرهابي من الشام إلى حي السلم، وهذا أمر كفيل بإظهار القدرة على المواجهة”، مشددة على أن “لا وجود في عالم الأمن لشيء إسمه مئة في المئة، لكن تجربة الحزب في مواجهة هذه الحالات أثبتت نجاحاً كبيراً”.

ما لا يعلمه الجميع، أن في فترة معينة من الحرب السورية كان هناك تنسيق أمني بين أجهزة الأمن الدولية و”حزب الله” بطريقة غير مباشرة، وذلك في إطار الحرب الدولية ضد تنظيم “داعش”، ولدى الحزب أجهزة مخابراتية خاصة به، قد تكون أكثر تجهيزاً من أجهزة الدولة، ولأسباب عديدة في الانقسام الداخلي، فإن أي عملية أمنية يقدم عليها الحزب ستتسبب بجدل في الرأي العام اللبناني، وستدخل في بازار التهليل والانتقاد وفق الانتماء السياسي، من دون أن ينتظر أحد انكشاف الحقائق.

شارك المقال