استنفار وتأهب داخل عين الحلوة… هل تُفتح جبهة جديدة؟

حسين زياد منصور

أسبوعان مرّا على وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، لكن ما يحصل على الأرض يدفع الكثير من المراقبين الى أخذ الحيطة والحذر، خصوصاً وأن النفوس لا تزال محتقنة، والتجهيزات والاستعدادات العسكرية بين طرفي القتال كما هي، بل وبدأت تنتشر أكثر فأكثر.

“الوضع حساس”، هذا ما تقوله مصادر فلسطينية من داخل المخيم لموقع “لبنان الكبير”، خصوصاً بعد التحركات الأخيرة لحركة “فتح” في مراكزها وتدعيمها ووضع السواتر والعوائق، والأمر نفسه بالنسبة الى المجموعات الاسلامية التي نشرت أسلحتها وقذائفها الصاروخية وأظهرت استعدادها لخوض القتال.

وتجدر الاشارة الى أن الطرفين يحتلان مراكز تابعة لـ”الأونروا”، وهي عبارة عن تجمع للمدارس، ما دفع بالوكالة الى تعليق نشاطاتها وخدماتها في المخيم. وكانت مديرة شؤون “الأونروا” في لبنان دوروثي كلاوس أعلنت في بيان أن جهات مسلحة لا تزال تحتل منشآتها بما في ذلك مجمع مدارس في مخيم عين الحلوة، وأن منشآت “الأونروا” تعرّضت لأضرار جراء الاقتتال الأخير في المخيم، مؤكدة أن ما يحصل انتهاك صارخ لحرمة مباني الأمم المتحدة بموجب القانون الدولي.

وأوضحت المصادر الفلسطينية أن الفريقين أي “فتح” والعناصر الاسلامية، يعدان العدة، ومنذ وقف إطلاق النار الأخير، لم يتراجع أي طرف عن المواقع الموجود فيها، ولا يزالان مستنفرين، وتجمع المدارس الذي يسيطر عليه المسلحون بمثابة خط تماس.

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” تؤكد مصادر فتحاوية أن الوضع حالياً رهن القيادة السياسية لاستكمال لجنة التحقيق عملها وما ينبثق عنها، ولا يجب استباق النتائج، وأن محاربة الإرهاب والفكر التكفيري هو مطلب من الجميع، والحركة متجاوبة جداً مع التحقيقات التي تجريها اللجنة، معتبرة أن ما يقال عن أن اللجنة فشلت في دورها مجرد اشاعات وأكاذيب، هدفها توتير الأجواء في المخيم.

وتشدد مصادر أخرى تابعة لحركة “فتح” على أن لا نية للحركة بفتح جبهة قتال، وأن ما يحصل هو عمل اعتيادي من التحصينات العسكرية.

لا يزال الترقب سيد الموقف الآن في المخيم، الفريقان يتحصنان ويستعدان ويجهزان لجولة جديدة، لا يمكن التكهن بنتائجها، والخسائر المادية والبشرية التي ستخلفها، خصوصاً أن الجولة الماضية من الاشتباكات التي اندلعت بعد اغتيال أبو أشرف العرموشي ومرافقيه في كمين، استمرت لأسبوع تقريباً وخلفت 12 قتيلاً وعشرات الجرحى، فضلاً عن نزوح الكثير من عائلات المخيم وأبنائه نتيجة القصف والدمار اللذين حصلا حينها، بحيث لم يعد معظم من نزحوا الى منازلهم.

ويضم المخيم عدداً من الفصائل الفلسطينية، والاشتباك الأخير وقع بين عناصر من حركة “فتح” وعناصر من مجموعات إسلامية توحدت تحت مسمى “الشباب المسلم”.

شارك المقال