ماذا ينقص الثروة النفطية المتوقعة في لبنان؟

محمد شمس الدين

أعلنت شركة “توتال” أمس أنها أطلقت أنشطة الاستكشاف في الرقعة رقم ٩ في لبنان، وذلك خلال زيارة إلى منصة الحفر Transocean Barents، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

وقال المدير العام لـ”توتال إنيرجيز إي بي لبنان” رومان دو لامارتينيير: “بعد الترسيم السلمي للحدود البحريّة، التزمت توتال إنيرجيز مع شريكيها إيني وقطر للطاقة بحفر بئر استكشافيّة في الرّقعة رقم 9 في أقرب وقت ممكن في العام 2023. ويسعدنا أن نعلن أن عمليّات الحفر ستبدأ خلال أيام قليلة، بفضل التزام فرق توتال إنيرجيز ودعم السلطات اللبنانيّة وشريكينا. إن البئر الاستكشافيّة ستسمح لنا بتقويم الموارد الهيدروكربونيّة وإمكانات الإنتاج في هذه المنطقة”.

ولكن هل هذا يعني أن لبنان دخل نادي الدول المنتجة للنفط؟ وهل سينهض الاقتصاد اللبناني في حال اكتشفت آبار بكميات تجارية كافية؟

في هذا السياق، قال المتخصص في النفط والغاز المهندس حسان صفا في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “حسب كل الدراسات والاحصائيات من مسح ثنائي وثلاثي الابعاد وتقارير USGS الأميركية، لا خوف في لبنان على وجود ثروة من الغاز، بل الخوف هو على كيفية حماية هذه الثروة في المستقبل، وذلك يكون عبر وضع خطة اقتصادية شاملة مواكبة لهذه الثروة، لأن البترول عموماً متأثر بصورة كبيرة بالاقتصاد المعتمد في لبنان والنمو الاقتصادي عالمياً”.

وشدد صفا على وجوب “أن ننظر اليوم إلى ما بعد عملية الانتاج وكيفية إدارة هذه العملية، وذلك عبر مختصين لديهم بعد نظر بشأن تقلب أسعار النفط عالمياً والتأثر الكبير الذي لطالما عانى منه لبنان على الصعيد الاقليمي والدولي في الشأن الاقتصادي والسياسي”.

ورأى أن “الأمر ليس محصوراً بالاستخراج وحسب، بل هو منفتح على كل المجالات الحيوية في البلد، أولها القطاع المصرفي الذي انهار بسبب الأزمة، والقطاع التجاري الذي يعاني بعد انفجار مرفأ بيروت، وللأسف القطاعان الصناعي والزراعي مهملان. وبالتالي يجب العمل على تعزيز دور هذه القطاعات الحيوية، التي يعاني لبنان اليوم فيها من نقص كبير وانهيار ضخم على صعيد كل القطاعات وذلك من أجل مواكبة الثروة النفطية المتوقعة”.

الغالبية ممن تتحدث في ملف الغاز اللبناني تركز على شق الكميات التي يمكن أن يتم إيجادها، ولكنها تنسى أمرين أساسيين، القطاعات الحيوية المرتبطة به، والقرار السياسي الدولي والاقليمي، الأمر الأول مقدور عليه إن كانت النوايا صافية ويجري العمل بشفافية واحتراف، أما الثاني فلا يمكن للبنان المنهار اقتصادياً والمنقسم على نفسه أن يخوض معركة مع الكبار، اذ إن اشتداد الحرب الروسية مع الناتو المتمثل بالحرب على أوكرانيا قد يكون له تأثير كبير في افادة لبنان من نفطه أم لا، وذلك وفق التطورات في الحرب.

شارك المقال