ازدواجية باسيل… يناور”الحزب” ويتدارك موائد “القوات”

ساريا الجراح

“بتحكي.. بترغي.. وبتلعي”، ثلاث كلمات بطّن بها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل كلامه عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في العشاء الأخير للتيار. هي ليست المرّة الأولى التي يراشق بها النائب باسيل حجارته على سطوح الصالح والطالح، لكن الثابت هذه المرّة هو تخلّيه عن تواضعه المزيف والادّعاء أنه “سيادي”، فمنذ أن تسارعت عقارب انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون أخذ الوهم بباسيل الى زاوية مهاجمة “الحليف السرمدي” وما لبث أن أطفأ محركات الحوار معه عائداً أدراجه الى الوراء بغية حفظ ماء الوجه… هذا الوجه الذي ارتداه “الصهر المدلل” في مسرحية التقاطع مع “القوات” على انتخاب الوزير السابق جهاد أزعور ليتّجه مباشرة الى حوار جدي مع “حزب الله” مسلماً مرشحه سليمان فرنجية زمام الأمور.

أيوب: باسيل يفتقد صفة رجل دولة

التصرف الواضح الذي أقدم عليه باسيل هو التقاطع الثنائي تارة مع “حزب الله” وتارة أخرى مع “القوات” ومع “المعارضة”، وهذا ما أكّدته عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غادة أيوب لـ “لبنان الكبير”، مشيرة الى أن “كل موفدي التيار الوطني الحر يؤكدون استمرارية هذا التقاطع حتى الآن. اما الحكيم فهو غير معني بكلام باسيل، وإن كان هو المقصود فعلياً، فالسؤال موجّه إلى القائل: لماذا قام اذاً بالتقاطع مع تكتل الجمهورية القوية والكتائب اللبنانية وغيرهما؟”.

وقالت: “ليس صحيحاً منطق عجز القوات اللبنانية عن القيام بأي عمل يُذكر عدا النق، فليتذكر أن القوات اللبنانية التي تشكل ركنا أساسياً من أركان المعارضة هي الوحيدة التي وقفت سداً منيعاً في وجه الحوار الذي أرادوا به استبدال الآلية التي نصّ عليها الدستور أي الانتخاب ليصبح سابقة تحت شعار كلما أردنا انتخاب رئيس سنذهب الى الحوار”. ولفتت الى “أنهم استطاعوا تعطيل كل الدعوات التي ترمي الى عقد جلسات تشريعية في ظل الفراغ الرئاسي ما عدا جلسة التمديد للبلديات”.

أضافت: “استطعنا أن نوقف وصول مرشح الممانعة سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، والدليل عجزهم عن فرضه الى جانب المبادرة الفرنسية التي تحولت من لقاءات وأعمال ثنائية إلى رسالة تحمل سؤالين يمسّان بسيادة لبنان بالطريقة التي اتبعت مع المجلس النيابي”.

وعما قدمه سمير جعجع للمسيحيين، أجابت: “هدفنا بناء الدولة والمؤسسات عبر تطبيق الدستور واتفاق الطائف بكل بنوده بدءاً من اللامركزية الادارية والمالية الموسعة الى حصر السلاح بيد الدولة، اما هدف جبران باسيل فهو الإصرار على سياسة الخضوع للحزب مقابل بعض الامتيازات والمحاصصة وايهام الرأي العام بأنه يقبل بمقايضة الرئاسة بمجموعة قوانين اصلاحية لاقناع ما تبقى من شعبيته انما ذلك لحماية المسيحيين”.

“لو كانت الرئاسة في جيب جبران باسيل لكان المرشّح الأول لها”، بحسب أيوب التي رأت أن “العهد السابق رفع الكثير من الشعارات على رأسها استعادة حقوق المسيحيين لدرجة أن هذا العهد لو استمر لما بقي مسيحي واحد في لبنان إلا وهاجر نتيجة السياسات المتبعة في السنوات الأخيرة”، مشددة على أن “وجود القوات اللبنانية اليوم منع تسليم البلد الى حزب الله وفريق الممانعة، وما يفتقده جبران باسيل بمواقفه الأخيرة هو صفة رجل دولة”.

أما عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب الياس اسطفان فرأى أن “باسيل لم يقدّم الى المسيحيين سوى الفساد والظلم والادارة السيئة للدولة والخنوع لحزب الله وتسيير أموره وتسهيل سيطرته على الدولة”، معتبراً أنه لا يستحق الرد لأن “الشمس طالعة والناس قاشعة”.

وأوضح مصدر مقرّب من “التيار الوطني الحر” في تصريح لـ “لبنان الكبير” أن “المعركة مع القوات اللبنانية هي فقط بنقض الوعود التي عمّمت بها حملاتها الانتخابية بشعار نريد استعادة حقوق المسيحيين. فالحقوق تكمن في الثروة النفطية التي أشاد بها جبران باسيل، لا في الشعارات الانتخابية”.

“التقاطع مع القوات اللبنانية ليس دليلاً كافياً على أن الحياة بيننا وردية” هذا ما أكدته عضو المجلس الوطني في التيار رندلى جبور، لافتة الى أن “الخلاف مع القوات اللبنانية مستمر في الكثير من الملفات حتى لو اتفقنا معهم في مكان لا نرى فيه إلا مصلحة لبنان. فسمير جعجع لم يقدم شيئاً للطائفة المسيحية عدا القهر، ولم يعمل على الشراكة أو دعم الرئيس ميشال عون على موضوع الاصلاح إضافة الى أنه لم يقدّم اقتراحات قوانين مفيدة، والطروح تقدم بها التيار الوطني الحر بدءاً من الشراكة الى قانون الانتخاب الى اللامركزية الادارية وصولاً الى الصندوق الائتماني”.

أضافت: “انطلاقاً من هذا الواقع لا يملك سمير جعجع شيئاً عدا مهاجمة التيار الوطني الحر على غرار ما قدّمه التيار من استعادة الشراكة والتوازن الى ارساء الميثاقية الحقيقية وإطلاق التدقيق الجنائي ومكافحة الارهاب، وصولاً الى اطلاق المسار النفطي الذي يلوح في سماء لبنان اليوم وحتّى النضال من أجل اللامركزية والدولة المدنية. اعادة المسيحيين الى الحياة السياسية هي من صنع التيار الوطني الحر والملف الرئاسي لا علاقة له بالأسماء بل باستعادة الجمهورية اللبنانية وهذا ما طرحه النائب باسيل بقوله: أعطونا اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني وبناء الدولة وعندها نفكر بماذا يمكن أن نقدم للرئاسة”.

وأكدت “أهمية التحالف مع حزب الله كضرورة استراتيجية وأمنية لكنها لا تعني التسليم الكامل للحزب من ناحية الملفات، والدليل أننا قدّمنا طرحنا وننتظر الاجابات التي على أساسها نختار حليفنا”.

شارك المقال