بري لالتقاء الأضداد… ولقاءات الخارج تحمّس “أبو فهد”

رواند بو ضرغم

نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكون مصوباً على الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية بحديثه عن التخبط الخارجي وخلافات أعضائها، وشدد على أنه متعاون دائماً مع أي مبادرة خارجية تسعى الى حل الأزمة الرئاسية وإنهاء الشغور الذي لامس عاماً كاملاً. وإذا كان التوجه الدولي مرشحاً ثالثاً، بعيداً من معادلة سليمان فرنجية – جهاد أزعور، فلن يكون السبيل الى تحقيقه الا بالحوار والتقاء الأضداد، وما عدا ذلك سيبقى كل فريق متمسكاً بمرشحه الى حين حصول فرج إقليمي وتسوية معلبة.

في جولة الموفد القطري الأولى، اصطدم “أبو فهد” بالتباعد المسيحي وعدم وجود قاسم مشترك يُبنى عليه مسار التوافق على مرشح ثالث بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ووفق ما قالته مصادر قيادية لموقع “لبنان الكبير” فإن باسيل أبلغ “أبو فهد” رفضه القاطع لقائد الجيش جوزيف عون واستحالة التوافق عليه كمرشح توافقي، بينما لمس من جعجع عدم رغبة بالمدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، فيما لم يأخذ باسيل وجعجع طرح النائب نعمت افرام جدياً.

أما الثنائي الشيعي فلن يقدم التنازلات قبل اكتمال التسوية، ولن يتساهل في صفة الرئيس الذي لا يطعن ظهر المقاومة، وعليه فإن أي بحث في مرشح ثالث مجمّد الى حين انعقاد الحوار (إذا حصل) أو اكتمال تفاصيل التسوية ومضمونها وضماناتها، ليبقى فرنجية خيار الثنائي الثابت حتى هذه اللحظة.

أما وبعد لقاءات الخارج مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، فاستمد القطري قوة دفع إضافية وغطاء خماسياً واضحاً لمسعاه. ويستعد “أبو فهد” لجولة ثانية على الثنائي المسيحي والثنائي الشيعي، على اعتبار أنها الأطراف المؤثرة في الانتخابات الرئاسية، ووفق مصادر مطلعة على جو الموفد القطري، فإنه لا يزال متفائلاً بنجاح مسعاه.

يبدي الرئيس بري كل إيجابية في التعاطي مع المبادرات الدولية، فكيف إذا كانت قطر التي قال في شكرها يوماً: إن أول الغيث قطرة، فكيف إذا كانت قطر؟! وهو يستمر في حث “أبو فهد” على الاستمرار في مبادرته للوصول الى خلاص رئاسي. وفي الموازاة يبقى الرئيس بري على اصراره بمباركة سعودية لأي تسوية، وهي إشارات وصلت الى حد إطلاق رسائل إيجابية عبر مقربين منه باتجاه حلفاء المملكة في الداخل بأن لا حوار من غير “القوات”.

وبالعودة الى المبادرة القطرية، يسعى “أبو فهد” الى إرساء توافق رباعي على إسم ثالث، والمهم لديه أن يصل الى نتائج إيجابية، ومن بعدها يُبحث في الاخراج وتسيير التسوية، بحوار أو من دونه.

شارك المقال