نتائج انتخابات “الشرعي”: انتصار للطائفة وصفعة للمتمردين

حسين زياد منصور

بكل هدوء ونجاح وديموقراطية انتهت انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، التي كانت محط ترقب من جميع القوى السياسية في البلاد، سنية كانت أو غير سنية، مسلمة أو غير مسلمة. وتدل المتابعة والترقب لنتائج الانتخابات في مختلف المناطق، وخصوصاً في العاصمة بيروت، على مدى أهمية القرار السني وتأثيره في واقع البلاد، على الرغم من المشكلات والانتكاسات التي تواجهها الطائفة بعد اعتكاف الرئيس سعد الحريري عن المشهد السياسي، وبقاء دار الفتوى وحدها فيه.

نتائج الانتخابات كانت متوقعة نسبياً، وتحديداً في بيروت، حيث تمكنت اللائحة التوافقية من الفوز بـ 6 مقاعد من أصل 8، وأقصت الانتخابات كما الانتخابات النيابية الماضية “المتمردين” و”المتطفلين” على القرار والزعامة والقيادة السنية، وأظهرت دار الفتوى بقيادتها أنها المرجعية السنية، وأسقطت من حاولوا فرض أنفسهم وآرائهم عليها، وأن في النهاية لا يصح الا الصحيح، لا سيما وأن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أعلن قبل انطلاق العملية الانتخابية، أنه على مسافة واحدة من الجميع.

هذه الانتخابات جاءت للتأكيد أن الدار كانت وستبقى ملتزمة بالأنظمة والقوانين حرصاً على النهوض بمؤسساتها، والتي هي جزء لا يتجزأ من النظام العام للدولة اللبنانية.

وفي قراءة لنتيجة الانتخابات، وصفتها مصادر متابعة رفيعة المستوى بأنها “صفعة أو كف لكل من يعمل ضد الطائفة ومصلحتها ومصلحة دار الفتوى والوطن”.

وقالت في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “ان ما حصل هو انتصار للمشايخ، فالفائزون مع اجراء الاصلاحات ووقف الهدر في بعض الأماكن، ومع حماية الأوقاف ومصالحها، ومع وقف البر والإحسان، خصوصاً بعض الضجة التي أثيرت حولها خلال الفترات الماضية”.

في المقابل، أشارت مصادر مطلعة أخرى الى أن “النتائج ليست ضد مصلحة الطائفة، والكلام عن سقوط التحالفات والمستقبل فيها غير صحيح، واللائحة التي فازت بـ 6 مقاعد من أصل ثمانية، الستة هم من مرشحي المستقبل وتحالفاته، اما بالنسبة الى المقعدين اللذين تمكنا من الخرق، فهما أيضاً يدوران في فلك المستقبل”. واستشهدت بسقوط حسن كشلي مرشح النائب فؤاد مخزومي ومحمد دندن مرشح الرئيس فؤاد السنيورة.

وجاءت النتائج في بيروت على الشكل التالي: محمد مكاوي، وسيم المغربل، زياد الصاحب، عبد الحميد التقي، مازن شربجي، طلال بيضون، عبد الله شاهين وفؤاد زراد. اما في جبل لبنان ففاز كل من حمزة شرف الدين ورئيف عبد الله.

في طرابلس: فايز مصطفى سيف، بلال بركة، أحمد عبد الامين، مظهر الحموي، أسامة طراد، منذر حمزة ووائل زمزلي. في عكار: كفاح الكسار. في البقاع: محمد العجمي ويونس عبد الرزاق. اما في صيدا ففاز عبد الحليم الزين، موفق الرواس وفايز بعاصيري بالتزكية وكذلك نزيه حمد عن حاصبيا ومرجعيون.

ومع نتائج هذه الانتخابات، تكون الطائفة السنية قد تمكنت بنجاح وديموقراطية وهدوء من انجاز 3 استحقاقات أساسية، أولها انتخابات الافتاء في بعض المناطق، وثانياً التمديد للمفتي دريان، وأخيراً انتخابات المجلس الشرعي التي تميزت بنتائجها، ومن المنتظر أن يكون عمل الفائزين متجانساً مع المفتي لتقديم ما فيه خير ونهوض الطائفة السنية والمؤسسات التابعة لدار الفتوى.

وبعد ان اختارت الهيئة الناخبة 24 عضواً عن طريق الاقتراع، تتجه الأنظار نحو المقاعد الثمانية المتبقية، والتي يعيّنها المفتي وتكون موزعة على كل المحافظات.

شارك المقال