آمال بايدن تتلاشى في الشرق الأوسط؟

حسناء بو حرفوش

قدّرت قراءة في موقع “نيويورك تايمز” الالكتروني أن الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد تؤدي الى تضييق فرص الرئيس الأميركي جو بايدن في منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً لمقال الرأي، “تسعى إدارة بايدن منذ أشهر الى نفيذ مشروع ديبلوماسي طموح لعصر جديد في المنطقة، لكن يبدو أن الشرق الأوسط القديم لا يزال لديه الكثير ليقوله. وأتى هجوم حماس السبت بمثابة تذكير بأن الصراع المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين بعيد عن أن يختفي قريباً.

مسؤولون أميركيون اعتبروا في هذا السياق أن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان الدافع وراء الهجوم هو رغبة حماس أو راعيتها إيران في تعطيل جهود بايدن في الشرق الأوسط، لكنهم أقروا بأن الهجوم قد يؤدي الى تعقيد المفاوضات الحساسة. وقالت مارا رودمان، ديبلوماسية السلام السابقة في الشرق الأوسط في عهد الرئيس باراك أوباما أن الهجوم سيبطئ وتيرة الاتفاقات المزمعة في المنطقة. وسيتعين على بايدن على المدى القصير على الأقل، فرملة تطلعاته في إدارة الصراع. وتمثل ضربة حماس الغزو الأكثر شمولاً منذ عقود، وقد يشعر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه مضطر لإرسال قوات برية إلى غزة للانتقام وإنقاذ الرهائن.

وفي بيان تلفزيوني مقتضب، أدان بايدن هجوم حماس وشدد على دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، محذراً من التصعيد من جانب آخرين من دون ذكر أطراف أخرى، ولكن من المؤكد أنه يقصد إيران تقريباً. ولم يضيّع خصوم الرئيس الجمهوريون أي وقت في تحويل الصراع إلى خط هجوم ضد بايدن. وأكد هؤلاء بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، أن صفقة الرهائن الأخيرة التي أبرمتها الادارة مع إيران زادت من إمكانات حماس. وكانت إدارة بايدن قد وقعت على الإفراج عن 6 مليارات دولار من عائدات النفط الايراني المجمدة في كوريا الجنوبية، وقررت الاحتفاظ بها في بنك متاح للأغراض الانسانية فقط. وقال مسؤولون السبت إنه لم يتم إنفاق أي من هذه الأموال.

ومع ذلك، أبرزت الأزمة مدى السرعة التي يمكن أن تنفجر بها الأمور في منطقة مضطربة. وأشار جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي خلال الأسبوع الماضي إلى أن منطقة الشرق الأوسط أكثر هدوءاً اليوم مما كانت عليه خلال عقدين من الزمن، وهو تعليق سرعان ما أعادت اللجنة الوطنية الجمهورية طرحه السبت. لكن ما لم يسلط عليه الجمهوريون الضوء هو حقيقة أن سوليفان حرص على إضافة تحذير، مشدداً على عبارة: في الوقت الحالي لأن كل ذلك قد يتغير. وحدث التغيير بالفعل السبت. لسنوات عديدة، تراجعت القضية الفلسطينية إلى حد كبير عن الأجندة العالمية، لكنها لم تتراجع قط بالنسبة الى الملايين الذين يعيشون في غزة والضفة الغربية، حيث يظل الغضب والاستياء من القيود والمستوطنات الاسرائيلية موجودين. ومن شأن حجم توغل حماس وحجم الرد الاسرائيلي الحتمي أن يعيد القضية إلى الصدارة في المستقبل المنظور. وتوقع خبراء الأمن القومي أن يدفعها إلى مركز النقاش حول شرق أوسط جديد.

وسرعان ما أثار احتمال الدور الايراني في هجوم السبت التكهنات. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، لم يتسن تحديد هويته بموجب القواعد الأساسية للبيت الأبيض، للصحافيين: إن الولايات المتحدة ليس لديها ما يشير إلى تورط إيران، لكنه أشار إلى أن حماس ما كانت لتتوغل من دون الدعم الإيراني. وقال مسؤول سابق في الادارة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن النفوذ الايراني على المسلحين الفلسطينيين زاد خلال العام الماضي في كل من غزة والضفة الغربية، مضيفاً أن طهران وجدت منذ أشهر فرصة لاندلاع الوضع في الضفة الغربية”.

شارك المقال