من السيّد حسن إلى العالم

الراجح
الراجح

من فرنسا

كُشِفَت آثار مساكن دائمة هذا الصّيف لموقع أثريّ من العصر الحجريّ في منطقة مستنقعات سان غون، شمال شرقي فرنسا، تعطي صورة على قدر استثنائي من التّكامل عن التّنظيم التجتماعي في تلك الحقبة من التاريخ (3500 ق.م.).

وقال عالم الآثار المشرف على التنقيب: “ان هذا الاكتشاف يشكّل محطة مهمة لفهم التنظيم الاقتصادي والاجتماعي والجغرافي في العصر الحجري”، مشيراً إلى عدم وجود مثيل لهذه المجموعة المتكاملة في أوروبا! (من دون أي ذكر أو إشارة إلى وزيري الاقتصاد والشؤون الاجتماعية الباسيليين في هذا الاكتشاف).

اللافت أن هناك مبنى على شكل قبّة داخل سور المدينة وحفرة كبيرة للنفايات قطرها 20 متراً، ولا تتبع لـ”سيتي بلو”.

وتأتي هذه الاكتشافات المتتالية في سياق برنامج أبحاث أطلقه المركز الوطني للبحث العلمي قبل عشرين عاماً، إذ شارك فيه أكثر من خمسين شخصاً من الباحثين في مختلف القطاعات من فرنسا ومن الخارج يساعدهم عدد كبير من المنقّبين – معظمهم طلاب في علم الآثار (ولا أحد منهم من الجامعة اللبنانية طبعاُ).

حبّذا لو يستعين بهم جان إيڤ لودريان، وبالاذن من الأستاذ فؤاد حطيط، للتنقيب عن رئيس للجمهورية قبل مجيئه إلى لبنان… ونحن نقبل برئيس لا أقول يعيد بل يذهب بالبلد إلى ما اكتشفه المنقبّون في فرنسا.

من لبنان

كلمة الأمين العام ل “حزب الله” الأخيرة، التي تناول من خلالها عناوين تتعلق باللغة السياسية السائدة من اتهامات وتهديدات طاولت “حزب الله”، إلى الحدود البرية وضرورة تصحيح عبارة ترسيم لأنها مُرَسَّمة أصلاً ومحدَّدة حكماً، وهي في كل الأحوال مسؤولية الدولة اللبنانية! والمقصود بالحدود البريّة الجنوب اللّبناني طبعاً لأن حدود لبنان من الشرق هي البحر الأبيض المتوسط.

يبقى الأهم مسألتان: الملف الرئاسي والنازحون السوريون.

في الملف الرئاسي، قال الأمين العام: “إنّ هناك فرصة هي فرصة الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، وكان بإمكان العالم أن يأتي إلى الحوار، ونتناقش ونطرح مرشحنا ويطرحوا مرشحهم ونتحدث بالضمانات وبالمستقبل ونتحدّث بكل شيئ، هي المبادرة تقول انه إذا اتفقنا على اسم، وأنا أقول سليمان فرنجية، نذهب وننتخبه، وإذا اختلفنا على إثنين نذهب ونصوّت، وأنا أقول أيضاً سليمان فرنجية، لكن هذه الفرصة ضُيِّعَت فقط بالنكد وبالمكابرة”.

وفي موضوع النازحين السوريين، دعا الأمين العام “إلى خطة وطنيّة، إلى استراتيجيّة وطنيّة، إلى برنامج وطنيّ موحّد، سمّوه ما شئتم”.

وقال أيضاً: “اذهبوا مجتمعين إلى العالم في الخارج وإلى كل أصدقاء لبنان للضغط على كل هؤلاء، وعلى مؤسسات الدولة وعلى الجيش اللبناني، وعلى القوى الأمنية، وعلى الجميع، وعلى البلديات، وحتى على المجتمع، إلاّ أن الأهم هو معالجة الأسباب”.

أضاف: “أيها اللبنانيون الذين تشعرون بالخطر، أنتم تذهبون إلى معالجة النتائج ولكن لا تعالجون الأسباب…”.

وبعد تحديد أسباب النزوح، وهي بشقّين، الأول أمنيّ مع بدايات الحرب وأثناء مسارها، والآخر اقتصادي بحكم منع الشركات العالمية من الاستثمار في سوريا. ووراء السببين أميركا التي بدأت الحرب على سوريا ووضعت بعدها “قانون قيصر”، بحسب رأي الأمين العام. (وقانون قيصر حمل هذا الاسم نسبة إلى شخص مجهول سرّب معلومات وصوراً لضحايا تعذيب في سوريا بين عامي 2011 و2014، لكنّه صدر عام 2019).

إذاً، الأسباب الأساسيّة للحرب في سوريا هي أميركا التي حرضت الشعب السوري ليَثور لكرامته وحريته وليتخلص من نظام ديكتاتوريّ، بحسب وصف كل قوى الحرية في العالم، هذا في بداية الثورة السورية طبعاً. ولا ننسى أن “قانون قيصر” لم يأتِ بعد نهاية الحرب في سوريا، كما قال الأمين العام، ولن أُدخِلَ رأيي الشخصي في هذا المجال. إلّا أن الخلاصة التي انتهى إليها الأمين العام هي تهديد للغرب بإرسال بواخر تحمل النازحين إلى بلادهم. واعتبره رأياً بحاجة إلى دراسة.

يا سيد حسن، أليس من الأفضل والأسرع أن تدرسوا عملية خروجكم من الزبداني ومن كل القرى المتاخمة لحدودنا حتّى القْصَيْر، والتي ستعيد حتماً ستماية ألف نازح إلى قراهم في أقل من ساعة، والباقي “ملحوق عليه”؟

شارك المقال