أميركا في عمق المتوسط… هل دق ناقوس الخطر؟

منى مروان العمري

منذ اللحظات الأولى لاندلاع عملية “طوفان الأقصى”، تعهد الجانب الأميركي بتوفير كل الدعم الممكن لاسرائيل، ولا سيما على صعيد المساعدات العسكرية، في وقت بدأت وزارة الدفاع الأميركية بتحريك مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد” إلى شرق البحر المتوسط، والتي استقوى بها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، قائلاً: “أعداؤنا في المنطقة يدركون أهمية قدوم حاملة طائرات أميركية في الطريق”.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، عن توجه صواريخ كروز، وأربع مدمرات صواريخ إلى المنطقة علاوة على حاملة الطائرات، وإرسال مقاتلات جوية أميركية، للمساعدة في ما أسماه “الردع الاقليمي”. في الوقت الذي أكد فيه البيت الأبيض مقتل 11 أميركياً حتى الآن، مع توقّع احتجاز الجناح العسكري لحركة “حماس” عدداً آخر من الأميركيين.

وكانت خطوات تعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، وتعزيز جهود الردع الاقليمي، مدار بحث في الاتصال الذي أجراه رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات الأميركية الجنرال تشارلز براون برئيس هيئة الأركان الاسرائيلية هرتسي هاليفي الاثنين.

المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أكد في تصريحٍ أن “واشنطن ليست لديها أيّ نية لنشر قوات عسكرية على الأرض في أعقاب الهجمات التي شنتها حركة حماس على إسرائيل، لكنها ستحمي المصالح الأميركية في المنطقة”، فهل تلتزم الولايات المتحدة بما قالته أم تخوض الحرب الى جانب إسرائيل؟

الكاتب والمحلل السياسي علي الأمين رأى في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “التدخل الأميركي يصبح واجباً في حال كان هناك تهديد وجودي لاسرائيل، لكنه سيؤثر على الموقع الأميركي والسياسة الأميركية في المنطقة التي تذهب إلى خلق نوع من التسويات ومحاولة تعزيز نفوذها في بناء جسور التسوية مع إسرائيل وبالتالي انحيازها الكامل اليها ويمكن أن يؤثر على هذا المسار ويؤدي إلى تأجيله أو الإنتهاء منه أو إرباكه بصورة كاملة”.

وبحسب الأمين “يمكن القول بأن الولايات المتحدة غير متحمسة لدفع الأمور باتجاه الأسوأ في ظل سوء العلاقات بين الادارة الأميركية وبنيامين نتنياهو، بحيث أن أميركا اليوم لا تحبّذ صعود الدور الاسرائيلي بقيادة نتنياهو، ولكن في حال طرأ تهديد وجودي لإسرائيل فحتماً سنأخذ في الاعتبار تأثير اللوبي الصهيوني الفاعل في الولايات المتحدة، وبالتالي كل الأطراف معنية أيضاً بأن تكون على علاقة جيدة مع هذا اللوبي في أميركا أثناء الانتخابات”.

أما رئيس “مركز الشرق الأوسط للدراسات” العميد الركن هشام جابر فرأى أن “أميركا لن تتدخل عسكرياً إذا لم تُفتح الجبهة اللبنانية، وهنا بيت القصيد، لأن موضوع غزة ربما لا يحتاج الى التدخل العسكري الأميركي ولكن اذا تدخل لبنان في هذه المعركة فحتماً ستتدخل أميركا لمساندة إسرائيل”.

وأعرب عن اعتقاده أن “تبعات التدخل الأميركي خطيرة ومؤذية جداً على الشرق الأوسط، لأن أميركا تعرف من أين ستبدأ ولكن لا تعرف من أين ستنتهي، وهنا أعتقد أن كثيراً من الجبهات العربية ومنها الجبهة السورية ستتحرك في هذه الحالة وسنغطس في حرب شرق أوسط لا نعرف لها نهاية، وفي هذا الوضع لا بد من أن تتدخل إيران وبالتالي الطرف الروسي في سوريا سيحتل قطب الأهمية ما يجعلنا نتخوّف من الانتقال الى الحرب على الجبهتنين الأميركية والروسية”.

وعما اذا كان “حزب الله” في وارد الدخول في الحرب ضد إسرائيل، اعتبر جابر أن “الحزب لن يدخل الحرب إلّا في حالتين، أولها في حال بدأت إسرائيل باجتياح لبنان عبر إطلاق الصواريخ الجوية، وثانياً في حال تم العدوان على إيران”.

وأشار المحلل السياسي يوسف دياب، الى أن “تحريك مجموعة من الطائرات العملاقة إلى منطقة الشرق الأوسط والدخول بها إلى البحر المتوسط يعد في الدرجة الأولى إنذاراً إلى إيران قبل أن يكون إنذاراً الى حزب الله، باعتبار أن إيران تمتلك بين يديها أكثر من ورقة في الشرق الأوسط”، لافتاً الى أن “إيران حتى الآن ليست في وارد أن تدخل الحرب في الوقت الحالي ضد أميركا وإسرائيل، ويمكن أن نفسّر هذا من خلال عدم اندفاع حزب الله حتى الآن الى ما يحصل في قطاع غزة أو حتى بعد مقتل عناصر من حزبه ليل أمس (الأول)، ويمكن القول بأن حزب الله الآن في حالة ترقّب وحذَر بعدما تلقّى رسائل أمنية خارجية بعدم تدخله في معركة طوفان الأقصى”.

وشدد دياب على أن “لبنان لا يتحمّل سياساً وأمنياً واقتصادياً الدخول في هذه المعركة، في ظل غياب رئيس للجمهورية والتفكك الكبير لكل أركان الدولة ومؤسساتها وانهيار اقتصادها، بالاضافة الى تحملّه وحده تبعات أيّ عمل يقوم به اذا فتح حزب الله جبهاته”.

شارك المقال