هجوم “حماس” يلقّن واشنطن درساً عن فلسطين؟

حسناء بو حرفوش

ما هو الدرس المستفاد من هجوم “حماس”؟ الاجابة في مقال رأي بموقع “واشنطن بوست” الالكتروني، سطّر ضرورة اعتراف الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية وبإرادة الشعب بتحدي الاحتلال طالما أن الغموض يخيّم على المصير.

ووفقاً للمقال الذي يحمل توقيع داوود كتّاب، أستاذ الصحافة في جامعة برينستون: “لا ينبغي أن يفاجئ ما حدث في إسرائيل أحداً. فقد تحدث المسؤولون الفلسطينيون مراراً عن حدوث انفجار في حال لم يتم إحراز تقدم سياسي في تخفيف معاناة شعبهم. وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الاتفاق على حل سياسي لهذا الصراع سيستحيل بغياب الوضوح حول مستقبل الفلسطينيين.

ويعيش خمسة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال بلا حقوق مدنية ولا حرية تنقل ولا رأي لهم في حياتهم. كما أفادت تقارير مؤخراً بأن المخابرات المصرية حذرت إسرائيل من كارثة ما لم يتحقق تقدم سياسي. لقد أدرك القادة الفلسطينيون والملك الأردني والمسؤولون المصريون أن شيئاً ما سيحصل إذا بقي الشعب الفلسطيني بلا أمل. ولسوء الحظ، لم يسجل أي تحرك على الجبهة السياسية منذ سنوات. وانتهت آخر محادثات عامة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في العام 2014، وفي ذلك الوقت، ألقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري باللوم على الاسرائيليين في تعليق المحادثات. ومنذ ذلك الحين، لم تجرِ أي محادثات، حتى في حين استحضر ثلاثة رؤساء أميركيين باراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن، الشعار الفارغ المتمثل في حل الدولتين.

وتفاقم الجمود في العملية السياسية بسبب تأجيج التوترات الدينية في الآونة الأخيرة. فقبل ثلاثة أيام من هجوم حماس، أرسل الأردن، الوصي المعترف به على الأماكن المقدسة في القدس، رسالة إلى السفارة الاسرائيلية في عمان يحتج فيها على حقيقة أن الزوار اليهود بدأوا بالصلاة بصوت عالٍ على أرض المسجد الأقصى. وفي الوقت نفسه، فرضت الشرطة الاسرائيلية قيوداً عمرية تمنع الشباب الفلسطينيين المسلمين من دخول المسجد نفسه. وفي حين أن الزعماء الفلسطينيين العلمانيين قد يبدون انفتاحاً على التوصل إلى تسوية سياسية، يبقى الزعماء الدينيون أقل مرونة بكثير في السياق الذي توضع فيه المسائل الدينية موضع تساؤل.

وكان القوميون اليهود الاسرائيليون يقلبون اتفاق الوضع الراهن المنسق بعناية بشأن الأماكن الاسلامية المقدسة، كما أن أفعالهم أضرت بالمجتمع المسيحي في القدس أيضاً. وخلال الشهر الماضي، أثار بطريرك القدس اللاتيني الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، في روما الوضع مع البابا فرنسيس وذكره في المؤتمرات الصحافية وخلال عظته الأولى. حتى أنه شبّه غزة بالسجن المفتوح وهو تصريح أثار غضب الاسرائيليين الذين ظلوا راضين بشكل أعمى لفترة طويلة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من سماع النصيحة حتى من أصدقائهم.

وكشفت الهجمات التي تم التخطيط لها بعناية يوم السبت عن حقيقة أساسية: سيسعى الناس دائماً الى التحرر من الاحتلال ومن المستوطنات الأجنبية الاستعمارية على أراضيهم. ولم يتمكن الفلسطينيون من تحرير أرضهم باستخدام الوسائل السياسية. واصطدمت الجهود التفاوضية التي بذلها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بحائط مسدود وكذلك الحال بالنسبة الى النشاط السلمي لمقاطعة إسرائيل. ونتيجة لذلك، لم يعد أمام الفلسطينيين المتدينين خيار سوى محاولة معالجة القمع الذي يتعرض له شعبهم.

ليس هناك أي غموض حول ما يجب أن يحدث بعد ذلك. وعلى الرغم من أنه أقل من ذي قبل، فإن التأييد لحل الدولتين بين الاسرائيليين والفلسطينيين يطغى على أي بديل آخر. لكن وجود دولة فلسطينية إلى جانب وجود إسرائيل يتطلب اعترافاً من الأمم المتحدة. لقد استخدمت الولايات المتحدة مراراً حق النقض ضد القضية نفسها التي تتحدث عنها. وبمجرد أن ينحسر العنف، يجب على الرئيس بايدن أن يعترف بشجاعة بدولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية”.

شارك المقال