جهوزية “الحزب” للحرب منذ 2006… والبيئة الحاضنة لا تخشاها

محمد شمس الدين

ترتفع نسبة احتمال حصول الحرب بين لبنان واسرائيل أكثر فأكثر كل يوم، بعد عملية “طوفان الأقصى”، ويقف القرار في هذا الأمر على ما قد تقوم به اسرائيل، إن اعتبرت أنه يمكن الاكتفاء بالقصف العنيف الذي تنفذه على غزة من دون الدخول برياً، هذا يعني أنه لن تكون حرب من جهة لبنان، أما إذا أخذت قرار الغزو، فسيعتبر “حزب الله” أنه معني مباشرة بالدخول في الحرب، لعدة اعتبارات أولها “وحدة الساحات”، ولن يردعه وجود حاملة الطائرات الأميركية على بعد مرمى من قواعده في المنطقة.

ولكن الحرب تحتاج الى تحضيرات مسبقة للمدنيين، فهل الحزب جاهز؟ وماذا تقول بيئته عن نشوب حرب؟

مصادر مقربة من “حزب الله” أكدت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الحزب منذ نهاية حرب تموز، يعتبر نفسه دائماً في حالة حرب مقبلة مع اسرائيل، هذا الأمر في صلب عقيدته، وهو جاهز من جميع النواحي لخوض الحرب”.

ومن جهة المدنيين، أشارت المصادر الى أن “خطة إجلائهم من المناطق المعرضة لعمليات عسكرية جاهزة منذ العام 2006، وقد تم تفعيلها اليوم، وحل بعض الثغرات والتغييرات فيها بالتنسيق الكامل مع حركة أمل والحلفاء، بحيث سيتم الاجلاء إلى مناطق مختلفة من لبنان، مع تحضير مخازن لاحتياجاتهم المختلفة، وتم إلإيعاز إلى الوحدات المختصة للبقاء على أتم الجهوزية لتنفيذ الخطة”.

أما عن جو البيئة الحاضنة، فيبدو أن الغالبية الساحقة لا تخاف الحرب، وفي جوجلة للآراء، يعتبر البعض أنها قد تكون حرب التحرير الكبرى، التي سينفذ فيها وعد الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله بـ “الصلاة في القدس”. فيما يرى آخرون أنها قد لا تكون الحرب الكبرى بل هي حرب مرحلية، ويقولون انهم لا يسعون الى الحرب لكن إذا حصلت فلن يتأخروا في الوقوف خلف المقاومة، ولا يمكن لومهم بأي شكل على أي دمار يتسبب به الاسرائيليون، لأن في عقيدتهم اسرائيل هي المعتدية دوماً حتى لو أن المقاومة هي من أعلنت الحرب عليها فوجودها هو اعتداء بحد ذاته، وما يحصل في غزة يدمي القلوب.

عموماً البيئة الحاضنة لا تخشى حصول الحرب، بل ان البعض يقول بضرورتها مع اسرائيل، بعد فشل وكلائها في إضعاف محور المقاومة، والمقصود بذلك الجماعات المسلحة في سوريا و”داعش”، ويعتبرون أنه يجب تأديب الامبريالية عبر ضرب قاعدتها المتقدمة في الشرق الأوسط، اسرائيل، ويرون أن الوقت اليوم مناسب في ظل انشغال الغرب بالصين وروسيا.

وفق المعلومات، ستتركز الملاجئ شمالاً، وفي مناطق كسروان وجبيل، ولا يتوقع الحزب أن تكون هناك مشكلات في هذا الموضوع، حتى مع كل الانقسام وارتفاع أصوات التحدي في الأمور الداخلية، فاللبنانيون بطبعهم خلال الأزمات يتحدون كشعب. وذكرت المصادر بأن المتقاتلين خلال الحرب الأهلية كانوا أصدقاء على المحاور خلال فترات الهدنة، واليوم الأمور ليست بهذا السوء على الرغم من الاختلاف الكبير الحاصل في البلد.

شارك المقال