غضب برلماني في بغداد بعد الاعتداء على عراقيين في مطار الحريري

علي البغدادي

بينما تستعد بغداد وبيروت خلال الأيام القليلة المقبلة لإبرام اتفاق يتيح استقدام مليون طن من الفيول من العراق إلى لبنان لإنقاذه من أزمته الاقتصادية، فجرت تصرفات عناصر الأمن اللبناني بحق المسافرين العراقيين في مطار رفيق الحريري غضباً على أعلى المستويات، دفعت بالبرلمان إلى مطالبة الرئاسة اللبنانية بالتحقيق العاجل بالحادث.

وطالب حسن كريم الكعبي عضو هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي، رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ووزارة الخارجية في لبنان، بالتحقيق العاجل بحادثة تأخير المسافرين العراقيين والاعتداء على عدد كبير منهم في مطار الحريري في بيروت، داعياً إلى اتخاذ أقصى درجات المحاسبة لكل المقصرين وتقديم اعتذار رسمي وعدم تكرار مثل هذه الأفعال التي من شأنها تعكير صفو العلاقة بين البلدين الشقيقين على كافة الأصعدة.

ولفت الكعبي في خطاب موجه إلى وزارة الخارجية العراقية وسفارة الجمهورية اللبنانية في بغداد أنه “نظراً لتجاوز عدد من أفراد الأمن اللبناني في مطار رفيق الحريري على المواطنين العراقيين الوافدين إلى لبنان والذين أكدوا أن مدة الحصول على تأشيرة الدخول قد تجاوزت خمس ساعات ما تسبب بوقوف المسافرين من النساء والشيوخ والمرضى بطوابير طويلة”.

وحض الكعبي وزارة الخارجية العراقية على “التحقيق بالموضوع واتخاذ الإجراءات المناسبة والمواقف الكفيلة في احترام حقوق المسافرين العراقيين والتأكيد على أن كرامة المواطن العراقي” داعياً إلى “العمل على تسهيل مسألة دخول وخروج كافة المسافرين إلى جميع دول العالم بكل راحة وانسيابية واطمئنان”.

مطار رفيق الحريري الدولي

وندد النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي بما وصفه بـ”التصرف المشين بحق أبناء العراق الضيوف على إخوانهم في لبنان الشقيق” مطالباً “الجهات الرسمية اللبنانية للتحقيق الفوري وتقديم اعتذار رسمي بشأن الحادثة، وعدم تكرار هذه التصرفات التي من شأنها تعكير صفو العلاقات الثنائية في كافة المجالات .”

وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف بأن “سفارة جمهورية العراق في بيروت قامت بالتواصل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية المعنية للوقوف على ملابسات الحادث الذي تبين أنه إشكال فردي فقط نتيجة تزاحم أعداد المسافرين الوافدين إلى المطار ووقوفهم في طوابير طويلة”.

واشار إلى أن “مدير عام الأمن اللبناني (اللواء عباس ابراهيم) وجه بتسهيل كافة إجراءات دخول العراقيين إلى لبنان بسهولة ويسر وفق الإجراءات المرعية في هذا السياق”.

ووفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لموقع “لبنان الكبير” فإن “الخارجية العراقية تابعت باهتمام بالغ وبشكل مستمر مع السفارة العراقية في بيروت مجريات الحادث وتسوية أزمة التعامل مع المسافرين العراقيين إلى لبنان” مشيرة إلى أن “الوزارة حصلت على ضمانات من الأمن في مطار رفيق الحريري بعدم تكرار إهانة المسافرين”.

وزارة الخارجية العراقية
مبنى وزارة الخارجية العراقية

وحذرت المصادر من أن “طريقة التعامل مع المسافرين العراقيين في مطار الحريري قد يؤثر على طبيعة العلاقات الثنائية التي تربط بيروت وبغداد خصوصاً أنه من المتوقع أن يقوم وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر بزيارة قريبة إلى العراق للتوقيع على عقد الطاقة لتزويد لبنان بالنفط” مؤكدة أن “بغداد حريصة على بقاء العلاقات مع لبنان الرسمي والشعبي متينة واستمرار التعاون في مختلف المجالات”.

إقرأ أيضاً: مخاوف جدية من تطيير فيول العراق

وكانت حكومة مصطفى الكاظمي صادقت في حزيران الماضي على دعم لبنان بالنفط الخام وزيادة هذا الدعم إلى مليون طن لحاجة لبنان الماسة لهذا الدعم للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها.

شارك المقال