حرب وجودية بين إسرائيل و”حماس”… هل تغيّر مجزرة المعمداني مسارها؟

آية المصري
آية المصري

بعد مرور 12 يوماً على عملية “طوفان الأقصى” لم تهدأ عمليات القصف والغارات على رؤوس أهالي غزة، والتي توجت بالمجزرة الوحشية التي ارتكبتها اسرائيل في مستشفى المعمداني في القطاع، ما جعل مسار الأحداث يتغير ليبقى الهدف واحداً: هذا الطوفان مستمر ولن ينتهي قبل الوصول الى الحل المشرّف للشعب الفلسطيني، فما قبل 7 تشرين ليس كما بعده، ويبقى السؤال واحداً: هل ستنتصر “حماس” سياسياً؟

هذا يتوقف على عدّة عوامل، بحسب الكاتب الفلسطيني أكرم عطا الله، “بدايةً قدرة حماس على الصمود في مواجهة الآلة الاسرائيلية، كما أن اسرائيل اتخذت قراراً واضحاً وهي تعتبر حماس ذهبت الى أبعد ما يجب متجاوزة الخطوط الحمر، وبالتالي قرارها هو انهاء وجود الحركة في قطاع غزة سياسياً وعسكرياً ومؤسساتياً، ويتحدثون عن انهاء كامل وهذا القرار مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية ومصادق عليه، ويبدو أن القرار أميركي وهذا ما يؤثر على حجم القسوة والعنف في الجرائم التي ترتكبها اسرائيل”.

وأشار عطا الله في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “مسؤولين عسكريين وأمنيين وسياسيين يتحدثون عن أن اسرائيل لن تتعايش بعد اليوم مع حركة حماس والقرار نهائي”، متسائلاً: “هل تنجح أم لا؟”.

أضاف: “لهذا يتحدثون عن الترحيل لتنظيف ما تبقى من المنطقة الشمالية تنظيفاً كاملاً من أنفاق وتسليح، ولكن أكرر أن نجاح اسرائيل يتوقف على أكثر من عامل: الناس ورحيلها ومغادرة المكان، الرأي العام الدولي، قدرة المقاومة في قطاع غزة على الصمود ومواجهة قيادة البطش حينها يمكن أن نتحدث عن نجاح اسرائيل وفشلها”.

أما بالنسبة الى مدى ضعف الموقف الاسرائيلي وتحديداً بعد القصف على مستشفى المعمداني، فقال عطا الله: “مجزرة البارحة أضعفت الموقف الاسرائيلي قليلاً ولكنها لم تؤثر كثيراً على القرار الاسرائيلي، واسرائيل تعتبر حركة حماس تهديداً وجودياً، كما أن الصحف الاسرائيلية تعنون حول الحرب على البيت، بمعنى اما أن تكون اسرائيل أو حركة حماس”. وأكد أن “هذه حرب وجودية، وبالتالي في ظل الحرب الوجودية لن يغيّر كثيراً حدوث مجزرة أو لا، وها هي اسرائيل تتلقى بعض الدعم من الرئيس الأميركي جو بايدين الذي قال بالأمس ان قصف المستشفيات جاء من الجانب الآخر ويقصد الفلسطينيين”.

أما الكاتب الفلسطيني صقر أبو فخر فرأى أن “من الصعب إستنتاج أي شيئ، لأن المعركة جارية ولم تنتهِ بعد، ولا يمكننا تحديد مصير الأطراف أو اللاعبين سواء بنيامين نتنياهو أو حماس أو الجهاد الاسلامي، وهذه المعركة لن تنتهي، واسرائيل ستقوم على الأرجح باجتياح بري بعد أن يغادر الرئيس الأميركي المنطقة، ومن الاحتمالات هل سيكون هذا الاحتمال شاملاً لغزة أو يكتفون فقط ببعض المناطق في شمال القطاع أو شرقه ويطوروا الاجتياج أو يتوقفوا؟ وكل هذا رهينة العملية السياسية”.

وأشار الى أن “من الصعب التوقعات، فلنرَ ما ستسفر عنه زيارة بايدن الى المنطقة، وقف العملية العسكرية أو تأجيلها أو اعطاء الضوء الأخضر بالاجتياح البري؟ وبالتالي بناءً عليه سنعلم اذا كان حزب الله سيدخل في المعركة أم لا، ومن المبكر وضع استنتاجات لمعرفة مصير حركة حماس”. ووصف أبو فخر قصف مستشفى المعمداني بأنه “جريمة لا يمكن التهاون معها، ولكنها ليست المجزرة الأولى، وكل يوم ترتكب اسرائيل مجازر ولكنها فاقت كل المجازر”، معتبراً أن “المقاومة في قطاع غزة لا تزال لديها الامكانات وكل يوم تقصف بالصواريخ، وفي حال حدوث المعركة البرية، هنا تتبين قدرة المقاومة على المواجهة المباشرة من عدمها”.

شارك المقال