عملية فلسطينية في القدس بالتزامن مع الهدنة في غزة

لبنان الكبير

توصلت إسرائيل وحركة  المقاومة الاسلامية “حماس” إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة اليوم الخميس على تمديد وقف إطلاق النار يوما آخر للسماح للمفاوضين بمواصلة العمل على اتفاقات لمبادلة الرهائن المحتجزين في غزة بسجناء فلسطينيين.

وسمحت الهدنة بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى قطاع غزة بعد أن دُمر معظمه بسبب القصف العنيف الذي شنته إسرائيل ردا على هجوم “حماس” الدامي في السابع من تشرين الأول، ويبلغ عدد سكان القطاع 2.3 مليون نسمة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره قبل دقائق من انتهاء الهدنة المؤقتة التي كان من المقرر أن تنتهي الساعة 05:00 بتوقيت جرينتش “في ضوء جهود الوسطاء الرامية لمواصلة عملية إطلاق سراح الرهائن وبموجب شروط إطار العمل، سيستمر وقف العمليات”.

وقالت “حماس”، التي أطلقت سراح 16 رهينة مقابل 30 سجينا فلسطينيا أمس الأربعاء، في بيان إن الهدنة ستستمر لليوم السابع.

وبعد وقت قصير من الاتفاق، قالت الشرطة الإسرائيلية إن مهاجمين فلسطينيين أطلقا النار على محطة للحافلات خلال ساعة الذروة الصباحية عند مدخل لمدينة القدس، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين. وأضافت أنه تم تحييد المهاجمين.

وأضافت الشرطة “وصل إرهابيان إلى المكان في سيارة ومعهما أسلحة نارية وأطلقا النار باتجاه مدنيين عند محطة للحافلات، وتم تحييدهما بعدها من قبل قوات الأمن ومدني كان بالقرب من الموقع”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية إن شروط وقف إطلاق النار، التي تشمل وقف الأعمال العدائية ودخول المساعدات الإنسانية، لم تتغير. وقطر وسيط أساسي بين الطرفين المتحاربين إلى جانب مصر والولايات المتحدة.
وصرحت إسرائيل و”حماس” قبل الاتفاق بأنهما مستعدتان لاستئناف القتال إذا وصلت المفاوضات بشأن الدفعة التالية من الرهائن التي سيطلق سراحها إلى طريق مسدود.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان قبل انتهاء الهدنة مباشرة “حصلت إسرائيل قبل قليل على قائمة بأسماء النساء والأطفال وفقا لبنود الاتفاق وبالتالي ستستمر الهدنة”.

وذكرت “حماس” في وقت سابق أن إسرائيل رفضت استلام سبع نساء وأطفال آخرين وجثث ثلاث رهائن مقابل تمديد الهدنة.

ولم تذكر “حماس” أسماء القتلى لكنها قالت أمس الأربعاء، إن أسرة مكونة من ثلاثة رهائن إسرائيليين، من بينهم أصغر رهينة، وهو كفير بيباس البالغ من العمر عشرة أشهر، قُتلت في القصف الإسرائيلي للقطاع.

كما وتعهدت إسرائيل بالقضاء على “حماس” التي تحكم قطاع غزة ردا على هجوم الحركة في السابع من تشرين الأول الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين.

وقبل الهدنة قصفت إسرائيل غزة لمدة سبعة أسابيع وقتلت أكثر من 15 ألف فلسطيني بحسب السلطات الصحية في القطاع الساحلي.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب في وقت سابق اليوم الخميس لمناقشة تمديد وقف القتال وتقديم المساعدات الإنسانية وتبادل المزيد من المحتجزين.

وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها بلينكن للمنطقة منذ هجوم السابع من تشرين الأول.

وبحسب إحصاء أجرته رويترز، أُطلق سراح 97 رهينة منذ بدء الهدنة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 145 محتجرا لا يزالون في غزة.

وقال مسؤولون إن الليلة الماضية شهدت إطلاق سراح روسيين اثنين وأربعة تايلانديين خارج إطار الاتفاق. كما أُطلق سراح الإسرائيليين العشرة ومن بينهم خمسة مزدوجي الجنسية.

وهؤلاء هم قاصر هولندي مزدوج الجنسية، وثلاثة ألمان مزدوجي الجنسية، وأمريكي مزدوج الجنسية.

وقال البيت الأبيض في بيان، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن عازم على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس بعد إطلاق سراح الأمريكية ليات بينين أمس.

قال مسؤولون أمريكيون أمس، إن الولايات المتحدة تحث إسرائيل على تضييق نطاق منطقة القتال وتحديد الأماكن التي يمكن للمدنيين الفلسطينيين أن يجدوا فيها الأمان خلال أي عملية إسرائيلية في جنوب غزة لمنع تكرار سقوط عدد القتلى الهائل في الهجمات الإسرائيلية على شمال غزة.

وحذر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أمس من أن قطاع غزة يواجه “كارثة إنسانية ملحمية” ودعا هو وآخرون إلى وقف لإطلاق النار يحل محل الهدنة المؤقتة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الأردن سيستضيف مؤتمرا تشارك فيه وكالات الإغاثة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة والإقليمية والدولية اليوم الخميس لتنسيق المساعدات لغزة.

ودعت الصين مجلس الأمن اليوم إلى وضع جدول زمني وخريطة طريق واقعيين لحل الدولتين لتحقيق تسوية “شاملة وعادلة ودائمة” للقضية الفلسطينية.

 

شارك المقال