إسرائيل تستأنف هجومها على غزة

لبنان الكبير
Palestinians shop in an open-air market among the ruins of houses and buildings destroyed in Israeli strikes during the conflict, amid a temporary truce between Hamas and Israel, in Nuseirat refugee camp in the central Gaza Strip November 30, 2023. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa

استأنفت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف قطاع غزة، وفر المدنيون الفلسطينيون بحثا عن مأوى ودوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل، اليوم الجمعة، مع استئناف الحرب، بعد انهيار هدنة استمرت أسبوعا دون التوصل إلى اتفاق لتمديدها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “استأنف العمليات القتالية”، متهما “حماس” بانتهاك الهدنة أولا بإطلاق الصواريخ. وقال إن طائراته تقصف “أهدافا إرهابية” في الجيب.

وقالت “حماس” إن إسرائيل تتحمل مسؤولية إنهاء الهدنة، واتهمتها برفض جميع العروض للإفراج عن المزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع.

وعلى مدى سبعة أيام سمحت الهدنة التي بدأت في 24 تشرين الثاني وتم تمديدها مرتين بتبادل عشرات الرهائن المحتجزين في غزة، بمئات السجناء الفلسطينيين وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الساحلي.

وقالت إسرائيل في الساعة التي سبقت انتهاء الهدنة، عند الساعة السابعة صباحا، انها اعترضت صاروخا أطلق من غزة. ولم يصدر تعليق بعد من “حماس” عن إطلاق الصاروخ.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان “مع استئناف القتال نؤكد: الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب المتمثلة في تحرير رهائننا والقضاء على حماس وضمان أن غزة لن تشكل أبدا تهديدا لسكان إسرائيل”.

وواصلت “حماس” كذلك نبرة التحدي.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق على موقع الحركة على الإنترنت “ما لم تحققه (إسرائيل) طيلة خمسين يوما قبل الهدنة، لن تحققه من مواصلة عدوانها بعد الهدنة”.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن إسرائيل نفذت بعد انتهاء الهدنة ضربات جوية ومدفعية على جميع أنحاء القطاع ومن بين ذلك رفح القريبة من الحدود مع مصر.

وقال شاهد من “رويترز” إنه سمع دوي قصف عنيف ورأى الدخان يتصاعد في شرق خان يونس بجنوب قطاع غزة. وأضاف أن الناس يفرون من المنطقة إلى مخيمات بغرب المدينة للاحتماء.

وذكرت قناة “الجزيرة” أن الغارات والقصف الإسرائيلي أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته تقصف أهدافا لحركة “حماس” في غزة.

وأظهرت صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد أعمدة ضخمة من الدخان الأسود فوق مخيم “جباليا” المكتظ بالسكان في غزة.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على “حماس” التي تدير قطاع غزة ردا على الهجوم الذي نفذته الحركة في السابع من تشرين الأول وأدى بحسب ما أعلنته إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.

وردت إسرائيل على ذلك بقصف مكثف وغزو بري تقول السلطات الصحية الفلسطينية التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة إنه أدى لمقتل ما يزيد على 15 ألفا من سكان غزة.

رهائن يعودون لوطنهم

بذلت قطر ومصر جهودا مكثفة لتمديد الهدنة بعد تبادل أحدث مجموعة تضم ثماني رهائن و30 سجينا فلسطينيا أمس الخميس.

وقال مصدر مطلع اليوم إن المفاوضات القطرية المصرية مع كل من الإسرائيليين و”حماس” مستمرة.

وأضاف المصدر أن الوسطاء القطريين والمصريين على اتصال مع الجانبين منذ استئناف القتال في غزة اليوم.

وكانت إسرائيل قد حددت في وقت سابق إطلاق سراح 10 رهائن يوميا كحد أدنى يمكن أن تقبله لوقف القصف وهجومها البري.

وبإطلاق سراحهم يوم الخميس بلغ إجمالي عدد من شملهم اتفاق التبادل 105 رهائن و240 سجينا فلسطينيا.

ومن بين الرهائن المفرج عنهم ست نساء تراوحت أعمارهن بين 21 و40 عاما، منهن امرأة مكسيكية إسرائيلية مزدوجة الجنسية، ومايا شيم البالغة من العمر 21 عاما وتحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية.

وأظهرت الصور التي نشرها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيم، التي اختطفتها حماس مع آخرين من حفل موسيقي كان مقاما في الهواء الطلق بجنوب إسرائيل يوم السابع من تشرين الأول، وهي تحتضن والدتها وشقيقها بعد لم شملهم في قاعدة حتسريم العسكرية في إسرائيل.

وقال مكتب نتنياهو إن الرهينتين الأخريين المفرج عنهما هما الشقيقان بلال وعائشة الزيادنة، اللذان يبلغان من العمر 18 و17 عاما وهما من “عرب إسرائيل” وضمن أربعة أفراد من عائلتهم احتجزوا رهائن.

وأقر أحد كبار المفاوضين القطريين، وهو الدبلوماسي عبد الله السليطي، الذي ساعد في التوسط في الهدنة من خلال مفاوضات مكوكية ماراثونية، في مقابلة مع “رويترز” مؤخرا بأن احتمالات استمرار الهدنة غير مؤكدة.

وعبر في مقال تناول بالتفصيل لأول مرة الجهود التي تبذل من وراء الكواليس عن اعتقاده في البداية بأن التوصل إلى اتفاق سيكون الخطوة الأصعب لكنه اكتشف أن الحفاظ على الاتفاق نفسه يمثل تحديا بنفس القدر.

بلينكن يقول إن إسرائيل وافقت على حماية المدنيين

سمحت الهدنة بدخول بعض المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد أن حول الهجوم الإسرائيلي جزءا كبيرا من القطاع الساحلي الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة إلى أرض قاحلة.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية وجمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني” إن المزيد من الوقود و56 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية دخلت غزة أمس الخميس.

لكن موظفي الإغاثة يقولون إن إمدادات الغذاء والمياه والمستلزمات الطبية والوقود لا تزال أقل بكثير من المطلوب.

وقالت مصادر إن العاهل الأردني الملك عبد الله دعا مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في اجتماع طارئ بعمان أمس الخميس، إلى الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وعندما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لأول مرة قبل أسبوع، كانت إسرائيل تستعد لتحويل تركيزها في العمليات إلى جنوب غزة بعد هجومها على الشمال الذي استمر سبعة أسابيع.

ولم يعلق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وهو في إسرائيل ضمن جولته الثالثة بالشرق الأوسط منذ بداية الحرب، على استئناف القتال بينما كان يتوجه إلى دبي.

وقال بلينكن أمس الخميس، إنه أبلغ نتنياهو بأن إسرائيل لا يمكن أن تكرر في جنوب غزة ما حدث في شمال القطاع من خسائر فادحة في أرواح المدنيين ونزوح للسكان.

وقال بلينكن للصحفيين في تل أبيب “ناقشنا تفاصيل الخطط الحالية لإسرائيل وشدد على أنه من الضروري بالنسبة للولايات المتحدة عدم تكرار ما حدث في الشمال من خسائر فادحة في أرواح المدنيين ونزوح السكان في الجنوب”، موضحا أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على ذلك.

شارك المقال