جولة لودريان بلا نتيجة حقيقية… وعناوينها الثلاثة اصطدمت برفض الممانعة

آية المصري
آية المصري

لم تنتهِ زيارة الموفد الفرنسي الخاص الى لبنان جان إيف لودريان نهاية سعيدة، خصوصاً بعد الخلاف الذي حدث بينه وبين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بسبب التطرق الى ملف قيادة الجيش وضرورة التمديد للقائد جوزيف عون، ما جعل باسيل يتحدث معه بطريقة غير لائقة ديبلوماسياً.

ويبدو أن جولة لودريان التي اقتصرت على يومين من اللقاءات مع عدد كبير من القوى السياسية، لم تسفر عن أي نتيجة ملموسة بسبب الانقسام الحاصل على خيار الاسم الثالث. والمعروف أن لودريان حمل في جعبته ثلاثة عناوين أساسية هي: ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، التمديد لقائد الجيش في ظل الشغور الرئاسي، بالاضافة الى ضرورة تطبيق القرار 1701 والالتزام به وتجنيب لبنان أي حرب هو في غنى عنها.

وربطاً بالسجال الذي حصل بين لودريان وباسيل، اعتبرت مصادر “التيار الوطني الحر” أن “لودريان خرج عن المهمة الموكلة اليه والمتفق عليها، وسقطت عنه صفة أن يكون وسيطاً نزيهاً في ملف رئاسة الجمهورية وحاول الضغط بطريقة غير لائقة على القوى السياسية، ما جعل رئيس التيار يرد بهذه الطريقة، وبالتالي تكون مهمته ودوره انتهيا لأنه أخرج نفسه من الدور الحيادي فهو وسيط غير حيادي”.

ووصفت المصادر في حديث لـ “لبنان الكبير” مهمة لودريان بأنها “فاشلة وليتها لم تكن هذه الزيارة”، مشيرة الى أن “هذا النوع من السلوك يفسر أفول السياسية الخارجية الفرنسية والتأثير الفرنسي في الشرق الأوسط أو في الكثير من القضايا العالمية”. ولفتت الى أن “لودريان حاول الضغط على ملف داخلي لدينا موقف مسبق منه ومعروف ومعلن، وتكلم بلغة غير ديبلوماسية مع رئيس التيار عن مسألة لبنانية وكان الجواب على قدر الكلام الذي قاله، وجولته تحت عنوان واحد الترويج للتمديد لقائد الجيش ولا شيء آخر”.

وقالت مصادر نيابية إجتمعت بالموفد الفرنسي بعد خلافه مع باسيل: “سألنا لودريان بخصوص مشكلته مع باسيل ففضل عدم التصريح في هذا السياق، مكتفياً بالقول ان اللقاء عادي ولم يظهر أي امتعاض فالديبلوماسية الفرنسية عكسنا لا تحبذ كثرة الكلام”.

وأوضحت المصادر أن “جلستنا مع لودريان كانت جيدة جداً لكن من دون أي نتيجة حقيقية، وكله حكي بحكي، كما تم التطرق الى أهمية التمديد لصالح قائد الجيش، وكان لودريان مهتماً بصورة كبيرة جداً بهذا الملف على قاعدة ضرورة التجانس مع قيادة الجيش في ظل غياب رئيس للجمهورية لأنها من الممكن أن تكون قريباً جزءاً من المفاوضات معها”.

أما مصادر كتلة نيابية سيادية فوصفت زيارة لودريان بـ “الزيارة التي لا معنى لها، ولم تقدم أي شيء حقيقي”، مؤكدة أنه “لا يحمل أي طرح جديد وانما يحاول اظهار أن فرنسا لا تزال مهتمة بلبنان، وكل ما حاول فعله لودريان هو طرح مبدأ المرشح الثالث وهذا ما يرفضه طرف الممانعة، ولم يتطرق الى الأسماء اطلاقاً”. واعتبرت أن لقاء باسيل ولودريان “كان سيئاً جداً وتصادمياً، فباسيل استفز لودريان وهو يعشق الشو اوف، وقال له: شو بعد عندك شي تطرحه؟ وتعاطى معه بازدراء، وهذه طريقة تعاطٍ فوقية”.

وشددت المصادر على أن “هذه الزيارة ليست رفع عتب بل زيارة ربط نزاع بالملف الرئاسي، وفرنسا ترى وجوب بقاء جوزيف عون كورقة رئاسية وفي الوقت نفسه كحالة لها علاقة بالاستقرار وباسيل من يعرقل الملف، وبالتالي الملف الذي بحث بصورة جدية هو الـ 1701 والمرتبط عضوياً بقيادة الجيش”.

في المقابل، رحبت أوساط “القوات اللبنانية” بأي جولة تحصل من دولة خارجية حريصة على استقرار لبنان وأمنه وانهاء الشغور انطلاقاً من تطبيق الدستور اللبناني والحفاظ على التوازنات الداخلية، مؤكدة أن “فرنسا تُعد دولة صديقة للبنان، وتعمل لمصلحة البلاد من أجل انهاء الشغور فيما محور الممانعة يواصل تعطيله، ولا شك في أن هذه الزيارة كانت بثلاثة عناوين أساسية، أولاً، الرئاسي خصوصاً وأن الخيار الثالث يصطدم بواقع أن الممانعة ترفض هذا الخيار وتصر على مرشحها. الثاني التمديد لقائد الجيش في ظل غياب رئيس للجمهورية حال دونه شريك الممانعة باسيل. والعنوان الثالث تنفيذ القرار 1701 والذي يحول دون هذا التنفيذ أيضاً هو محور الممانعة، وبالتالي هذه العناوين التي أتى للبحث فيها اصطدمت بواقع أن الممانعة ترفض الذهاب الى حل جدي للأزمة اللبنانية”.

شارك المقال