لا مناطق آمنة… اشتباكات بين إسرائيل و”حماس” بأنحاء غزة

لبنان الكبير

قال الجيش الإسرائيلي ان قواته البرية تواجه مقاتلي “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) الفلسطينية في أنحاء قطاع غزة، في أوضح إشارة حتى الآن على بدء الهجوم البري المقرر على جنوب القطاع المكتظ بالنازحين في الوقت الذي أدى فيه قصف إسرائيلي إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.

واستؤنفت الحرب يوم الجمعة، في أعقاب انتهاء هدنة استمرت أسبوعا في القتال بين القوات الإسرائيلية و”حماس”، مما سمح بتنفيذ اتفاق التبادل بين الجانبين. وأفرجت إسرائيل بموجب ذلك الاتفاق عن 240 فلسطينيا من سجونها وفي المقابل أطلقت “حماس” سراح 105 من المحتجزين لديها.

وعاد العنف مجددا على الرغم من مناشدة الولايات المتحدة إسرائيل تجنب إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين الفلسطينيين في المرحلة الجديدة من هجومها الذي يتركز على الجنوب.

وقال سكان غزة يوم الأحد، انهم يخشون أن يكون الهجوم البري الإسرائيلي على المناطق الجنوبية وشيكا. وقطعت الدبابات الطريق بين خان يونس ودير البلح في وسط غزة مما أدى فعليا إلى تقسيم قطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء.

ونشر الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين بيانا على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي يتضمن أوامر جديدة لسكان غزة بإخلاء نحو 20 منطقة أو مربعا سكنيا في قطاع غزة، مع وجود ثلاثة أسهم على خريطة تشير جميعها جنوبا إلى المكان الذي يجب أن يذهب إليه الناس.

وتقول إسرائيل إنها تحدد “مناطق آمنة” للمدنيين في غزة لتقليل الضرر الذي يلحق بهم، لكن مسؤولي الأمم المتحدة والسكان في غزة يقولون إن من الصعب الاستجابة لهذه الأوامر في الوقت المطلوب نظرا لعدم توفر خدمة الإنترنت والكهرباء التي لا يمكن الاعتماد عليها.

وقال أسامة حمدان، المسؤول في حركة “حماس” في لبنان، يوم أمس الأحد “لا توجد مناطق آمنة”.

وقال سكان إن قصف المدفعية والطائرات الحربية ركز أيضا على مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع فيما تواجه المستشفيات صعوبة بالغة في التعامل مع تدفق الجرحى.

وقال إيلون ليفي المتحدث باسم حكومة إسرائيل إن الجيش قصف أكثر من 400 هدف في مطلع الأسبوع “بما في ذلك ضربات جوية مكثفة في منطقة خان يونس” وإنه قتل أيضا “مقاتلين من “حماس” ودمر بنيتهم التحتية” في بيت لاهيا في الشمال.

ولم يصدر تعليق بعد على تقارير الهجمات المحددة.

اشتباكات واسعة النطاق

قالت حركة “حماس” يوم الأحد، إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات إسرائيلية على بعد كيلومترين تقريبا من مدينة خان يونس في الجنوب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري للصحفيين في تل أبيب “الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد مراكز حماس في كل قطاع غزة”. وتابع “القوات تواجه الإرهابيين وجها لوجه وتقتلهم”.

وقالت إسرائيل يوم الاثنين إن عدد قتلى جيشها في العمليات البرية في غزة ارتفع إلى 76.

وفي وقت مبكر من اليوم الاثنين، نقلت وسائل إعلام تابعة لحركة “حماس” عن خدمات الطوارئ قولها إن غارة إسرائيلية أدت إلى مقتل ثلاثة من عمال الطوارئ المدنية في مدينة غزة في شمال القطاع الساحلي.

وكان مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع من المواقع التي قُصفت. وقال متحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن عدة أشخاص قُتلوا جراء غارة جوية إسرائيلية.

وأظهر مقطع مصور لآثار القصف حصلت عليه “رويترز” فتى مغطى بالغبار ويبكي وسط أنقاض مبان منهارة. وصرخ بصوت متهدج “أبوي استشهد”.

ووقفت فتاة ترتدي سترة وردية ومغطاة أيضا بالغبار وسط أكوام من الأنقاض.

هجمات على السفن

أدت هجمات على سفن في جنوب البحر الأحمر يوم أمس الأحد، إلى زيادة المخاوف من اتساع رقعة الصراع.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم من جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران في المياه الدولية بالبحر الأحمر، وأن مدمرة أمريكية تعمل في المنطقة أسقطت ثلاث طائرات مسيرة استجابة لنداءات استغاثة.

وقال متحدث باسم الحوثيين إن البحرية التابعة لهم هاجمت سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر بطائرة مسيرة وصاروخ يوم الأحد، لكن متحدثا عسكريا إسرائيليا قال إن السفينتين ليس لهما أي صلة بإسرائيل.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 15523 قُتلوا خلال شهرين تقريبا من الحرب التي اندلعت بعد شن “حماس” هجوما مباغتا عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن هجوم “حماس” أفضى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة لا تزال “حماس” تحتجز 136 منهم.

شارك المقال