رفض سياسي لـ”طلائع الطوفان”… “حماس”: لا علاقة لها بالفعل المقاوم

راما الجراح

تحشد حركة “حماس” الشباب الفلسطيني في لبنان وتدعوهم عبر بيان نُشر ووزع على مواقع التواصل الاجتماعي الى الالتحقاق بصفوفها في خضم الحرب الدائرة مع إسرائيل. وتؤكد أن “هذه الخطوة تأتي تأكيداً على دور الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة واستكمالاً لما حققته عملية طوفان الأقصى، وسعياً نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والافادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية”، داعية “أبناء الشعب الفلسطيني للانضمام إلى طلائع القاومين والمشاركة في صناعة مستقبل القضية الفلسطينية وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك”.

اعلان “حماس” كان مثار تعليقات عن تخوف من أي عمل مقاوم سيبدأ من لبنان، ولاقى ردود فعل عدد من السياسيين في لبنان رفضوه بالمطلق باعتبار أنه “إعلان لأعمال مسلحة من لبنان ما سيهدد أمن البلاد ويعتبر اعتداء على السيادة الوطنية”.

وتؤكد مصادر مقربة من “حزب الله” عبر”لبنان الكبير” أن “التنسيق مع حركة حماس لم يحصل في هذه الخطوة، وهو قرار منفرد للحركة، وأساساً داخل المخيمات الفلسطينية هناك أعمال عسكرية لا تخفى على أحد، وحزب الله لا شأن له بهذا الاعلان لا من قريب ولا من بعيد”.

ويشير ممثل حركة “حماس” في لبنان أحمد عبد الهادي لـ”لبنان الكبير” الى “أننا لاحظنا بعد عملية طوفان الأقصى في غزة، ازدياد طلب الشباب الفلسطيني في لبنان على الانخراط في حركة حماس، متأثرين ببطولات كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية. من هنا قمنا بدرس الموضوع، وأنه لا بُد من استيعاب هؤلاء الشباب، كي لا يكونوا عرضة لأي ظواهر سيئة في المستقبل سواء مخدرات أو تطرف أو يستخدموا في مشاريع هنا وهناك، وذلك في إطار شعبي شعبوي وليس تشكيلاً عسكريا”.

ويوضح عبد الهادي أن “طلائع طوفان الأقصى ليست لها علاقة بأي فعل مقاوم بتاتاً، والهدف منها بناء شخصيات الشباب المتحمس وطنياً وربطهم بقضية فلسطين، وتنمية مواهبهم ومهاراتهم من أجل انخراطهم في خدمة الشعب الفلسطيني في مجالات متنوعة، من خلال دورات، محاضرات، ندوات، وغيرها، بحيث أن أي مشاريع وبرامج لها علاقة بتحسين أوضاع الشعب الفلسطيني يكون هناك شباب في عدة مجالات لخدمته، كالاعلامي، والذين يقومون بالعمل الثقافي والخيري وحتى الذين يعملون في المجال القانوني بالنسبة الينا هؤلاء هم المقاومة، وهذا المقصود من طلائع طوفان الأقصى كمشروع مقاومة ليس أكثر”.

ويضيف: “نرفض ما يتم تداوله حول حماس لاند كما فتح لاند، وحماس غير معنية به وغير مقتنعة أساساً به، ونحن كفلسطينين منذ فترة طويلة استفدنا من الدروس والعبر والتجارب السابقة، وأخذنا قراراً فلسطينياً بأن نكون دائماً على الحياد الايجابي في لبنان، نحترم سيادته وقوانينه”.

هذه التطمينات غير كافية بالنسبة الى المراقبين والسياسيين خصوصاً منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، حين أطلقت “كتائب القسام” عدة صواريخ من جنوب لبنان بإتجاه إسرائيل.

وفي السياق، يشدد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب الياس اسطفان في حديث عبر “لبنان الكبير” على أن “إعلان حماس لطلائع طوفان الأقصى في لبنان غير مقبول من أي ناحية، ويعتبر استباحة علنية لسيادة لبنان، وهذا ما يدل بصورة مباشرة على أن حزب الله يحاول بشتى الطرق إدخال لبنان في متاهات بغنى عنها في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، وكأنه أصبح صاحب القرار في الحرب والسلم”.

أما النائب المستقل بلال الحشيمي فيؤكد أن “طلائع طوفان الأقصى هي أذرع لحزب الله وإيران في لبنان ونقطة على السطر”، متسائلاً: “هل يجرؤ أحد على إطلاق اي صاروخ من جنوب لبنان من دون علم الحزب بطوله وعرضه ومَن سيطلقه؟”. ويقول: “هذا الاعلان يضرنا ولا ينفعنا، وفكرة الطلائع تقوي حزب الله وتفتح له الطريق للدخول إلى بيئتنا أكثر، لذلك حذاري من هذه الطلائع وهذا الاعلان غير مناسب لا شكلاً ولا مضموناً”.

شارك المقال