هجوم أميركي بريطاني على الحوثيين وبايدن يتوعد بالمزيد

لبنان الكبير

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الضربات التي نفّذتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين في اليمن فجر الجمعة تعد “دفاعية” محذّرا من إجراءات أخرى في حال واصل المتمرّدون مهاجمة سفن في البحر الأحمر.

وشدد بايدن الذي يسعى للفوز بولاية رئاسية جديدة في تشرين الثاني على أن التدخل العسكري الأميركي الأخير في المنطقة كان ضروريا نظرا إلى أن الهجمات الحوثية “تعرّض حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم للخطر”.

وقال في بيان إن “هذه الهجمات عرّضت عناصر أميركيين وبحارة مدنيين وشركاءنا والتجارة للخطر وشكّلت تهديدا لحرية الملاحة”.

وأضاف “لن أتردد في إصدار توجيهات بمزيد من الإجراءات المباشرة لحماية شعبنا و(ضمان) حرية الحركة للتجارة الدولية عند الحاجة”.

وذكر بايدن بأن الضربات أعقبت 27 هجوما “غير مسبوق” على سفن في الممر البحري الدولي “بما في ذلك استخدام صواريخ بالستية مضادة للسفن للمرة الأولى في التاريخ”.

بدوره، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي يواجه مطالبات بالاستقالة بعدما أخفى عن بايدن مسألة نقله إلى المستشفى مؤخرا أن الضربات تهدف إلى “عرقلة وإضعاف” قدرة الحوثيين على استهداف الملاحة الدولية.

وأفاد في بيان أن “ضربات اليوم استهدفت مواقع على صلة بمسيّرات الحوثيين وصواريخ بالستية وأخرى من طراز كروز وقدرات الرصد الساحلي والاستطلاع الجوي”.

وأفاد كبار المسؤولين الأميركيين بأن بايدن شعر بأنه مجبر على التحرّك بعد هجوم حوثي كبير في التاسع من كانون الثاني عندما اضطرت القوات الأميركية والبريطانية لإسقاط أكثر من 20 صاروخا ومسيرة.

وقال مسؤول في إدارة بايدن “لولا هذه المهمة الدفاعية نحن متأكدون بأن سفنا كانت ستُضرب ويتم إغراقها حتى، بما في ذلك سفينة تجارية مليئة بوقود الطائرات”.

وأفاد بيان بايدن بأن الضربات الجوية استهدفت بـ”نجاح” مواقع تابعة للحوثيين لكن مسؤولين أميركيين لفتوا إلى أن تقييم الأضرار الناجمة عنها ما زال جاريا.

إلا أن مسؤولا رفيع المستوى في إدارة بايدن قال للصحافيين إن الضربات كانت “كبيرة” وتشير التوقعات إلى أنها “ستضعف بشكل كبير قدرات الحوثيين”.

لكن لم يتضح بعد، إن كانت ستردع الحوثيين على المدى البعيد، علما بأنهم ما زالوا يسيطرون على أجزاء من اليمن رغم الحرب الأهلية والعملية العسكرية للتحالف بقيادة السعودية.

لكن المسؤول أشار إلى تحذير بايدن من إجراءات إضافية مضيفا “هناك احتمال كبير بألا يكون ذلك آخر ما يقال في هذه المسألة”.

وبعد أسابيع من التوتر، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات ضد أهداف للحوثيين في اليمن “يستخدمونها في تعريض الملاحة للخطر” على حد قول الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن الحوثيين أكدوا عدم تراجعهم عن مهاجمة إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر طالما استمرت في هجماتها على غزة.

ففي وقت متأخر من ليل الخميس شنت طائرات أميركية وبريطانية ضربات على مواقع لجماعة الحوثي في اليمن في عدة محافظات منها صنعاء.

وأكد محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الحوثيين اليوم الجمعة أن الجماعة لن تتراجع عن قرارها بضرب السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ إسرائيلية دعما للفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية في غزة.

وأضاف “اليمن سيظل إلى جانب غزة بكل ما يستطيع”.

وشدد علي القحوم عضو المكتب السياسي للحوثيين اليوم أن جماعته لن تتوقف عن استهداف إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر إلا إذا أوقف الإسرائيليون “عدوانهم” على غزة وُرفع الحصار عنها.

وأضاف القحوم “ستستمر كل العمليات مهما كان… وعلى الأميركيين والبريطانيين إدراك ذلك”.

وكان القحوم ذكر في وقت سابق أن صنعاء ومحافظات أخرى تعرضت لضربات جوية أميركية وبريطانية وأن قوات جماعة الحوثي تستهدف “مواقع وقواعد عسكرية أميركية وبريطانية” وأن “الحرب مستعرة في البحر الأحمر”.

وأفاد تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين أن قصفا أميركيا-بريطانيا استهدف قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة صنعاء ومحيط مطار الحديدة ومعسكر كهلان شرقي مدينة صعدة كما تم استهداف مناطق في مديرية زبيد.

وذكر التلفزيون في وقت لاحق أن الغارات استؤنفت بعد توقف قصير ووقعت غارات أميركية بريطانية جديدة على محافظتي صعدة والحديدة اليمنيتين.

بريطانيا تؤكد المشاركة

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن طائرات من سلاح الجو الملكي نفذت ضربات جوية ضد منشآت عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن.

وجاء في بيان لرئيس الوزراء اليوم أن جماعة الحوثي شنت هجمات “خطيرة” ضد حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر مما شكل تهديدا لحركة التجارة.

وأوضح بيان لوزير الدفاع البريطاني غرانت شابس اليوم أن أربع طائرات حربية من طراز (تايفون) تابعة لسلاح الجو الملكي نفذت ضربات على هدفين عسكريين للحوثيين.

وأضاف شابس بحسابه على منصة إكس أن هذا الإجراء، الذي اتخذ مع الولايات المتحدة في وقت متأخر من ليل الخميس، كان “واجبا لحماية السفن وحرية الملاحة” بعد تعاظم التهديد بفعل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

ردود الفعل تتوالى

وعبرت السعودية، جارة اليمن، عن قلقها البالغ إزاء العمليات العسكرية في البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها مواقع في اليمن.

ودعت الوزارة في بيان “لضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث” وأكدت أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر.

وشددت الخارجية السعودية على أهمية حرية الملاحة في البحر الأحمر بوصفها “مطلبا دوليا لمساسها بمصالح العالم أجمع”.

وأدانت إيران بشدة الهجمات.

ووصف التلفزيون الإيراني بحسابه على منصة إكس الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن في وقت متأخر من ليل الخميس بأنها “انتهاك واضح لسيادة اليمن وسلامة أراضيه”.

كما أصدر “حزب الله” بيانا عبر فيه عن إدانته للضربات الأميركية البريطانية على اليمن، وقال إن “العدوان الأميركي” على اليمن يؤكد من جديد أن الولايات المتحدة شريكة لإسرائيل في ما ترتكبه من “مجازر” في المنطقة.

وفي وقت سابق اليوم طالبت روسيا بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم لمناقشة الضربات التي وجهتها أميركا وبريطانيا لليمن.

وسبق أن تعرضت عدة سفن في البحر الأحمر لهجمات من قبل جماعة الحوثي اليمنية، وهي هجمات تقول الجماعة إنها تأتي ردا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

شارك المقال