4 آب: أمن مشدّد ورهان على مؤتمر الدعم الدولي

المحرر السياسي

اليوم، الرابع من آب، يتوقف الكلام أمام هول الكارثة التي حلت بمدينة بيروت وأهلها منذ سنة. فيما الأنظار مشدودة إلى مؤتمر دعم الشعب اللبناني الذي سيعقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر تقنية زووم ومن قبل الأمم المتحدة، وسيكون مخصصاً “للاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني” الذي يرزح تحت أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية واجتماعية غير مسبوقة.

المؤتمر سيبحث في تقديم مساعدات مالية وغذائية وإنسانية للبنان بحسب ما تؤكد مصادر الرئاسة الفرنسية، ويسعى إلى جذب أرفع تمثيل ممكن بهدف تشجيع الدول المانحة على تقديم مساعدات أكبر تسعى فرنسا إلى أن تتجاوز 350 مليون دولار.

مصادر متابعة لترتيبات المؤتمر أشارت لموقع “لبنان الكبير” إلى أنه لا توجد رغبة كبيرة من المجتمع الدولي في مساعدة لبنان كدولة، بل أن تذهب المساعدات مباشرة إلى الشعب عبر المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية.

وفيما عمل الرئيس ماكرون على أن يستهدف المؤتمر جذب أكبر عدد ممكن من الرؤساء والمسؤولين الكبار، فإن أبرز الحاضرين سيكون الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، ورئيس وزراء الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزراء خارجية دول مجموعة الدعم الدولية والمنظمات الدولية المنضوية تحت الأمم المتحدة. وستلقى كلمات حول موضوع الدعم.

وكشفت مصادر متابعة أن كلمة الرئيس ماكرون لن تقتصر فقط على ذكرى الرابع من آب والوضع الإنساني بل سيتطرق إلى الوضع السياسي اللبناني في ظل عرقلة تشكيل الحكومة إضافة إلى مسألة العقوبات الأوروبية .

وتبقى مشاركة المملكة العربية السعودية الأبرز نظراً لانقطاعها عن المشاركة في مؤتمرات الدعم السابقة، إذ إن اللقاء الذي جمع في العاصمة الفرنسية باريس وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان ووزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله تناول موضوع المؤتمر وأهمية الحضور السعودي فيه، إلا أن مصادر مطلعة أكدت لـ”لبنان الكبير” أن تمثيل المملكة قد يقتصر على شخصية ديبلوماسية. وخلال لقاء عقده باتريك دوريل مع عدد من الإعلاميين لم يجب عن سؤال التمثيل السعودي في المؤتمر، فيما الدعم السعودي لن يكون كبيراً قياساً بالمساعدات الفرنسية والأميركية التي قد تصل إلى أكثر من مئة مليون دولار لكل دولة، وستتمثل بمساعدات مالية وطبية وغذائية، على أن يكون هناك حصة خاصة لدعم الجيش اللبناني قد تكون عبارة عن مبلغ مالي سيدفع بالدولار للضباط والعسكريين.

أما أمنياً، فإن التحضيرات على قدم وساق من أجل تأمين الأمن في مدينة بيروت لا سيما في ساحة الشهداء ومحيط المرفأ، حيث سيقام القداس الإلهي الذي سترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بحضور أهالي الشهداء وحشد من اللبنانيين. وتشير المعلومات إلى أن ماكرون سيوفد ممثلاً عنه إلى بيروت للمشاركة في القداس في حال دراسة الوضع الأمني، أما في حال عدم إيفاد أي شخصية فإن السفيرة آن غريو ستكون موجودة لتمثيل فرنسا إلى جانب سفراء من عدد من الدول.

وقد اتخذت الإجراءات والاحتياطات اللازمة من قبل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والتي تمت مناقشتها بحسب مصادر أمنية لموقع “لبنان الكبير” في اجتماع أمني عقد في وزارة الداخلية يومي الاثنين والثلاثاء وجرى خلالها بحث الإجراءات الأمنية المتخذة، والتي ستتولى أمن العاصمة والمناطق تفادياً لأي إشكالات أمنية قد تحصل على غرار ما حصل في خلدة مؤخراً وذلك تزامناً مع الذكرى حيث ستشهد بيروت والمناطق اللبنانية عامةً وقفات تضامنية ومسيرات سيارة وتجمعات لإضاءة الشموع إحياء لذكرى شهداء المرفأ.

إقرأ أيضاً: فجر بيروت وانفجارها

قضائياً تبقى الأنظار متجهةً نحو القرار الظني للقاضي طارق بيطار ونحو قصر العدل حيث ستشهد المنطقة المحيطة به وقفة تضامنية لإعلان الموقف القانوني من أجل تحقيق العدالة ورفع الحصانات عن المسؤولين، لا سيما من الوزراء والنواب والقادة الأمنيين ومحاكمتهم في ظل تقارير المنظمات الحقوقية الدولية وآخرها لمنظمة “هيومن رايتس واتش” التي اعتبرت أن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب كانا على علم بمخاطر نيترات الأمونيوم الموجودة في المرفأ قبل حصول الانفجار ولم يتصرفا تجاه هذا الأمر.

شارك المقال