انتخابات إيران: الإحباط يعزز سيطرة المتشددين على السلطة

لبنان الكبير

بدأ الإيرانيون في الإدلاء بأصواتهم اليوم الجمعة لانتخاب برلمان جديد فيما ينظر إليه على أنه اختبار لشعبية المؤسسة الدينية في وقت يتنامى فيه الإحباط بسبب المشاكل الاقتصادية والقيود المفروضة على الحريات السياسية والاجتماعية.

وذكر التلفزيون الرسمي أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها للناخبين في الثامنة صباحا. ومن المقرر أن يستمر التصويت 10 ساعات مع إمكانية التمديد.

وكان المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي وصف التصويت بأنه واجب ديني، أول من أدلى بصوته في إيران.

وقال خامنئي “ادلوا بأصواتكم في أسرع وقت ممكن… اليوم عيون أصدقاء إيران ومن يتمنون لها السوء على نتائج (الانتخابات). أسعدوا الأصدقاء وخيبوا آمال الأعداء”.

وسيكون التصويت أول مقياس رسمي للرأي العام بعد أن تحولت احتجاجات مناهضة للحكومة في 2022 و2023 إلى سلسلة من أكبر الاضطرابات السياسية منذ “الثورة الإسلامية في 1979”.

ويحتاج حكام إيران إلى إقبال كبير على التصويت لترسيخ شرعيتهم التي اهتزت بعد الاحتجاجات التي عمت البلاد.

لكن مع بقاء أصحاب الثقل من المعتدلين والمحافظين خارج السباق ووصف الإصلاحيين له بأنه “انتخابات غير حرة وغير عادلة”، ستدور المنافسة بين المتشددين والمحافظين الذين يظهرون الولاء للمثل الثورية الإسلامية في إيران.

وتشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن حوالي 41 ٪ فقط من الإيرانيين سيدلون بأصواتهم.

وينشر النشطاء الإيرانيون وجماعات المعارضة وسوما على وسائل التواصل الاجتماعي تحث على عدم المشاركة في الانتخابات بحجة أن نسبة المشاركة العالية ستضفي شرعية على الجمهورية الإسلامية.

وقال الطالب الجامعي مهران (22 عاما) في مدينة أصفهان بوسط البلاد “أسعى إلى تغيير النظام، وقررت عدم التصويت لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز قبضة الجمهورية الإسلامية… أريد أن أعيش بحرية”.

ووصفت نرجس محمدي، وهي سجينة حائزة على جائزة نوبل للسلام ومدافعة عن حقوق المرأة، الانتخابات بأنها “صورية”.

واتهم خامنئي “أعداء” البلاد، وهو المصطلح الذي يستخدمه عادة للإشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بمحاولة خلق اليأس بين الناخبين الإيرانيين.

وقالت زهرة، وهي ربة منزل في طهران تبلغ من العمر 26 عاما، إنها ستصوت لأن “العالم سيفهم أننا ندعم زعيمنا (خامنئي). وهو قال إن التصويت واجب علينا”.

وقالت وزارة الداخلية إن 15200 مرشح سيتنافسون على مقاعد البرلمان البالغ عددها 290، وهو ما ليس له تأثير يذكر على السياسة الخارجية الإيرانية والخلاف النووي مع الغرب، لأن خامنئي هو المتحكم في هذه الأمور.

ولا يزال الكثير من الإيرانيين المؤيدين للإصلاح لديهم ذكريات مؤلمة عن طريقة التعامل مع الاضطرابات التي شهدتها البلاد والتي أثارتها وفاة شابة إيرانية كردية أثناء احتجازها في 2022، وهي احتجاجات تم قمعها في حملة عنيفة قامت بها الدولة شملت اعتقالات جماعية وحتى عمليات إعدام.

وتشكل الصعوبات الاقتصادية تحديا آخر. ويقول كثير من المحللين إن أعدادا كبيرة من الإيرانيين فقدوا الثقة في قدرة الحكام الحاليين في إيران على حل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن مزيج من العقوبات الأميركية وسوء الإدارة والفساد.

وتتزامن الانتخابات البرلمانية مع اختيار مجلس الخبراء المؤلف من 88 مقعدا، وهو مجلس له تأثير يتولى مهمة اختيار خليفة خامنئي البالغ من العمر 84 عاما.

شارك المقال