“الجماعة الاسلامية” في دائرة الاستهداف… مسيّرة وشركات إحصاء

حسين زياد منصور

يواصل العدو الاسرائيلي عدوانه على الأراضي اللبنانية، وبين الحين والآخر يوسع دائرة استهدافاته التي وصلت مؤخراً الى شرق لبنان، وتحديداً بعلبك، أي أنه كسر “قواعد الاشتباك” منذ زمن. وربطاً بالعمليات التي تقوم بها فصائل المقاومة في الجنوب ضد العدو، كانت لافتة أيضاً منذ أيام إطلاق “حماس” صواريخ على بعض مواقعه، ما اعتبر استباحة للأراضي اللبنانية.

هذه العملية قد تعرض للاستهداف مراكز لـ “حماس” أو “الجماعة الاسلامية” التي تشارك في عمليات المقاومة في الجنوب عبر جناحها العسكري “قوات الفجر”.

ومنذ أيام أيضاً كانت ضربة الغازية، الملاصقة لصيدا، معقل “الجماعة الاسلامية”، وبحسب ما أفادت مصادر أمنية صيداوية مطلعة حينها موقع “لبنان الكبير” تم إخلاء المكاتب المعروفة في صيدا، نتيجة الضربة وكخطوة استباقية في حال قرر العدو استهداف مقرات تابعة لـ “الجماعة” و”حماس”.

وبحسب معلومات حصل عليها موقع “لبنان الكبير” فإن طائرة مسيرة وجدت عند مركز “الجماعة الاسلامية”، ولم يتم تحديد أين، بحيث تضاربت الأنباء إن كان في بيروت أو صيدا، وفي كل الأحوال هذا يدل على أن “الجماعة” أصبحت أكثر وأكثر في دائرة الاستهداف.

وفي المعلومات أيضاً، اشتبه بعدد من الأشخاص أمام أحد مراكز “الجماعة” في صيدا، في أيديهم ملفات وأوراق ومعدات تعد متطورة، وربما كانوا يأخذون صوراً للمركز، وحين أوقفتهم “الجماعة” قالوا انهم يقومون باستطلاعات واحصاء، وحضرت القوى الأمنية وشعبة المعلومات لمعرفة ما يجري، وتدخل أمن الدولة قائلاً ان لديه كتاباً من هذه المجموعة بأنها ستقوم بجولة في صيدا من أجل ملء استبيان واحصاءات، لتتم “طمطمة” الموضوع.

مصدر المعلومات هذه يؤكد في حديث مع “لبنان الكبير” أن هؤلاء الأشخاص يعملون لصالح احدى شركات الاحصاء التي تعطي النتائج لمؤسسات إحصاء دولية، من أبرز الممولين فيها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وعدد من الدول الغربية. وفي هذه الحالة تصل عمليات الاحصاء وجمع المعلومات الى الولايات المتحدة، وبالتالي تستفيد اسرائيل منها.

في المقابل، تنفي مصادر “الجماعة الاسلامية” في اتصال مع “لبنان الكبير” قصة المسيرة، مؤكدة أنها “غير صحيحة لا من قريب ولا من بعيد”.

وفي ما يتعلق بمن ألقي القبض عليهم على أساس أنهم من شركات إحصاء، تقول المصادر: “كان هناك 5 اشخاص يقومون ببعض عمليات الاستبيان والاحصاء، لكنهم يحملون بعض الأجهزة ويستعملون Location معيناً، وتم توقيفهم وتسليمهم الى القوى الأمنية. وهؤلاء الأشخاص أثاروا الشبهة حول تصرفهم وأسلوب عملهم، لذلك أوقفهم جهاز الأمن المكلف بالحراسة وصادر الأجهزة وتم تسليمها الى الأجهزة الأمنية”.

وتضيف المصادر: “سلمناهم الى الأجهزة الأمنية لأن العمل لم يكن طبيعياً، ولأنها هي التي تحدد ان كان العمل خطيراً أو لا، وان كان قيل فيما بعد انهم يعملون لجهة تتبع لشركات إحصاء وما شابه ذلك، الا أننا لا نزال نثق بالأجهزة الأمنية وتقنيتها، خصوصاً وأننا نواجه عدواً أبرز أسلحته البرمجيات الالكترونية التي يتبعها”.

إذاً، استناداً الى كل ما تقدم، لا يمكن الوصول الا الى نتيجة واحدة، “الجماعة الاسلامية” أصبحت أكثر وأكثر في دائرة الاستهداف.

شارك المقال