غزة بين خطر الجوع والضغوط الدولية لايصال المساعدات الانسانية 

لبنان الكبير

وسط حديث وكالات الاغاثة عن أن تسليم الامدادات الانسانية إلى قطاع غزة يواجه عراقيل بيروقراطية وانعدام الأمن منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول، تحول الاهتمام نحو طرق بديلة منها البحر ومعابر برية جديدة، وقبل ذلك الإسقاط الجوي للمساعدات. في هذا السياق، أقلعت سفينة الإنقاذ “أوبن آرمز” التي تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص الثلاثاء في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد. كما أعلن المغرب أنه أرسل الثلاثاء 40 طناً من المساعدات عبر مطار تل أبيب، فيما ذكرت الأمم المتحدة أنها استخدمت طريقاً عسكرياً إسرائيلياً يمتد بمحاذاة السياج الحدودي لغزة للوصول إلى شمال القطاع.

وفي وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من نفاد الوقت لتجنب المجاعة في شمال قطاع غزة، يبدو أن تغييرات طرأت في الساعات الأخيرة بشأن توصيل المساعدات إلى مدنيي القطاع المحاصر، إذ أعلن الجيش الاسرائيلي أن شاحنات تحمل مساعدات إنسانية دخلت الثلاثاء إلى شمال القطاع في إطار ما سماه “مشروعاً تجريبياً للجيش”.

المساعدات بحراً

بحراً، أقلعت سفينة تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص الثلاثاء في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد لنقل مساعدات إلى سكان غزة، تقول منظمات إنسانية إنهم على شفا المجاعة.

وعلى الرغم من الترحيب بالمشروع، قال مسؤولون بارزون في الأمم المتحدة إنه لا يعوض نقل المساعدات الانسانية براً من مصر والأردن.

وحسب برنامج الأغذية العالمي، فإنه تمكن من إدخال أول قافلة مساعدات إلى مدينة غزة في شمال القطاع منذ 20 شباط.

وشوهدت سفينة الإنقاذ “أوبن آرمز” تبحر من ميناء لارنكا في قبرص وتسحب بارجة تحمل الطحين والأرز والبروتينات. ويأتي معظم تمويل هذه المهمة من الامارات، وتنظمها مؤسسة “وورلد سنترال كيتشن” ومقرها الولايات المتحدة.

وتستغرق الرحلة إلى غزة نحو 15 ساعة، لكن ربما تستغرق رحلة سفينة القطر الثقيل وقتاً أطول بكثير قد يصل إلى يومين. وتبعد قبرص ما يزيد قليلاً على 320 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من غزة.

ومن قاعدة في فرجينيا في الولايات المتحدة، انطلقت الثلاثاء أربع سفن تابعة للجيش الأميركي على متنها نحو مئة جندي وما يلزم من تجهيزات لبناء ميناء مؤقت على ساحل غزة يتيح توصيل مساعدات يحتاج إليها السكان بشدة.

السفينة الأولى هي مركبة مائية ضخمة مطلية باللون الرمادي تعرف باسم سفينة الدعم اللوجيستي، أبحرت ببطء من رصيف في قاعدة لانغلي-يوستيس المشتركة. وتبعتها ثلاث سفن أصغر حجماً ستبحر لنحو 30 يوماً إلى شرق المتوسط لتنفيذ مهمة بناء الميناء الذي يندرج في إطار جهود تبذلها الولايات المتحدة لمساعدة غزة مع مواصلة إسرائيل تأخير وصول المساعدات براً.

الأمم المتحدة والطريق البري

الأمم المتحدة استخدمت هي الأخرى طريقاً برياً جديداً الثلاثاء لتوصيل الأغذية إلى شمال القطاع للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى القطاع الساحلي وسط مجاعة تلوح في الأفق.

في هذا السياق، أعلن جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي استخدمت طريقاً عسكرياً إسرائيلياً يمتد بمحاذاة السياج الحدودي لغزة للوصول إلى شمال القطاع.

وقالت شذى المغربي المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج تمكن من تسليم مساعدات غذائية تكفي 25 ألف شخص إلى مدينة غزة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء. وكانت هذه أول شحنة يرسلها البرنامج إلى شمال القطاع منذ 20 شباط. وأشارت المغربي الى أن هذا يثبت أن نقل الغذاء عن طريق البر لا يزال ممكناً.

مساعدات مغربية 

في خضم ضغوط يمارسها المجتمع الدولي لتنويع طرق توصيل الدعم الانساني إلى القطاع الذي تهدده المجاعة، أعلن المغرب أنه أرسل الثلاثاء “عن طريق البر” 40 طناً من المساعدات عبر مطار تل أبيب.

وأفاد مصدر ديبلوماسي مغربي بأن المساعدات الغذائية وصلت إلى مطار بن غوريون في تل أبيب ونُقلت إلى معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة حيث أصبحت في عهدة الهلال الأحمر الفلسطيني.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية أنه “تم توجيه مساعدة غذائية، عن طريق البر، لفائدة السكان الفلسطينيين في غزة ومدينة القدس الشريف”، بتعليمات من الملك محمد السادس. وشددت الوزارة على أن “المغرب أول بلد يقوم بنقل مساعدته الانسانية عبر هذا الطريق البري غير المسبوق وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين”.

شارك المقال