هل تغيّر إسرائيل قواعد الاشتباك جنوباً؟

المحرر السياسي

لم تكتفِ إسرائيل بالرد الموضعي على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنتين في الجليل الأوسط الأربعاء، فاستأنفت فجر الخميس ردها جواً بغارتين استهدفتا مناطق مفتوحة في الدمشقية، في خراج بلدة المحمودية قريباً من مجرى نهر الليطاني من دون وقوع إصابات أو أضرار.

وبدا من تطور الأحداث خلال الساعات الماضية أن إسرائيل، التي كانت تحاذر منذ 15 عاماً المجازفة بمثل هذا الرد وتجاوز منطقة جنوب الليطاني، قررت حشر “حزب الله” ومعرفة مدى استعداده لتنفيذ تهديداته في الرد في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية التي يعيشها لبنان .

ويتحدث متابعون عن اختلاف بدأت طلائعه في الساعات الماضية، بين الأوضاع اليوم وتلك التي كانت قبل عدة سنوات، عندما استهدفت غارة إسرائيلية إحدى النقاط الملتبسة حدودياً بين لبنان وسوريا، حيث اعتبرتها إسرائيل أراضي سورية، فيما اعتبرها الحزب أراضي لبنانية، وقام حينها برد في عمق مزارع شبعا، وأن غارتي فجر الخميس اللتين جاءتا بعد إطلاق خمس دفعات من الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل في أقل من ثلاثة أشهر، نفذتا في عمق الجنوب وعلى مقربة من مخازن أسلحة “حزب الله” في جبلي الريحان وصافي، ما يعني أن تغييراً جرى في مفهوم الردع على الجانب الآخر، وما يستتبع أيضاً تغييراً في قواعد الاشتباك بين إسرائيل و”حزب الله” ليس جنوباً فحسب، بل ربما في كل أماكن تواجد الحزب، إن لم يكن في لبنان كله أيضاً على ضوء تهديدات أكثر من أمنية وسياسية إسرائيلية.

وفيما لفتت القوات الدولية الأربعاء إلى أنها تتابع عن كثب مجريات الأحداث في منطقة انتشارها، فإنها أشارت الخميس إلى أنها تتابع بقلق تلك التي وقعت خارج منطقة انتشارها، وأن قيادتها لا تزال على تواصل مع الأطراف لضبط النفس ومنع تدهور الأوضاع.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال إن “طائرات مقاتلة هاجمت مناطق في لبنان أطلقت منها صواريخ نهاراً على دولة إسرائيل والبنى التحتية المستخدمة للإرهاب. كما تم استهداف هدف آخر في المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ في الماضي”.

أضاف: “ستستمر هجمات الجيش الإسرائيلي، بل وستتزايد في مواجهة المحاولات الإرهابية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها. تتحمل دولة لبنان مسؤولية ما يجري داخل أراضيها”.

ترأس رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول أمس اجتماعاً ثلاثياً مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في موقع للأمم المتحدة في رأس الناقورة.

ودعا اللواء ديل كول الجانبين إلى “استخدام هذا المنتدى الثلاثي على أكمل وجه، وذلك لاستكشاف سبل تعزيز الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق”.

وقال: “في هذه الفترة التي تشهد تقلبات إقليمية، يجب أن تحترم جميع الأطراف دور اليونيفيل في الارتباط والتنسيق أكثر من أي وقت مضى، ففي أكثر الأوقات صعوبة، عملت هذه الآلية بشكل جيد، والآن حان الوقت لإعادة الالتزام بها وعدم السماح للعابثين بانتهاز الفرص”.

إقرأ أيضاً: القصف الإسرائيلي: رسائل لليونيفيل والجيش

وركزت المناقشات على الوضع على طول الخط الأزرق، والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقرارات الأخرى ذات الصلة.

ودعا رئيس بعثة اليونيفيل الأطراف على وجه التحديد إلى “العمل على وجه السرعة” لتهدئة التوترات ومنع انتهاكات وقف الأعمال العدائية.

كما دعا إلى تعاون الأطراف “الكامل وفي الوقت المناسب” مع اليونيفيل لضمان نجاح جميع التحقيقات الجارية في الحوادث الأخيرة.

تجدر الإشارة الى أن الاجتماعات الثلاثية تعقد بانتظام تحت رعاية اليونيفيل منذ نهاية حرب عام 2006 في جنوب لبنان، وهي آلية أساسية لإدارة النزاع وبناء الثقة.

شارك المقال