رقعة الحرب تتوسع في الشرق الأوسط

حسناء بو حرفوش

تستمر رقعة الحرب بالتوسع في منطقة الشرق الأوسط بشكل يطرح علامات استفهام حول كيفية انجرار بعض الدول في الأصل إلى الحروب، حسب مقال في موقع The Economist. ووفقاً للمقال، “سرعان ما تطورت الأوضاع في أكتوبر/تشرين الأول من حرب بين إسرائيل وحماس لتعلق دول أخرى في فلكها، كما سجل قصف سوريا هذا الشهر، وباكستان أيضاً بصورة غير متوقعة. ومع اقتراب حرب غزة من شهرها الخامس، تبدو المعارك بعيدة كل البعد عن النهاية. فالجيش الاسرائيلي لم يعثر بعد على كبار قادة حماس ومعظم الرهائن الاسرائيليين لم يعودوا. ويشعر المسؤولون الأمنيون الاسرائيليون بالقلق من أن تقوّض المساومة المكاسب العسكرية التي يعتبرون أنهم حققوها”.

“ومنذ حرب غزة، اضطرت القوى الثلاث الأقوى في الشرق الأوسط الى إعادة تقويم عقائدها الأمنية واهتز التفوق العسكري الاسرائيلي كما أصبح وكلاء إيران عبئاً على هذه الأخيرة. ووجدت الولايات المتحدة نفسها تنجر مجدداً إلى منطقة أرادت أن تغادرها. لا أحد متأكد من كيفية المضي قدماً. ومع استمرار الحرب في غزة، يستمر الصراع الاقليمي الأكثر فوضوية بالتوسع.

وفي 20 كانون الثاني/يناير، انهار وابل من الصواريخ والقذائف الباليستية على قاعدة الأسد الجوية الأميركية في غرب العراق في أعقاب أيام من الهجمات الايرانية في مختلف أنحاء المنطقة: على إرهابيين مزعومين في سوريا وباكستان، وعلى قاعدة تجسس إسرائيلية مفترضة في كردستان العراق وأدت الضربة على باكستان الى هجوم انتقامي على إيران، على الرغم من حرص الجانبين حالياً على تجنب المزيد من القتال.

وتشير هذه الأحداث إلى قلق عميق داخل النظام الايراني في الوقت الذي تسعى إسرائيل الى اغتيال أعضاء من فيلق الحرس الثوري في سوريا وقادة حزب الله في لبنان. وفي الداخل، هزت سلسلة من الهجمات الحكومة الايرانية، من بينها تفجير انتحاري مزدوج أدى الى مقتل حوالي 100 شخص. وعلى الرغم من أن إيران عكفت على مدى عقود، على تنمية شبكة من الوكلاء، تكافح وفقاً للمقال، لنشر هذه القوات مع البقاء خارج الصراع في الوقت عينه.

وبدورها، تحاول واشنطن إرساء نوع من التوازن. كان الرئيس جو بايدن حذراً: فهو لا يريد الانجرار إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، خصوصاً في عام الانتخابات. وفي العراق وسوريا، ترد القوات الأميركية بشكل أقل بكثير من الهجمات التي تتعرض لها. ولم تبدأ الحملة الأميركية ضد الحوثيين إلا بعد تحذيرات متكررة وصدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدين الهجمات في البحر الأحمر.

ولعل أفضل أمل لبايدن يقتضي إنهاء إسرائيل قريباً حربها في غزة، لكن معركة نتنياهو السياسية ومصير الرهائن في غزة هي التي تملي استراتيجية إسرائيل.

ويراوغ نتنياهو كعادته، فيعد في العلن بالاستمرار حتى النصر الكامل، بينما يسمح في السر، لممثلي إسرائيل بمواصلة المفاوضات. ولكن من غير المرجح أن يبادر الى إزعاج اليمين المتطرف، الذي يدين إليه بالعودة إلى منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2022. ومع ذلك، قد يتعين على نتنياهو اتخاذ قرار قريباً في ظل دفع البعض باتجاه انتخابات مبكرة. وهي مسألة وقت قبل أن يتم حل حكومة الطوارئ الحربية. كما أن الاحتجاجات تتزايد في المدن الاسرائيلية بقيادة عائلات الرهائن الذين يطالبون بوقف إطلاق النار واستقالة نتنياهو. ومن المرجح أن يغادر شركاؤه الوسطيون الائتلاف إذا لم يحصلوا قريباً على إجابة حول صفقة الرهائن واستراتيجية إسرائيل ما بعد الحرب”.

شارك المقال