وزير المهجرين بدلاً من “الخارجية” الى دمشق… قافلة طوعية أولى قريباً

آية المصري
آية المصري

انزعاج تلو الآخر يُسجل في تاريخ اللبنانيين، نتيجة فشلهم في ضبط حدود البلاد البرية والبحرية، خصوصاً ما يتعلق بملف اللاجئين السوريين الذي بات أكبر من لبنان، بسبب “عرقلة” عودتهم الى بلادهم التي في الأساس لا تريد هذه العودة ولا تكثرت لشعبها، الذي يهرب من ظلم النظام ووحشيته. أما الانزعاج الأخير فمن قبرص التي يزور رئيسها نيكوس خريستودوليدس بيروت يوم الاثنين المقبل ليوم واحد، ويجري محادثات مع المعنيين، على خلفية ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين، ومعظمهم من السوريين، الذين يأتون من لبنان بحراً الى قبرص.

صحيح أن ملف اللاجئين السوريين يجري العمل عليه منذ عدّة أشهر بعد “البروباغندا” الاعلامية التي رعتها جهات معينة، مطالبةً بضرورة عودتهم الطوعية، لكن هذا الملف غاب عن الاعلام منذ ستة أشهر مع بداية الحرب على قطاع غزة، الا أن أصوات البعض المنزعجة منه، بدأت تسمع في الآونة الاخيرة، وكأن هناك محاولات لاعادة فتحه، ليبقى المؤكد أن الحكومة اللبنانية تعمل على هذا الملف مع كل الأجهزة الامنية على الرغم من أن الأمور لم تنضج بعد بصورة نهائية.

ووفق المعطيات التي حصل عليها “لبنان الكبير” من أوساط متابعة للملف، فان “وزير الخارجية عبد الله بو حبيب لن يكون في عداد الوفد الذي سيجري تشكيله لزيارة دمشق في القريب العاجل، وهذه المرة سيزورها وزير المهجرين عصام شرف الدين، وستسبق هذه الزيارة قافلة طوعية أولى ستنقل بعض السوريين الى بلادهم ومن المتوقع أن يكون تاريخ انطلاقها قريباً جداً”.

وأوضحت مصادر مقربة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عبر “لبنان الكبير” أن “موضوع اللاجئين السوريين شائك ومتشعب، والمشكلة الأساسية في عملية عدم قدرة الدولة على تغطيته لكن مع الأسف هناك تشجيع من الاتحاد الاوروبي على الابقاء عليهم في لبنان، وبالتالي لدينا مشكلة في عدم التجاوب مع المطالب اللبنانية وتحديداً في مساعدتهم على العودة الى بلادهم ودعمهم هناك”، لافتةً الى أن “الحكومة وضعت صيغة ومخططاً توجيهياً لهذا الملف يبدأ بكيفية معاملة من هم مقيمون شرعيون في لبنان، ومن هم نازحون سوريون، وهذا الأمر طبق من الأمن العام اللبناني، والبلديات قامت بالمسح المطلوب”.

ورأت المصادر أن “موضوع منعهم من دخول البلاد أمر صعب جداً نتيجة الواقع المهيمن، وخروجهم من لبنان أيضاً صعب ضبطه لأن هناك عدداً كبيراً ممن يدفع لعصابات منظمة، وهذا ما تكافحه الدولة لكن لا تستطيع منعه بصورة كاملة”، مؤكدةً أن “لا قدرة في المرحلة المنظورة على تطبيق العودة الكاملة، والزيارة التي سيقوم بها الوفد القبرصي الى لبنان يوم الاثنين، سيحدد فيها الرئيس ميقاتي الصعاب التي تواجهنا، وليساعدوننا في العقبات التي تؤدي الى هذا الوضع ونحن مستعدون للمساعدة أيضاً”.

في المقابل، شدد وزير المهجرين عصام شرف الدين على أن “وزارة المهجرين قدمت حلاً عملياً لعودة تدريجية منذ سنتين تنسجم مع الوضع الاقتصادي المأزوم في سوريا، بحيث بدأنا بقوافل العودة الطوعية سابقاً بنجاح”، مشيراً الى أنه “بعد إصرار وزارتنا وعلى الرغم من محاولات العرقلة والتعطيل من بعض المتلكئين، ومع التأخير الذي حصل وفقدان القرار السياسي لمدة سنة ونصف السنة، فقد عدنا وبعد التكليف الرسمي من مجلس الوزراء وبدأنا بتسيير قوافل العودة من جديد، ولن أتوقف عند موضوع سحب الملف منا العام الفائت”.

وأكد شرف الدين في حديث لموقع “لبنان الكبير”، أن “وزارة المهجرين كانت الوحيدة ولا تزال القادرة على تسجيل لوائح بأسماء الراغبين في العودة إضافة إلى مكاتب الأمن العام المنتشرة في لبنان، وقد أعاد مجلس الوزراء مشكوراً تكليفنا بالملف، مع العلم أننا كمجلس وزراء قد أهدرنا سنتين من الوقت، ولكن أخيراً عادت الحكومة لتعترف بصحة خطة وزارة المهجرين وصلابة موقفها، بالاضافة الى الاحتكام إلى ورقة التفاهم مع وزارة الادارة المحلية في سوريا وأنها الوسيلة الأكثر قبولاً للطرفين والقابلة للتطبيق”، لافتاً الى “أننا سلمنا لوائح أولية لأول قافلة جديدة وتليها لوائح للقوافل الأخرى”.

وعن زيارة وفد الى سوريا، قال شرف الدين: “بعد تسيير القافلة الأولى ان شاء الله أنا سأزور دمشق”. وعمن يضم الوفد، نفى طرح موضوع أي وفد داخل مجلس الوزراء.

اما بالنسبة الى تاريخ انطلاق القافلة الأولى، فأوضح شرف الدين أنها “ستكون بعد تسلمنا الموافقة على الأسماء من الأمن الوطني السوري، وأقدر أنها ستكون نهاية عطلة الأعياد”.

شارك المقال