“هاكر” المطار يخترق LBCI… وتوقيفه ليس سهلاً

محمد شمس الدين

أعلنت المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشونال (LBCI News) أن صفحتها على منصة “اكس” تعرضت للقرصنة ظهر أمس، وذلك بعد أن نشر من حسابها شريطاً مصوّراً مرفقاً بتعليق مندّد بأعمال “حزب الله” في الجنوب اللبنانيّ، ومتوجهاً برسالة إلى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، بالقول: “يا سيّد حسن أوقف هذه المهزلة فأنت تجر الجنوب والبلد إلى دمار”.

وبملاحظة سريعة يتبين أن الفيديو عليه “اللوغو” نفسه مخترق مطار رفيق الحريري الدولي في كانون الثاني الماضي، وقد نشر حساب المخترق على “اكس” الفيديو، وأعاد نشر المنشور من صفحة LBCI، قبل أن تتدارك المحطة الأمر، وتؤكد تعرض حسابها للقرصنة.

وفيما اعتبر البعض أن الأمر خطأ من أحد العاملين في القناة قام بنشر الفيديو، وذلك على خلفية المعالجة السريعة من القناة، أكد خبير أمن المعلومات نافذ مقدم لموقع “لبنان الكبير” أن “حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الموثقة للمؤسسات، لا سيما الاعلامية منها تحظى بدعم تقني سريع، ويمكنها معالجة أي اختراق بدقائق فقط عبر التواصل مع الشركة، ولذلك يمكن أن تكون القناة فعلاً عالجت الأمر بهذه السرعة، أو قد يكون المخترق هدفه ايصال رسالته من دون أن يغير كلمات المرور للحساب، فاخترقه بنشر الفيديو وخرج من الحساب، وبالتالي لم تحتج القناة إلى وقت لمعالجة المشكلة، فقط مسح الفيديو وتغيير كلمات المرور”.

وعن سبب عدم وصول الاجهزة الأمنية إلى هذا “الهاكر” علماً أنه اخترق المطار منذ نحو شهرين، أشار مقدم إلى أن “كل جهاز موصول على ip، أي انترنت بروتوكول، وعادة يمكن تحديد الموقع عبره، إلا أن من السهولة أن يقوم المخترق بتغطية الـ IP خاصته، عبر برامج VPN، المتداولة لدى غالبية الناس، ولكنه يستعمل نوعاً متقدماً منها، فمثلاً يبدأ من أميركا ثم أوروبا ثم الصين، وفي آخر IP يقوم بالاختراق، وعندما تتابع الأمر الأجهزة المعنية، يظهر أن الاختراق حصل من كوبا مثلاً، فماذا يمكنها أن تفعل بهذه الحالة؟ والأمر ليس لبنانياً وحسب، بل هو ليس بالأمر السهل على أعتى وكالات القانون عالمياً”.

يبدو أن “الهاكر” هذا محترف، لا ينفذ ضرباته في وقت متتالٍ أو قصير بين اختراق وآخر، في حال تمكنت الأجهزة الأمنية من تعقب مساره وتنتظره كي يخطئ لتستطيع الوصول إليه، كما أنه يأخذ وقته للتخطيط لعمليات الاختراق التي يريدها، لا سيما أنه يقوم باختراقات لايصال رسائل سياسية، من دون أن يؤذي المؤسسات التي يخترقها فعلياً، فهو يقوم بـ “التهكير” لينشر رسالته، ويغادر، لا يبقى حتى في النظام الذي اخترقه، إلا أنه يمكن اعتبار الدولة أو شركة “اكس” مقصرتين، بحيث أن حساب من يتبنى هذه الاختراقات لا يزال قائماً، ويمكن إغلاق الحساب بسهولة عبر شكوى من الدولة عند “إكس”، ولم يتمكن “لبنان الكبير” من معرفة ما إذا تم تقديم شكوى كهذه أم لا، وإن كان هناك تأخير من الشركة، أم أن هناك استراتيجية لابقاء الحساب مفتوحاً عله يخطئ يوماً فتنكشف هويته.

شارك المقال