العودة المسلحة لـ “الجماعة” (٢)… غطاء “سني” لـ “الحزب” بعد خسارة حليفه المسيحي!

زياد سامي عيتاني

عاد اسم “قوات الفجر” الجناح المسلح لـ “الجماعة الاسلامية” التي تعد فرع جماعة “الإخوان المسلمين” في لبنان ليبرز من خلال عمليات إستهدفت مواقع الجيش الاسرائيلي على طول الحدود اللبنانية، لتتزاحم مع هذا التطور جملة أسئلة: كيف يمكن لهذا الفصيل أن يتحرك على أرض الجنوب وأن يتبنى عبر بيانات إعلامية توجيه رشقات صاروخية نحو الأراضي المحتلة؟ وهل فعلاً هو من يطلقها؟ وهل له أي دور وازن عسكري أو حتى سياسي في حرب الاستنزاف الدائرة جنوباً؟

ولا بد من التذكير في غمرة هذه الأسئلة أن الجيش اللبناني يوقف في الجنوب المسلحين من غير “حزب الله”، ما يؤكد الغطاء الذي يوفره الأخير لنشاط “قوات الفجر” في الجنوب. وهذا يعني أن “حزب الله” سمح وسهّل لـ”قوات الفجر” العمل الميداني في الجنوب اللبناني، حيث السيطرة الميدانية العسكرية حصرياً له، ما يؤكد التنسيق بينهما، بحسب ما أكد رئيس المكتب السياسي لـ”الجماعة الاسلامية” في لبنان علي أبو ياسين.

إذاً، في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” في السابع من “أكتوبر” الفائت التي نفذتها حركة “حماس” (الفرع الفلسطيني لتنظيم “الإخوان المسلمين”)، راح الفرع اللبناني للتنظيم المتمثل بـ”الجماعة الاسلامية”، يستغل تعاطف الجمهور السني مع القضية الفلسطينية، من أجل الظهور على الساحة كفصيل مسلح. فـ”الجماعة” إستغلت حرب الإبادة والإزالة على غزة لتوظيف وهج سلاحها في الداخل اللبناني، والداخل السني، سياسياً واجتماعياً، من خلال تجييش الشارع السني وتحريضه و”أدلجته” بواسطة الخطاب الديني “الجهادي”.

اللافت أن عودة “الجماعة” عسكرياً، تحت غطاء “حزب الله”، جاءت بعد خلافات سياسية تفاقمت بينهما إبان الحرب السورية، ما يؤكد أن الحزب قد بدّل سياسته تجاه “بعض” المكونات السنية في لبنان، إذ يسعى الى إشراك أطراف لبنانية متعددة، خصوصاً السنية منها، في العمل “المقاوم”، ليقطع الطريق على ما يمكن تصويره بأنه حرب على الحزب وحده، في حال توسع المواجهات في الجنوب إلى حرب شاملة، ولا سيما مع “شبه” خسارته للغطاء المسيحي، بفعل الخلاف والتوتر العالي النبرة بينه وبين “التيار الوطني الحر”.

أما “الجماعة الاسلامية” فتحاول الاستئثار السياسي عبر جناحها العسكري، مستفيدة من الفراغ الذي نتج عن قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي لتيار “المستقبل”، بهدف تحقيق مكتسبات محلية، وتعزيز الدور الذي يمكن أن يطرأ مستقبلاً على الجهة الخارجية التي تدعمها، فاختارت العمل “العسكري” تحت مظلة “حزب الله”، لتضخم حضورها على الساحة اللبنانية، من خلال تبني مشروع “المقاومة”!

شارك المقال