تقرّب باسيل من بري… خطوة مربحة لـ “التيار”

محمد شمس الدين

بين وليلة وضحاها يتغير المشهد في لبنان، ينتخب رئيس، تشكل الحكومة، يقر قانون، على الرغم من أن لا شيء قبل اللحظة الفاصلة، يوحي بحصول ذلك، بل يكون الجو السياسي مشحوناً والساحة تشهد حرب تصريحات.

بالاضافة إلى إنجاز الاستحقاقات تتغير المواقع فجأة، فيصبح أشد الخصوم حليفاً، ولعل أكبر مثال على ذلك هو اتفاق معراب الذي حصل بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية”، الخصمين التاريخين، والذي أدى في نهاية المطاف الى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. واليوم بعد انتهاء العهد العوني، وتسيّد الفراغ قصر بعبدا، وسط انعدام أفق أي حل، التيار نفسه يخطو نحو من كان يعتبره عدواً، ويتهمه بعرقلة العهد، رئيس مجلس النواب نبيه بري، في خطوة أقل ما يقال عنها إنها مفاجئة بعد سنوات طوال من العداء المعلن تجاهه.

مصادر قريبة من الثنائي الشيعي تعتبر في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الأجواء الاعلامية قبل لقاء معراب كانت توحي بتقدم رصيد رئيس حزب القوات سمير جعجع على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ما استدعى من الأخير أن يلعب آخر الأوراق بين يديه، والتي لو لعبها منذ سنوات لكان اليوم ساكناً في قصر بعبدا أو الأقوى مارونياً”.

وترى المصادر أن “الخطوة تأتي بعد أن أصبح باسيل وحيداً ليس له حليف، وقد أخرج كل مراسليه من اللعبة بطرق مختلفة، وكلف شخصية جديدة من تياره التواصل مع الرئيس بري، ليُفاجأ بأنه يمكن الوصول معه إلى نقاط تقارب أو التقاء، ونتيجة هذا التواصل تحققت نتيجة نقابة المهندسين بدعم كامل من قوة حركة أمل النقابية التي تعتبر أكبر كتلة صوتية في نقابة المهندسين، ويصبح نقيب المهندسين من التيار الوطني الحر، كما نتج عن هذا التواصل قانون تأجيل الانتخابات البلدية حتى لا يفصل الجنوب عن كل لبنان”.

وتنقل مصادر قريبة من باسيل عنه قوله: “أخطأت منذ العام ٢٠٠٦، فلا يمكن لأحد أن يمارس السياسة في لبنان من دون نبيه بري، فاذا خاصم، يخاصم بشرف، واذا حالف حفظ حلفاءه الى يوم الدين، وذلك مترجم على أرض الواقع، بحيث نرى اليوم أن حزب الله وحركة أمل روح واحدة بجسدين، والاشتراكي وأمل أكبر من تحالف وأصغر من دمج، اما تيار المستقبل وعلى الرغم من اعتكاف الرئيس سعد الحريري عن السياسة، فلديه نبيه بري”، مشيرة الى أن “القادم من الأيام سيكشف الكثير وقد تحدد مصير لبنان تحت رعاية نبيه بري”.

أما عن لقاء معراب فالأحجام قبله وبعده مختلفة وفق المصادر، التي تقول: “ماذا حقق جعجع بهذا اللقاء؟ ما هو حجمه؟ تبين أن رئيس القوات يمارس السياسة اللبنانية بأسلوب أمني يعتمد على مخادعة الخصم اعلامياً بأن حجمه بات كبيراً، ولا يقهر، ونجح في إيهام الكثيرين بتلك الصورة، بينما الصورة الحقيقية لسمير جعجع ظهرت من خلال لقاء معراب، الذي جمع كل شخصيات القوات وجميع الشخصيات التي يمكن أن تلتحق بأي أحد، لأنها شخصيات معزولة شعبياً وسياسياً، ومن مصلحتها أن تلتحق بأول تحالف لأنه قد يكون الأخير في حياتها السياسة، فالشعب اللبناني أصبح يعلم أن كذبتهم يوم ١٧ تشرين لم يكتب لها الكثير لتصبح حقيقة ما يمثلون، أما الأحزاب الوازنة في لبنان التي تقرر مصير البلاد، فبقيت ثابتة في تموضعها الاستراتيجي، وفوجئت بالحجم الانعزالي الذي يمثله جعجع، الذي نجح في خداعهم في السابق، وما كتبه على حسابه الالكتروني عن الرئيس بري بالأمس ليس بعيداً عن الخسارة المدوية في لقاء يوم السبت”.

ويؤكد نائب سابق في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “جمع الأطياف اللبنانية تحت لواء واحد لا يمكن لأي كان تحقيقه، وبالتأكيد هو لا يتحقق بالخطاب المتشدد ضد مكون آخر، وفي حين نجح الرئيس الحريري في هذا الأمر فانه ليس بهذه السهولة على غيره، مهما كانت له مكانة في طائفته”.

شارك المقال