نتنياهو: إما محاربة إيران أو عرقلة دولة فلسطين

حسناء بو حرفوش

شدد تحليل إسرائيلي على أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه اليوم العيوب الاستراتيجية التي انتهجها على مدى سنين بهدف عرقلة قيام دولة فلسطين. ولفت المحلل مايكل كوبلو إلى أن “الحكومة الاسرائيلية مجبرة على الاختيار بين أولوياتها الاستراتيجية: فهل تركز على الحرب مع إيران أم تستمر في سياسة “فرق تسد” بين الفلسطينيين؟

ووفقاً للمقال الذي يوضح التطورات الأخيرة من منظور إسرائيلي، “لطالما بنى نتنياهو حياته السياسية على مبدأين سياسيين ثابتين: تحديد إيران باعتبارها التحدي الاقليمي الأعظم الذي يواجه إسرائيل، ومعارضة إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وعلى الرغم من أن نتنياهو ربط هذين الدافعين معاً، لا ينفي تقاطعهما في بعض الأحيان أنهما يتعارضان بصورة كبيرة. وفي أعقاب الهجوم الايراني، ورد إسرائيل ضد أنظمة الدفاع الجوي الايرانية خارج أصفهان، وجد نتنياهو نفسه مجبراً على الاختيار بين إعطاء الأولوية للقتال ضد إيران أو المحاربة كي لا تحصل فلسطين على سيادتها. وتلخصت استراتيجية نتنياهو منذ عودته إلى رئاسة الوزراء عام 2009، في الإبقاء على سلطة فلسطينية ضعيفة في السلطة في الضفة الغربية، والإبقاء على وجود حماس في السلطة في غزة. والهدف من هذه المناورة تأجيل إقامة الدولة الفلسطينية بصورة مستمرة ما دامت الضفة الغربية وغزة مقسمتين بين كيانين متناحرين.

وحتى عندما خاضت إسرائيل جولات مع حماس في الأعوام 2012 و2014 و2021، تمسك نتنياهو باستراتيجيته في الرد على استفزازات حماس من دون محاولة إزاحة الحركة من السلطة. وأصبحت عيوب استراتيجية “فرق تسد” هذه في الساحة الفلسطينية واضحة في 7 أكتوبر، بعد سنوات من التسامح لا بل ومن تمكين وكيل إيراني. وفي هذه الحالة، سمح نتنياهو لرغبته في تجنب أو قمع تسوية سياسية مع الفلسطينيين بتجاوز مخاوفه الأمنية حول إيران.

ويسلط الهجوم الايراني على إسرائيل الضوء على المفاضلات بين أولويات نتنياهو بصورة صارخة. وفي هذا السياق، تطرح مسألة ما الذي سيحصل بعد في غزة؟ وترتكز الحملة العسكرية الاسرائيلية على تجريد حماس من قدراتها العسكرية وعدم السماح لها بالاحتفاظ بسلطتها في غزة. وبينما يغيب عن نتنياهو تصور خطة قابلة للتطبيق لملء الفراغ في مرحلة ما بعد حماس، يعود عناصر الحركة إلى الأماكن التي خرجت منها القوات الاسرائيلية. وكان هذا واضحاً في شمال غزة، حيث كان لدى حماس أكبر قدر من الوقت والمساحة لإعادة تجميع صفوفها. ولا يؤدي فشل نتنياهو في تطوير أي خطة قابلة للتطبيق وتنفيذها إلا إلى إدامة الوضع الراهن”.

التحليل يركز على ميل الاسرائيليين الى “تمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة تدريجياً على وظائف أمنية وإدارية محددة في غزة، لأنها ليست وكيلاً لإيران. ومع ذلك، يصر نتنياهو على رفض أي عودة للسلطة الفلسطينية إلى غزة ولو بطرق محدودة”.

ويختم التحليل: “أمضى نتنياهو عقوداً من الزمن وهو يحاول تحقيق أمرين متناقضين: مجابهة الطموحات الايرانية ونفوذها على الساحة الفلسطينية وإضعاف القيادة السياسية الفلسطينية التي لا تخضع لإيران. لكن هذا المسار لا يمكن أن يستمر ونتنياهو سيجد نفسه عاجلاً أم آجلاً مجبراً على تغيير المسار بشأن غزة والسلطة الفلسطينية”.

شارك المقال