طقوش ورّط “الجماعة” والسنة؟

حسين زياد منصور

يكثر الكلام عن “الجماعة الاسلامية” وأمينها العام الشيخ محمد طقوش، والاتهامات المتواصلة له، بالتفرد بقرار “الجماعة” من دون التشاور مع أحد، الى جانب الاتهام الأشهر، باتخاذ قرار المشاركة في جبهة الاسناد، وتوريط السنة، ورمي شبابها الى التهلكة. ويقول أحد المتابعين، ضمن سلسلة الاتهامات الموجهة الى الشيخ طقوش: “هو يتحمل مسؤولية دماء الشهداء السنة من أبناء الجماعة الذين سقطوا”.

ومن ضمن الاتهامات أيضاً، انه يوفر غطاء سنياً لـ “حزب الله”، الذي ليس على علاقة طيبة مع أكبر طائفة في لبنان، بسبب سياسته وتصرفاته.

الكثير والكثير من الانتقادات توجه الى “الجماعة” وأمينها العام، منذ انخراط جناحها العسكري “قوات الفجر” في جبهة الاسناد التي فتحها “حزب الله” في 8 تشرين الأول.

مصادر قيادية سابقة في “الجماعة الاسلامية” ترى في حديث لـ “لبنان الكبير” أن “الجماعة” بقيادتها هذه، انحرفت نحو المحور الايراني، وأن تصرفات أمينها العام، لا تصب في مصلحتها، وفي حال استمر في هذا النهج، لن تكون النتائج والانعكاسات إيجابية أو لصالح “الجماعة” بعد حرب غزة.

ولا تستبعد المصادر أياً من الاتهامات التي توجه الى طقوش. وتقول: “صحيح ان الأمين العام السابق عزام الأيوبي كان له لقاء مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الا أنه لم يحد عن خطه، والجميع يعلم أنه يمثل الفريق الاصلاحي، ولا يتبع لإيران، بل هو من الفريق التركي، بعكس الأمين الحالي طقوش، والذي يمثل مجموعة حماس وإيران”.

وتشير المصادر الى وجود امتعاض داخلي بين عدد من القيادات والكوادر، من بينها الأيوبي والنائب عماد الحوت، لكنهم يفضلون الإبقاء على هذه التباينات والاختلافات في ما بينهم، كي لا تخرج الى الاعلام وتؤثر على شخصية “الجماعة”، خصوصاً في هذه الظروف.

أما مصادر “الجماعة” فتنفي كل هذه المزاعم والاتهامات، وتؤكد أن جميع أفراد “الجماعة” غير مسيّسين، ولا يتبعون أي جهة أو دولة، لا الأتراك ولا الايرانيين، انما هم لبنانيون، وقرار دخولهم الحرب اتخذ بالتوافق، فهذا واجب ديني وأخلاقي.

وتلفت المصادر في حديثها لـ “لبنان الكبير” الى أن “الجميع موافق على ما تتخذه القيادة، والأمين العام الشيخ محمد طقوش في قرار المشاركة في جبهة الجنوب لم يورّط أحداً، لا الجماعة، ولا الطائفة السنية، بل هناك شبان أرادوا بملء ارادتهم الانخراط في صفوف قوات الفجر”، مجددة التأكيد أن لا خلافات بين قيادات “الجماعة”، لا القيادة الحالية، ولا القيادة السابقة، ولا حتى مع النائب وممثل “الجماعة” في البرلمان الدكتور عماد الحوت.

تجدر الاشارة الى أن وصول الشيخ طقوش الى منصب الأمانة العامة لـ”الجماعة”، شكل صدمة، اذ لم يكن شخصية سياسية، ووصوله كان في الوقت الذي تتهم فيه “الجماعة” بـ”نقل البارودة” من كتف الى آخر، أي الانحراف نحو المحور الايراني اكثر، خصوصاً مع مصالحة “حماس” والنظام السوري و”حزب الله”.

وتعد شخصية الشيخ طقوش مميزة، الى جانب دراسته للشريعة ودوره في إدارة مدارس “الايمان” التابعة لـ”الجماعة”، بحسب ما تقول مصادر لـ”لبنان الكبير”، موضحة أنه كان محبوباً ومقرباً من الجميع، الشباب والكبار في السن. وكان ينظر اليه على أنه مستقل ومحايد، الا أن تصرفاته أظهرت ميوله الى المحور الايراني.

شارك المقال