ليس من حق الشعب أن يحاسب النائب الذي انتخبه خلال مدة ولايته النيابية، بل عليه أن يتحمل نتيجة ما اقترفت يداه. سنتان مرتا من عمر المجلس الحالي، وكثيرون ينتظرون انتخابات 2026، لمحاسبة بعض النواب وعدم انتخابه مرة أخرى، اذ يقولون انهم تعرضوا لخديعة، ومن أوصلوهم لم يكونوا على قدر التوقعات. ولعل واقع الطائفة السنية يعبّر عن حاله وحال بعض نوابه. في الشوف وعاليه، وبصورة أدق، إقليم الخروب، نائبان سنيان، الدكتور بلال عبد الله (الحزب “التقدمي الاشتراكي”)، والدكتورة حليمة قعقور (حزب “لنا”). وعلى مدار سنتين كان السؤال الأبرز، كم نائباً يمثل إقليم الخروب، وما الذي قدموه؟
قعقور، نائب عن المقعد السني في الشوف وعاليه، دخلت الندوة البرلمانية تحت شعار التغيير والاستقلالية. هذه الشعارات آمن بها الكثيرون، وكانوا السبب في إيصالها الى المجلس، علها تكون صوتهم وتقدم لهم الخدمات والاحتياجات اللازمة لهم.
لكن ما الذي قدمته قعقور منذ انتخابها؟ هذا السؤال الذي سمعناه كثيراً خلال الفترة الماضية بين بعض أبناء الاقليم. فهم يرون أن النائب قعقور لم تقدم لهم شيئاً، واكتفت بالشعارات الرنانة التي أطلقتها كغيرها من النواب. ويسجلون اعتراضات على أدائها وتصرفاتها، لأنها لم تُجد تمثيلهم، ولم تقف الى جانبهم، وكأنها نائب عن منطقة وطائفة أخرى، وقال أحدهم “هي وين ونحن وين”.
وأكد آخر “لا نعرف ما الذي قدمته للمنطقة بعد سنتين من الانتخاب، لم نلمس أنها تركت أثراً إيجابياً، ما الذي قدمته لنا؟ خصوصاً وأن منطقتنا تعاني، وفيها الكثير من المشكلات وبحاجة الى إيجاد حلول لها فعلياً، وليس مجرد كلام”.
وأضاف الشخص نفسه، الذي يتحفظ عن ذكر اسمه لـ “لبنان الكبير”: “أنا ممن انتخبوا الدكتورة حليمة، ولكن للأسف لم تقدم لنا شيئاً، وهنا لا أتحدث على الصعيد الشخصي، بل كمنطقة وطائفة تعيش أسوأ أيامها، كان كلامها مجرد شعارات شعبوية، لا أعلم إن قدمت خدمات لأشخاص محسوبين عليها أو للدائرة المقربة منها، وإن كان قد حصل ذلك، فهو كارثة فعلاً، لأنها في هذه الحال كبقية السياسيين الذين كانت تهاجمهم وتتهمهم بالفساد”.
وتابع: “أنا كمواطن من الاقليم لا أشعر بوجود نائبين يمثلانني، أرى أن النائب بلال عبد الله يمثل المنطقة، على الأقل يقدم الخدمات الطبية والصحية لجميع الأهالي من دون استثناء أو تمييز، وحاضر بصورة دائمة في أي نشاط أو الفعاليات التي تحصل، وقريب من الناس ويحبونه، لذلك أشعر أنه النائب الوحيد عن المنطقة”.
أوساط سياسية في المنطقة أشارت في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن قعقور منذ البداية كانت تغرّد خارج سرب المنطقة والطائفة، وكأنها نائب عن طائفة أو منطقة أخرى، وليس كأنها فازت بالمقعد النيابي السني في الشوف وعاليه.
وأضافت: “من ثم المواقف، من الاختلاف مع دار الفتوى، وسلوك طريق مغاير كلياً لبقية النواب السنة، ليس دليلاً على الوطنية والسيادية والاستقلالية، بل على العكس، شهدنا على مر السنوات الكثير من رجال الدين وخصوصاً سنة وطنيون وغير فاسدين ولم يفعلوا ما قامت به قعقور، هل هناك رجل وطني أكثر من الشهيد المفتي حسن خالد؟ ومثل لبنان والطائفة خير تمثيل”.
ورأت المصادر أنه “لا يمكن نسيان الخلافات الولادية بين نواب التغيير أنفسهم، وتفككهم بعد فترة قصيرة، هذا كله غيّر نظرة الناس اليها وقلب الموازين أكثر”، متسائلة: “ما الذي قدمته حليمة فعلاً منذ انتخابها؟”.
هذا السؤال ما الذي قدمته النائب حليمة قعقور لإقليم الخروب وأبنائه؟، طرحناه على أحد أعضاء حزب “لنا” (حزب قعقور)، وأحد المقربين منها، فكانت الاجابة: “عمل النائب، عمل تشريعي، والدكتورة حليمة تعمل على عدد من القضايا والملفات، والنائب بما أن عمله تشريعي ومساءلة الحكومة ومحاسبتها، ليس من ضمن عمله الخدمات لمنطقة معينة، والقوانين والملفات التي تعمل عليها قعقور، تخدم لبنان بأكمله لا منطقة فقط، وهذا عمل النائب”.
وأشارت المصادر في حديث مع “لبنان الكبير” الى أن مسؤولية العمل التنموي في المناطق يعود الى البلديات واتحادات البلديات، معتبرة أن قعقور “تقوم بعملها، ألا وهو التشريع والمساءلة ومحاسبة وفضح ما يحصل وتوضيحه للناس من قوانين والتحدث باسم الناس في المجلس واللجان، وقعقور تحضر لجاناً ليست عضواً فيها لمتابعة القوانين، وإن لم تكن هي من قدمتها”.
هذه الاجابة حملناها الى عدد من أبناء الاقليم الذين عبّروا عن امتعاضهم واعتراضهم وعدم اقتناعهم بإجابة كهذه. وكرروا السؤال: “ما الذي قدمته لنا قعقور؟ وهل هي تمثل منطقتنا؟ ولماذا بقية النواب يمثلون طوائفهم ومنطقتهم، ويسعون الى جعلها من أجمل المناطق في لبنان، بينما لا تقدم هي على ذلك؟”.