واشنطن تمنع النفط الإيراني… وأمتار أخيرة للتأليف

رواند بو ضرغم

الرسالة الأميركية واضحة وصريحة: لا نفط إيرانياً على الأراضي اللبنانية وممنوع إدخاله بأي ذريعة كانت.

من أجل فرملة تحرك “حزب الله” لاستجرار النفط الايراني، وجب على الأميركي فتح نافذة أمل لدى اللبنانيين بلجم الانهيار وحلحلة الأزمات وتسيير شؤونهم المعيشية، وبشكل أدقّ ترييح الحزب في بيئته، لذلك فإن باب فرج كل الأزمات هو ولادة الحكومة بأسرع وقت ممكن..

…وعليه، تحركت السفيرة الأميركية دوروثي شيا من أجل تسهيل التأليف وتسريع وتيرتها بالتنازلات وتذليل العقبات، فالتقت الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون وحثتهما على استيلاد حكومة الانقاذ والشروع بالإصلاحات.

ولا تستبعد المصادر المطلعة على التأليف أن يكون هناك وعد أميركي الى الرئيس عون باتجاه اعادة النظر في العلاقة مع صهره النائب جبران باسيل وعودة الانفتاح السياسي عليه تدريجياً، وصولاً الى التفاوض على ملف العقوبات الأميركية، وإلا فماذا يُفسر هذا التسهيل المستجد في التأليف من قبل عون؟

في معلومات “لبنان الكبير” أن التوزيعة الطائفية اكتملت وجرى توزيعها على كافة الأحزاب المشاركة، ويبقى الاتفاق على الأسماء بين الرئيسين عون وميقاتي.

سهّل رئيس الجمهورية ابقاء حقيبة الداخلية للطائفة السنية على أن يتفق على اسم وزيرها مع ميقاتي، فطرح ميقاتي كلا من ابراهيم بصبوص، ومروان زين، إلا ان عون رفضهما.. قَبِل عون باسناد حقيبة التربية لرئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، وكذلك وافق على اسناد وزارة الاتصالات بالاضافة الى الصناعة أو البيئة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، إلا أن هذا التسهيل والتنازل كان ثمنه أن يحتفظ عون بالطاقة من جديد لفريقه السياسي، هذا بالاضافة إلى احتفاظه بحقيبة العدل التي يجري طرح الأسماء لاختيار اسم يقبله الطرفان، أما الخارجية فبقيت لعون ويُرجح أن تؤول الوزارة إلى عبدالله  بوحبيب.

وما يؤكد أن الحكومة سالكة وتشق طريقها نحو النور، هو التواصل القائم والمستمر بين ميقاتي والمعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير السابق علي حسن خليل. وعلم “لبنان الكبير” أن لقاءعقد عصر أمس بين ميقاتي والخليلين لوضعهما في مسار التأليف وليتسلم منهما أسماء الوزراء الشيعة، وبهذه الخطوة نكون فعلا قد وصلنا الى الأمتار الأخيرة من مسار التفاوض والتأليف، وتكون ولادة الحكومة رهن ساعات معدودة. ولا يستبعد المطلعون على مشاورات الساعات الأخيرة أن يعلن الرئيس ميقاتي حكومته في لقائه الثاني عشر المتوقع أن يكون الأربعاء، وأن تصدر مراسيم الحكومة خلال أربع وعشرين ساعة.

شارك المقال