رسالة من الإعلاميين البريطانيين لإنقاذ الزملاء الأفغان

حسناء بو حرفوش

حثّت صحف ومواقع إخبارية بريطانية الحكومة في المملكة المتحدة على المسارعة لإنقاذ الزملاء الأفغان المحاصرين و”الإيفاء بالوعود” التي قطعتها لتوفير الحماية الفورية للصحافيين والمترجمين الأفغان الذين عملوا مع وسائل الإعلام البريطانية في أعقاب صعود حركة طالبان، بحسب ما نقل موقع “برس غازيت” (pressgazette).

ووفقا للموقع، “دعت الرسالة التي حملت توقيع حوالي 21 موقعاً ووسيلة إخبارية، إلى تأمين تأشيرات خاصة للزملاء الأفغان وضمان إجلائهم، مع تعاظم الخشية من تعرض الصحافيات ومن يدعمن وسائل الإعلام الغربية للخطر بالإضافة إلى وقوع آخرين تحت الحصار (…) ووقعت الرسالة رئيسة تحرير “غارديان” و”صن” و”أوبزرفر” نيابة عن “ديلي ميل” و”مايل أون صنداي ” و”ديلي تلغراف “و”صندي تلغراف” و”إيكونوميست” و”سكاي نيوز” “وإي تي في نيوز” والقناة الرابعة من بين وسائل إعلام أخرى.

ويطلب الإعلاميون في الرسالة من الحكومة البريطانية العمل على وجه السرعة لاتخاذ الخطوات لحماية الزملاء (…) الذين لعبوا دورًا حاسمًا في تغطية العمليات العسكرية على مدى العقدين الماضيين وفي تسليط الضوء بقوة على الأحداث الأخيرة في أفغانستان. كما يشددون على أنه يتعين على حكومة المملكة المتحدة التحرك فوراً للدفاع عن الصحافة الحرة من خلال اتخاذ جميع الخطوات المناسبة لضمان سلامة هؤلاء الصحافيين وأولئك الذين دعموا عملهم، مع الإشارة إلى الخطر الجسيم الذي يتعرض له العديد من الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام بسبب التزامهم بالصحافة والتقارير المحايدة على مدى سنوات عديدة. ولفتت الرسالة إلى أن اليوم ليس الوقت المناسب لوضع حدود تعسفية لعدد الأشخاص الذين يمكن دعمهم أو الأرواح التي يمكن إنقاذها. هذا هو الوقت المناسب للقيام بالصواب قبل فوات الأوان. ودعت الرسالة لعدم السماح للعقبات البيروقراطية بإبطاء مجرى الأمور، مشيرة إلى عمل الحكومات الأخرى مع الاتحاد الدولي للصحافيين لمساعدة الناس في الوصول إلى برّ الأمان.

دعوات أميركية

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، توجهت “واشنطن بوست” و”وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” بشكل مشترك إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، للمطالبة بدعم وحماية زملائهم الصحافيين الأفغان الذين عملوا “بلا كلل” لدعم تقاريرهم على مدى السنوات العشرين الماضية. ودعوا إلى تأمين الوصول إلى المطار الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة في كابول وتيسير عمليات الإخلاء. وأكدوا بصفتهم “أرباب عمل، على البحث عن الدعم لزملائنا وكصحافيين، على البحث عن إشارة لا لبس فيها بأن الحكومة ستقف وراء الصحافة الحرة”.

ومن بعدها، أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” ليلة الأربعاء أن جميع زملائها في أفغانستان، والبالغ عددهم 65 أسرة مكونة من 128 رجلاً وامرأة وطفلاً، قد تم إجلاؤهم بأمان، مع التشديد على أن هناك المزيد مما يتوجب القيام به. يجب أن نساعد كل هذه العائلات على الانتقال إلى حياة جديدة في الخارج. يجب أن نواصل العمل لمساعدة الآخرين على إيجاد طريقهم إلى بر الأمان. وعلينا أن نبقى أقوياء في التزامنا بإيجاد طرق لتغطية أفغانستان التي تخضع لحكم طالبان. ما زلنا نأمل بإرساء حرية الصحافة للصحافيين وضمان سلامة جميع العاملين في الصحافة في المستقبل”.

وكانت لجنة حماية الصحافيين في الولايات المتحدة قد قامت بالتدقيق بوضع ما يقرب من 300 صحافي بحلول ليلة الاثنين كانوا يحاولون الوصول إلى بر الأمان، من بينهم 45 من العاملين في مجال الإعلام الأفغاني ممن يواجهون تهديدات “واضحة وشيكة” من طالبان. (…) بدوره، أكد متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” البريطانية أنها “تبذل ما بوسعها لضمان سلامة فرق العمل في أفغانستان، مع التشديد على وضع جميع الخبرات والموارد ذات الصلة حاليًا لصالح هذه المهمة. وإذ أشادت “بي بي سي” بجميع الفرق التي غطت هذه القصة، في ظل ظروف استثنائية، عبرت عن رغبتها بمواصلة تقديم التقارير عن أفغانستان وشعبها والمنطقة على نطاق أوسع وعرض هذه القصص المهمة إلى العالم “.

وبالتوازي، تم إنشاء العديد من الصناديق التي تتوجه للراغبين بمساعدة الصحافيين في أفغانستان، حيث أنشأ الاتحاد الدولي للصحافيين صندوقاً للتضامن مع الصحافيين الأفغان (…) ويعتقد الاتحاد الدولي للصحافيين أن أكثر من 1200 صحافي وعامل في مجال الإعلام فقدوا وظائفهم في جميع أنحاء البلاد بسبب سقوط كابول، كما تسعى العديد من الصفحات لجمع التبرعات بهدف المساعدة في نقل الصحافيين إلى مكان آمن ومد يد العون لهم لمساعدتهم على مواصلة عملهم”.

شارك المقال