“جلسة الدعم”… الشرارة الأولى لبزوغ جبهة جديدة؟

هيام طوق
هيام طوق

بعد انفجار التليل العكارية، طالب الرئيس سعد الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون بالاستقالة، معتبراً أن “ما حصل في جريمتي المرفأ وعكار، لو كان هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها، بدءاً برئيس الجمهورية إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال”. كما دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الرئيس عون إلى الاستقالة، مطالباً بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، يعقبها انتخاب رئيس جديد للبلاد، داعياً “الرئيس الحريري إلى الاتّفاق معه على استقالة عون واستقالتنا جميعاً من مجلس النواب”.

حزب “الكتائب” أيضاً دعا إلى استقالة الرئيس عون إلى جانب العديد من النواب والأصوات التي توحدت على عنوان واحد: القيام بخطوة لإنقاذ البلد الذي وصل إلى انهيار لم يُشهد له مثيل في التاريخ، وإخراجه من محور الممانعة الذي جلب الويلات إلى لبنان، لكن ترجمة هذا العنوان على الأرض تبدو متشعبة وغير موحدة أقله حتى الساعة، على الرغم من أن أغلب الأطراف شددت على ضرورة التنسيق في ما بينها أو تأسيس جبهة ما تقف سداً منيعاً في وجه التجاوزات الحاصلة، حتى إن البعض اعتبر أن “جلسة الدعم” التي عقدت أمس، ستكون الشرارة الأولى لبزوغ هذا الحلف الشبيه بما عرف بـ 14 آذار. علما أن “الكتائب” اتخذ خياره إلى جانب جبهة المعارضة اللبنانية.

وللاطلاع على إمكانية توحيد الصفوف للتحرك، والتواصل بين الأطراف المعنية لتأسيس جبهة ما باتت تلوح معالمها في الأفق، اتصل “لبنان الكبير” بمختلف الكتل التي أكدت أن الوضع أصبح خطيراً جداً ولا بد من خطوة ما تحت ضغط القواعد الشعبية.

موقف

عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار الذي شدد على أن المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية تأتي نتيجة التطورات الخطيرة والمتسارعة، لفت إلى أنه “لا تنسيق مع الأطراف حتى الآن لقيام جبهة، لكن يجب التنسيق في المرحلة المقبلة في هذا الشأن لأن كل من يخاف على مصير البلد، عليه اتخاذ موقف والقيام بما أمكن للانقاذ، من هنا دعوتنا لرحيل رئيس الجمهورية لأن عهده أفشل عهد في تاريخ الجمهورية، وهذا باعتراف الجميع”. ورداً على دعوة جعجع إلى الاستقالة من المجلس النيابي، اعتبر الحجار أن “الاستقالة لا تعطي نتيجة، ونحن على بعد 14 شهراً من نهاية ولاية المجلس النيابي”.

وفي الإطار عينه، لفت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط إلى أنه “لا تنسيق بين القوات والمستقبل حتى الساعة، ولا تواصل جدياً بين الطرفين للوصول إلى جبهة في وجه السلطة. همّنا حالياً إنقاذ البلد بالإمكانات المتاحة بين أيدينا من خلال الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة وإعادة تكوين السلطة من جديد، وإخراج البلد من محور الممانعة الذي جلب الويلات إلى لبنان. السلطة الحالية أثبتت فشلها في إدارة البلد”.

أما على خط “اللقاء الديموقراطي”، فأكد عضو الكتلة النائب المستقيل مروان حمادة أنه “تحت وطأة الألم العام عند اللبنانيين، جسداً وعقلاً وضميراً وقلباً، سنشهد خطوة ما. بدأ التواصل بين ما كان يعرف بـ14 آذار تحت ضغط القاعدة”، لافتاً إلى “امكانية بزوغ جبهة جديدة”. وأشار إلى “انني منذ سنوات أدعو إلى استقالة الرئيس عون. كل لبناني إذا استثنينا البعض من الحلقة الضيقة في التيار الوطني الحر، يدعو رئيس الجمهورية إلى الاستقالة حتى إن حزب الله سيصبح من هؤلاء”.

من جهة “الكتائب”، فهم ليسوا على تواصل مع الأحزاب والتيارات الأخرى لجهة القيام بخطوة ما، بل التنسيق قائم مع جبهة المعارضة التي حسب النائب المستقيل الياس حنكش عقدت اجتماعاً، وتم وضع خطة للتحرك في وجهة معينة، “واتفقنا على تصعيد التحرك في مواجهة مفتوحة خصوصاً إذا لم تُشكل الحكومة، لأننا دخلنا في المحظور، لكن لا يمكنني تسريب معلومات حول طبيعة هذا التحرك قبل أن نتفق عليه”. ولفت إلى “أننا منذ أكثر من سنة، ننادي باستقالة المجلس النيابي ورئيس الجمهورية. فليستقِل جميع النواب كي نذهب إلى مرحلة جديدة لأن استقالة رئيس الجمهورية وحدها لا تجدي”.

شارك المقال