عون يفخخ الحكومة بحزبيين… والتأليف مستبعد

رواند بو ضرغم

لا يزال الملف الحكومي في مهب الرئاسة الأولى التعطيلية، حيث ما زالت النقاط العالقة على حالها، بانتظار أن يرسو التوافق بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي على اسمي وزيري الطاقة والعدل.

أسماء الطائفة الشيعية والطائفة السنية والطائفية الدرزية قد رست وأُنجزت وجرى تثبيتها على الحقائب، ولم يبقَ إلا الأسماء المسيحية التي لم تُنجز بسبب محاولات تفخيخها بالحزبيين من جهة، وبالأثلاث المعطلة من جهة أخرى تحت شعار “الحفاظ على حقوق المسيحيين”، فمن المعرقل إذاً؟

قبل اعتذار الرئيس سعد الحريري عن تأليف الحكومة، قلّب الرئيس عون رأي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وأقنعه بأن الحريري يعطل تأليف الحكومة لحسابات انتقامية داخلية وسياسية خارجية، إلا انه وبعد تكليف الرئيس ميقاتي وبقاء القديم على عقده، خرج البطريرك الراعي في عظة الأحد قائلاً: “لقد بات واضحاً أنكم جزء من الانقلاب على الشرعية والدولة، وأنكم لا تريدون حكومة مركزية وتتقصدون إلى دفع الشعب إلى حكم نفسه”. فمن يقصد البطريرك في كلامه؟ تغيّر المكلف ورئيس الجمهورية واحد، والحصيلة لا حكومة حتى الساعة!!

رئيس ثابت في ظل رئيسين مكلفين لم يستطيعا التأليف، فمن عطل التأليف مع الحريري هو رئيس الجمهورية ولا يزال يعطل مع ميقاتي، بذريعة الحفاظ على التمثيل المسيحي في ظل عدم مشاركة التكتلين المسيحيين الأكبر، لبنان القوي والجمهورية القوية…

وفق معلومات “لبنان الكبير”، أرسل الرئيس ميشال عون لائحة بأسماء مسيحية جديدة للرئيس نجيب ميقاتي، والأسماء ما زالت قيد التداول والتباحث. وزيارة ميقاتي إلى بعبدا المتوقعة الثلاثاء لن تُفضي إلى إعلان مراسيم الحكومة، وستقتصر على تقديم الأسماء المتوافق عليها واستكمال التباحث في تلك المختلف عليها، تحديداً وزيري العدل والطاقة.

أمل الرئيس عون أمام زواره في أن تحمل الأيام المقبلة تطورات إيجابية على صعيد تشكيل الحكومة لإطلاق ورشة التعافي على مختلف المستويات، إلا أن هذا الأمل من غير أي تنازلات جدية وفق المراقبين كأمل إبليس في الجنة، حيث تسأل المصادر عن نية رئيس الجمهورية بتأليف الحكومة في وقت يجتمع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ويتخذا قرارات كانت من المفترض أن تفتتح حكومة ميقاتي عملها بها، كفتح حساب مؤقت لتغطية دعم المحروقات، وتعديل تعويض النقل المؤقت بحيث يُصبح /24000/ ل.ل. عن كل يوم حضور فعلي، وإعطاء مساعدة اجتماعية طارئة تشمل جميع موظفي الإدارة العامة… وهذا ما يُشعر الفرقاء السياسيين بالريبة والخوف من إطالة الوقت الضائع.

الا أن مصادر أخرى تؤكد أن هناك مسعى جدياً لولادة الحكومة في الأيام المقبلة، على اعتبار أن الرئيس عون وميقاتي يستعجلان التأليف، وتنفي هذه المصادر ما يُشاع عن مماطلة ميقاتي في التأليف تهرباً من وصول السفن الإيرانية المحملة بالنفط، وتؤكد أن ميقاتي يستطيع أن يتحمل تداعياتها السياسية، والدليل أنه لم يعترض على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خلافاً لما فعل الرئيس الحريري فور الإعلان عن قدومها… إلا أن العبرة في الخواتيم، فإما التأليف (ومستبعد) أو الاعتذار (وهذا الأكثر ترجيحاً).

شارك المقال