نشطت الحركة الديبلوماسية تجاه لبنان في الساعات الماضية، اذ لم تكد تنتهي زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان، حتى حطت عجلات الطائرة التي أقلت وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لساعات معدودة، وأكد الموفدان دعمهما المتواصل للبنان، والعمل على تخفيف حدّة التصعيد، خصوصاً وأن ما يهمهما في هذه المرحلة هو وقف إطلاق النار في غزة.
وبعد الفرنسي سيقوم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بزيارة الى لبنان للقاء الرئيسيين نبيه بري ونجيب ميقاتي، في ضوء المفاوضات الحاصلة في الدوحة، والدور الأساسي لمصر فيها. فما كواليس لقاءات هؤلاء الموفدين، وماذا عن أجوائها؟ والى أين تتجه الأوضاع في لبنان والمنطقة؟
أوساط مقربة من الرئيس ميقاتي أكدت في حديث عبر “لبنان الكبير”، أن “جميع الموفدين شددوا على ضرورة خفض منسوب التوتر، خصوصاً وأن كل الأنظار متجهة نحو إمكان خلق خرق في مراوحة المفاوضات الحاصلة، لكونها تعتبر الساحة المركزية”، موضحةً أن “أي موفد لم يقدم أي تحذير بقدر الخشية من حدوث ضربة عسكرية أمنية كبيرة غير منضبطة”.
وشددت الأوساط على أنه “لم يكن هناك أي تأكيد من أي موفد أن الأوضاع ذاهبة نحو إتجاه معين مضمون أو نحو التهدئة، لكنهم شددوا على ضرورة خفض منسوب التوتر”.
وحول اللقاءات الموضوعة على جدول أعمال السراي الحكومي في الأيام المقبلة، وإمكان حضور موفدين جدد، لفتت الأوساط الى أن “لبنان بانتظار مجيء الموفد المصري، وبالتالي الأميركي والفرنسي والمصري هم من الاطراف الأسياسيين في المفاوضات، ولا يمكن القول ان أي موفد آخر لن يأتي في الساعات المقبلة، ولكن المفاوضين المعنيين والرئيسيين حضروا الى لبنان، ولكن لم تتضح الصورة بعد وخلال يومين تتبلور بناءً على مفاوضات الدوحة، وبالتالي اما ستذهب الأوضاع نحو التهدئة وهذا ما نأمله، أو نحو السيناريو الأسوأ”.
وفيما غادر سيجورنيه بعد لقاء الرئيس ميقاتي من دون الادلاء بأي تصريح، إكتفى الأخير بالقول: “اننا في هذه الفترة الصعبة التي نمر بها لا يمكن الا أن نتحلى بالصمت والصبر والصلاة”.
وفسّرت الأوساط هذه العبارة التي إستخدمها ميقاتي، بالقول: “الرئيس ميقاتي كان يقصد أن الأمور مُبهمة الى درجة كبيرة، اذ نحن أمام خيارين، اما التهدئة في حال وجدت الصيغة الايجابية في المفاوضات التي تعقد، وإما الأوضاع مفتوحة نحو إحتمالات صعبة ومنها الحرب الأوسع وهذا مضر جداً”.
يبدو أن الترقب سيد الموقف في الساعات المقبلة، وتحديداً الى ما بعد المفاوضات التي ستحدد مصير توسعة الحرب من عدمها، مع عدم إغفال أهمية هذه الحركة الديبلوماسية الناشطة تجاه لبنان، فهي بمثابة رسالة يتوجب معرفة مضامينها الأساسية.