fbpx

مرفأ طرابلس جاهز للطوارئ

إسراء ديب
إسراء ديب
تابعنا على الواتساب

لا تهتم السفارات العربية منها والغربية بدور مرفأ طرابلس الحيويّ فحسب، بل يحظى ثاني أكبر مرفأ لبنانيّ باهتمام صحافيّ وإعلاميّ يُركّز على دوره “الفاعل” والناجح منذ اندلاع الثورة السورية وما رافقها من أزمات أبرزها يرتبط بإقفال المعابر البرّية اللبنانية- السورية، وصولاً إلى زمن الحرب الذي يعيشه لبنان مع التوترات الاقليمية التي ضربت غزّة الفلسطينية والجنوب اللبناني، وما أنتجته من قلق وخوف خصوصاً مع التهديدات التي طالت معبر لبنان الجويّ الوحيد في بيروت.

وفي وقتٍ يخشى فيه الكثير من المواطنين على المرافق الاقتصادية الوطنية من احتمال وقوع ضربة اسرائيلية تشلّ البلاد وأحوال العباد فيها، يُبدي مواطنون قلقهم المتزايد من أيّ تهديد عدائيّ لا يرتبط فقط بمطار العاصمة (الذي تأثّرت حركته لأسابيع بسبب إلغاء رحلات أو تأجيلها، مع إلغاء بعض شركات الطيران رحلاته من وإلى بيروت)، بل يتعّلق أيضاً بقلق الأهالي على مستقبل أولادهم وعامهم الدّراسي المهدّد بالتأجيل أو بالإلغاء مع احتمال توسّع الحرب في البلاد، ما دفع بعضهم إلى التفكير جدّياً في إرسال أبنائهم إلى دول أخرى كقبرص أو تركيا لاستكمال تعليمهم، وهو ما نوته فاتنة غ. (التي تعيش في الامارات وتركت توأميْها في لبنان لاستكمال دراستهما فيه منذ العام 2017)، وقرّرت تسجيلهما الكترونياً في إحدى ثانويات تُركيا، والتفكير جدّياً في عدم المجازفة لتسجيلهما حالياً في إحدى ثانويات الكورة، موضحة لـ “لبنان الكبير” أنّه في حال تدهور الوضع أكثر، “سأرسل أولادي إلى تركيا عبر مرفأ طرابلس، لذلك قمت بتجهيز أوراقهما مثل جوازيّ السفر، والفيزا تحسّباً لأيّ خطوة أخرى، وإخراجات القيد وغيرها من الأوراق والمستندات”.

ليست فاتنة وحدها من يُفكّر بهذه الطريقة لتحصين نفسه وأبنائه، بل الكثير من المواطنين والمقيمين يفكر في الموضوع نفسه استباقًا لأيّة حال طوارئ محتملة للجوء مباشرة إلى مرفأ المدينة الذي بات محورياً وإقليمياً، فلا يخفى على أحد أنّه “تأقلم” مع المتغيّرات، فتحوّل من معبر إلزاميّ ومفترض لإعادة إعمار سوريا نظراً الى موقعه وقدرته اللوجيستية المركّزة على شحنات إعادة الإعمار القادمة من الصين إلى سوريا بسبب بُعد ميناء المدينة عن حدودها بمسافة تصل إلى 35 كيلومتراً، إلى معبر متاح للترحيل، الإجلاء والاستقبال في ظروف الحرب الحالية أو السورية سابقاً.

من هنا، يُؤكّد مصدر مسؤول في مرفأ طرابلس الذي يُدخل 120 ألف حاوية سنوياً، أنّ المرفأ (الذي يحظى باهتمام السفارات لا في زمن الحرب وحسب، بل هو معتاد هذه التحرّكات التجارية والديبلوماسية التي تدفعه إلى الأمام وتستهدف مراجعة خطط الإجلاء كالعادة)، مجهّز لحال الطوارئ، “إذْ يحتوي على المستودعات والبنية التحتية الجاذبة، وهو جاهز لتلقّي أيّة مساعدات تصل من الخارج”.

ويقول لـ “لبنان الكبير”: “مطار رفيق الحريري الدّوليّ لا يزال يُؤدّي واجباته طبعاً ما يُفسّر قلّة عدد المسافرين عبر المرفأ، بحيث يتوجّه حوالي 20 مسافراً عبر البواخر في كلّ رحلة، فتخرج الباخرة مرّة أو مرّتيْن أسبوعياً، ومن المقرّر أنْ تتوجّه إحداها يوم الأحد المقبل إلى ميناء تاشوجو- مرسين، ويُمكنها أن تحمل 450 راكباً مع الشاحنات التي تصل إلى 64 والسائقين، وهي رحلة آمنة ولا يُخيفها أو يُعرقلها شيء”.

وعن الأسعار، يلفت المصدر إلى أنّ التذكرة يصل سعرها إلى 200 دولار، أمّا الباخرة فتتوجّه إلى جنوب مرسين، بحيث تستغرق الرحلة 13 ساعة تقريباً، يُمكن أنْ يأخذ فيها المسافر 50 كيلو، “ويُسافر من المرفأ مواطنون من طرابلس وخارجها ضمن خطّ سفر يُعزّز صيفاً كالمعتاد سنوياً، أيّ أنّها ليست المرّة الأولى التي ينشط فيها، بل يعمل بصورة مستمرّة في السلم أو الحرب، حتّى أنّ بعض المواطنين يأخذ سياراته معه، وقد يعود المغتربون من ألمانيا مثلاً برفقة سياراتهم إلى طرابلس، وبناءً عليه، يبلغ رسم المغادرة 34 دولاراً، فيما رسم المرفأ 10 دولارات”.

أسعار الانطلاق من المرفأ إلى تُركيا، تُعدّ “بسيطة” أمام الحديث منذ أيّام عن احتمال انتقال البعض عبر يخوت قد تتلقّى ترخيصاً من وزارة الأشغال للتوجّه إلى قبرص والدّول القريبة عبر مرفأ جونية أو ضبية، “فيضطر المواطن إلى دفع مبلغ يفوق الألف دولار وقد يصل إلى 1500، وذلك بسبب حجم اليخت وكلفة تشغيله التي تقلّ مع ارتفاع عدد المسافرين”. أمّا مرفأ طرابلس الذي يستعدّ لإطلاق أكثر من خمسة مشاريع مستقبلية يُتابع فيها تطوير قدراته وتقنياته، فيُؤكّد المصدر الذي يُتابع إيصالات ركّاب المرفأ دورياً، أنّ كلّ التفاصيل والتطوّرات يُتابعها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالتعاون مع وزير الأشغال العامّة علي حمية “الذي يبُدي اهتماماً بالمرفأ وتحرّكاته، في وقتٍ لا نغفل فيه عن دور الأجهزة الأمنية أيّ العين الساهرة على الشاردة والواردة في هذا المرفق الاساسيّ شمالاً وفي الشرق الأوسط نظراً الى موقفه الاستراتيجيّ وقدرته الاستيعابية”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال