اغتالت إسرائيل أمس العميد خليل المقدح. فمنذ أشهر وعين العدو الاسرائيلي على مخيم عين الحلوة وشقيقه اللواء منير المقدح، القيادي الكبير في حركة “فتح”، وذلك بعدما اتهمه جهاز الأمن الاسرائيلي – الجيش والشرطة والمخابرات (الشاباك) – بتجنيد جهات في مناطق الضفة الغربية من أجل تنفيذ عمليات مسلحة، وتهريب أسلحة إيرانية وتمويل بطرق متنوعة للخلايا التي جنّدها هناك.
منذ ذلك الوقت وبحسب مصادر قيادية فلسطينية في عين الحلوة، اللواء المقدح متوارٍ عن الأنظار وغير موجود في بيته ولا يرتاد الأماكن العامة، ومن كان يتحرك وصلة الوصل هو شقيقه خليل، نظراً الى دوره المهم.
وترى المصادر نفسها في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن هذا الاغتيال استهداف ورسالة لكل الفلسطينيين في المخيمات مهما كانت انتماءاتهم السياسية والحزبية.
ووفق معلومات “لبنان الكبير” العميد المقدح، لم يكن يتخذ أي احتياطات أمنية على الرغم من كل الخطر الذي يحيط به، وكان يتنقل ويتجول بصورة طبيعية جداً.
ويوصف خليل المقدح بأنه مقاتل قديم جداً في صفوف “الثورة الفلسطينية”، وبحسب مصادر المعلومات “كان في البداية في صفوف القيادة العامة الى جانب أحمد جبريل، ثم بعد الانشقاق أصبح في جبهة التحرير الفلسطينية، الا أنه وبعد التطورات عام 1982 والاجتياح الاسرائيلي أصبح في فتح الى جانب شقيقه منير”.
وتشير مصادر المعلومات أيضاً، الى أن العميد المقدح كغيره من كوادر “فتح” وضباطها في لبنان، وأحيل منذ مدة على التقاعد، لكن بحكم موقع شقيقه بقي على رأس عمل معين كلفه به، وتصفه المصادر بأنه “الذراع اليمنى والمساعد الأول لمنير”، وذلك يعود الى سهولة تنقله وتحركه أكثر من شقيقه اللواء منير، الى جانب أدواره الأمنية في مخيم عين الحلوة.
تجدر الاشارة الى أن العميد المقدح قيادي في “كتائب شهداء الأقصى”، ولذلك تم استهدافه، نظراً الى أنها تخوض العديد من المعارك مع العدو الاسرائيلي في الداخل الفلسطيني المحتل، ويعد شقيقه منير مسؤولاً عنها، لكن وبحسب المعطيات، ليس لها أي إطار عام أو هيكلية واضحة في لبنان.
ويعد الشقيقان منير وخليل من أبرز القيادات الفلسطينية “الفتحاوية” المعارضة لاسرائيل والداعمة لتسليح المقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال، وعرفا بتوفير السلاح والذخائر للمقاومة في الضفة الغربية.
ويعرف عن الشقيقين المقدح دورهما البارز في تهدئة التشنج في مخيم عين الحلوة وحفظ أمنه وضبطه، والتنسيق مع الجهات كافة ومنها “حزب الله”.