يبدو أن محاولات تعكير المزاج السياسي الصيداوي في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر على المدينة بعد اغتيال قياديين في “حماس” و”فتح” منذ أيام، ظهرت خلال الفترة الماضية عقب محاولات استهداف أحد أعرق الأحزاب اللبنانية والصيداوية “التنظيم الشعبي الناصري” وشقه، على إثر الاعلان عن تشكيل حركة جديدة ضمت كوادر وقياديين سابقين من “التنظيم”، تحت مسمى “حركة النصر عمل”.
وبحسب مصادر صيداوية مستقلة فإن هذه الحركة لم تلقَ ترحيباً في الوسط الصيداوي، إن كان بين السياسيين أو الناس، لأنها نتاج ما يقوم به “حزب الله” منذ زمن للسيطرة على المدينة وأهلها، ومحاولاته لخرقها، إن كان سياسياً أو مذهبياً أو طائفياً.
وتضيف المصادر في حديثها لموقع “لبنان الكبير”: “على الرغم من الشعارات والكلام الذي أطلق عند الاعلان عن قيام هذه الحركة أنها غير تابعة لأحد أو تعادي أحداً، الا أن وجودها والهدف منها واضح، فهي برئاسة نائب حزب الله ملحم الحجيري الذي أُخرج منذ أشهر من التنظيم، فهدفها واضح ويأتي في إطار حزب الله للسيطرة والتمدد أكثر في المناطق السنية”.
مصادر مطلعة على ما يحصل ترى أن هذه الحركة لن تؤثر أبداً على دور وشعبية “التنظيم الشعبي الناصري” وأمينه العام الدكتور أسامة سعد، فـ”التنظيم” وسعد تاريخهما معروف، وأداؤهما واضح وثابت وفق المبادئ الأساسية. وتقول: “هذه محاولة لشق التنظيم، كي يكون تابعاً لفريق معين أو جره خلفه، الا أن هذه الحركة لن تنجح وغير مؤثرة، بل ولدت ميتة”.
وتتابع هذه المصادر: “يتهمون سعد والتنظيم بالانقلاب على المبادئ والتخلي عن دعم المقاومة، وهذا غير صحيح، فجميع من غادروا أشخاص جمّدت عضويتهم في التنظيم أو خرجوا منه أو انشقوا عنه”.
وتؤكد أن هذه الحركة هي نتاج “حزب الله” للضغط والهجوم على النائب سعد، وتصفها بـ”تصفية حساب”، وتراكم لمواقف سعد التي لم تعجب “حزب الله” منذ محاولات الأخير نشر “سرايا المقاومة” في صيدا أكثر وأكثر، وإغراء الشباب السني بالمال للانضمام الى صفوفه خصوصاً في صيدا، الى جانب الكثير من التباينات مع “الحزب” في ما يتعلق بتوجيه السلاح الى الداخل وتحديداً أحداث 7 أيار، فضلاً عن رفضه الانضمام الى الفريق الذي تشكل منذ سنة 8 آذار، ما أثار امتعاض “الحزب” حينها، بحسب المصادر، التي تشير الى موقف النائب سعد من حراك 17 تشرين الأول، والذي صنّف حينها “حزب الله” ضمن أركان السلطة، وحمّله المسؤولية كغيره من الأحزاب الحاكمة.
وتختم بالاشارة الى انتخابات عام 2022، والتي كانت ساعة الفراق، بحيث عمل الثنائي الشيعي حينها على الانقلاب على سعد ومحاولات إسقاطه، الا أنهم فشلوا في ذلك.
مصادر صيداوية متابعة لا ترى أي تأثير سلبي للحركة الجديدة على النائب سعد ومكانته، وذلك لعدة أسباب أهمها أن من انشقوا لا يملكون أي تأثير شعبي، والدليل عدد الحضور في الاعلان عن قيام الحركة، الى جانب كون النائب الحجيري من عرسال وليس من صيدا.
وتذكر في حديثها لـ “لبنان الكبير” بأن الأحزاب والفعاليات في صيدا تدعم النائب سعد، والدليل قيام تيار “المستقبل” على رأس وفد كبير ضم النائب السابق بهية الحريري ونجلها الأمين العام للتيار أحمد الحريري بزيارته، ومن ثم وفد من “الجماعة الاسلامية”، فضلاً عن بقية الفعاليات الدينية والسياسية والأهلية التي عارضت الحركة وموقفها واضح من النائب سعد، الذي يضع الهموم والقضايا الوطنية وخصوصاً الصيداوية كأولوية.