من المؤكد أن أي حدث أمني يحصل في مخيم عين الحلوة، في صيدا، أسبابه ونتائجه تقلق أبناء المخيم وجواره، خوفاً من تطور هذا الأمور الى معركة دامية وطاحنة، شبيهة بجولات العنف التي شهدها المخيم السنة الماضية.
أثار خبر محاولة اغتيال الشيخ “أبو الدرداء” في مكان عمله في الشارع التحتاني بالمخيم، من دون أن يصاب بأي أذى، وفرار مطلق النار الذي كان ملثماً الى جهة مجهولة، تساؤلات عن أسباب محاولة الاغتيال، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ككل وفلسطين ولبنان خصوصاً؟
وفق معلومات موقع “لبنان الكبير” فان الشيخ “أبو الدرداء” فلسطيني الجنسية وينتمي الى عائلة عوض وهو مختار عين الحلوة، ويعمل بكل ما يتعلق بالنفوس والهويات والشهادات، وهو لا يتبع لأي جهة سياسية، بل على العكس، على علاقة طيبة مع الجميع، وقريب من الكل، ويكون موجوداً في كل المناسبات التي تحييها الفصائل والمجموعات في المخيم، إن كانوا إسلاميين أو أي جهة أخرى مثل حركة “فتح”، الى جانب أدوار كان يلعبها الشيخ في تهدئة أجواء المخيم أثناء جولات العنف والاقتتال.
كل ذلك دفع الى السؤال عن سبب محاولة الاغتيال، انطلاقاً من كون الشيخ قريباً من الجميع ولا أعداء له في المخيم.
لذا، أشارت مصادر من المخيم في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن هذه المحاولة فردية أو ناتجة عن حسابات شخصية لا أكثر.
وبعد المتابعة، وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع “لبنان الكبير” عن أسباب محاولة الاغتيال، فإنها تندرج ضمن محاولات فردية، وتأتي على خلفية منشورات من صور وفيديو نشرها الشيخ أثناء زيارة دينية الى العراق وإيران نظمها “حزب الله”، وضمت شخصيات فلسطينية من حركات “حماس”، “الجهاد”، و”أنصار الله”. وهذه الصور والفيديوهات التي نشرها الشيخ أثارت استفزازات عدة في المخيم وبين أبنائه، اذ تعتبر هذه الأمور “حساسة من الجوانب والنواحي كافة” لأبناء المخيم.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”لبنان الكبير” أن جميع القوى في المخيم تستنكر وترفض مبدأ الاغتيال أو القتل، بل كل الأمور من الممكن أن تحل بالحوار والتفاهم.
وتساءلت عن سبب تصرف الشيخ بهذه الطريقة، اذ ان من ينشر ويروج لصور وفيديوهات كهذه يحصل على “بونس”، و”أبو الدرداء” ليس بحاجة الى الأموال، ووضعه المادي وعمله في حالة جيدة.
تجدر الإشارة الى أن أي حدث أمني في مخيم عين الحلوة يثير الرعب والخوف بين أبنائه والمناطق المجاورة له خوفاً من عودة الاقتتال والعنف.