كيف ينظر الغرب الى “حزب الله” بعد الأحداث الأخيرة؟ وما الذي يجب توقعه في المرحلة القادمة؟ وفقاً لموقع “واشنطن بوست”، فان “حجم الهجمات الاسرائيلية أثار تساؤلات حول السبب الحقيقي وراء وجود حزب الله نفسه والذي يفترض أنه ولد في الأصل لردع الهجمات الاسرائيلية ضد لبنان وإيران. ولكن هذا التنظيم ضعف كثيراً ودمر اغتيال أمينه العام حسن نصر الله عقوداً من الأساطير حول قوته العسكرية ومكانته كقوة إقليمية. فهل يعني ذلك استبعاده من الساحة اللبنانية؟”.
تقدير خطير للقوة
حسب تقرير لمعهد “تشاتام هاوس”، بالغ “حزب الله” في تقدير قوته بصورة خطيرة، وقلّل من تقدير استعداد إسرائيل لمواجهته، إلى جانب مدى اختراق الاستخبارات الاسرائيلية له. وتوقعت الباحثة في المعهد، لينا الخطيب “أن حزب الله ربما سيستمر في القتال وسيبقى لاعباً سياسياً وعسكرياً في لبنان، بغياب منافسين جديين. لكن مكانته وسمعته قد لا تتعافيان تماماً مما حصل في الأيام العشرة الماضية”.
ولكن ذلك لا يعني استبعاد “حزب الله” الذي “لا يزال القوة السياسية والعسكرية الأكبر في لبنان، حيث لم يترك انهيار الاقتصاد والدولة أي منافسين جديين له. كما أنه سيحتفظ بولاءات الشيعة اللبنانيين، الذين يعتبرون أن نصر الله مكّن مجتمعهم وطرد الاسرائيليين. ويتوقف الكثير على كيفية رد حزب الله على إسرائيل في الأيام المقبلة. كما توعد أنصار حزب الله بانتقام أكثر قوة باستخدام صواريخ أكبر وأكثر دقة”.
وكانت عمليات الاغتيال التي طالت كبار القادة العسكريين لـ “حزب الله” في الأيام الأخيرة، قد أدت وفقاً لـ”واشنطن بوست” الى “القضاء على جيل كامل من الخبرات التي اكتسبها حزب الله منذ تشكيله في الثمانينيات. ويحيط الشك بقدرة حزب الله على السيطرة على مواجهة كبيرة مع إسرائيل في المستقبل القريب، خصوصاً وأن مستوى الخرق تخطى التوقعات”.
وأتت استراتيجية الحزب وفقاً لما نقل المقال عن خبراء، “بنتائج عكسية بحيث ارتد تفاخر الحزب سلبياً عليه وبالتالي، ربما يعوّل حالياً على التوغل البري الاسرائيلي لإظهار قوته في حرب عصابات. ولكن عندها، لا يمكن الكلام عن أي نصر إسرائيلي لأن الغزو البري سيعني الاحتلال الاسرائيلي وسيغذي في أذهان الناس حرب المقاومة”.
وكانت إسرائيل قد أكدت نيتها شن اجتياح بري وأعلن جيشها أن “مناطق المطلة ومسكاف عام وكفار جلعادي الحدودية مع لبنان أصبحت مناطق عسكرية مغلقة”. كما نقلت شبكة “إن بي سي” عن مسؤول أميركي “نشر إسرائيل 5 ألوية على الحدود”، من دون توقع تحركها بالكامل، في ظل دعوات دولية الى التراجع عن هذا الخرق الفاضح للقانون الدولي.