تكثر خلال الفترة الأخيرة الأحاديث حول اكتشاف عملاء جدد لاسرائيل في مناطق لبنانية مختلفة، بحيث انتشرت خلال أيّام، أخبار صحافية تتحدّث عن وجود أكثر من خمسة عملاء في الضاحية الجنوبية، طريق الجديدة، الجنوب وحتّى في الشمال، وتطرّقت إلى هذه الظاهرة التي “يزدهر عهدها” على ما يبدو في هذه المرحلة الوطنية الدقيقة بمواجهة الحرب والعدو.
وكانت معلومات صحافية، كشفت عن “توقيف أحد الأجهزة الأمنية في الشمال شخص يُشتبه بتعامله مع العدو بعد تصويره مبانٍ ومنشآت”، وبعد رصد ومتابعة من أكثر من جهاز أمنيّ، عُثر على “داتا” معه قد تربطه بالعدو، حسب المعلومات.
وبعد فرضيات عدّة طرحها بعض المتابعين عن احتمال أن يكون العميل طرابلسياً، لم تستغرب فعاليات طرابلسية هذه “الأقاويل” خصوصاً في هذه المرحلة العصيبة، معتبرة أنّها “خطيرة وتدفع إلى وقوع فتنة داخلية بيْن المواطنين المختلفين سياسياً، ما يُلبّي رغبات العدو الذي لا يُمانع حدوث هذه الفتنة ليستكمل معها أهدافه التوسّعية”.
يُمكن القول، إنّ الكثير من الطرابلسيين لم تصله هذه المعلومات التي لا يخفى على أحد أنّها نُشرت لأكثر من مرّة وبالصيغة الخبرية والتحريرية نفسها لدى أكثر من منطقة. وللتأكّد من تفاصيلها، تواصل “لبنان الكبير” مع مصدر أمنيّ ليبحث عن حقيقتها أو سبب نشرها افتراضياً قبيْل صدور أيّ بيان أمنيّ (حتّى اللحظة) لتوضيح معطياتها. ويقول المصدر: “المعلومة التي نُشرت تُعدّ شبه مؤكّدة وليست شائعة فقط، لكن لا معلومات يُمكن نشرها حالياً قبيْل انتهاء التحقيقات وإصدار البيان من الجهات المعنية، وقد اشتُبه بهذه الشخصية كما بغيرها أيضاً، بحيث أقدم أحدها منذ أيّام مثلاً على نشر صورة العلم الاسرائيلي عبر مواقع التواصل شمالاً، ولا يُمكن التساهل مع أيّ متجاوز أو عميل خصوصاً في هذه الظروف الاستثنائية”.
ويُضيف: “اتخذت الأجهزة الأمنية قراراً بمتابعة هذه التفاصيل عن كثب، وذلك عبر تشديد حملاتها الأمنية التي لن تتوقّف حالياً، خصوصاً بعد إطلاق مناشدات شعبية عدّة تدفع إلى الحدّ من أيّ شكل من أشكال العمالة (بصورة مباشرة أم غير مباشرة)، وذلك تنفيذاً لمبادئ الأمن الوقائيّ الضرورية في وطنٍ بات مستباحاً أمام الصهاينة”.
وإذْ ينتظر الكثير من المتابعين الرواية الأمنية المواكبة لهذه الأحداث في كلّ منطقة، يُشدّد المصدر على ضرورة الفصل بين جهتيْن: جهة تتعمّد العمالة مع سبق الإصرار، وجهة أخرى لا تتعمّد هذه التهمة والخيانة العظمى “وقد تقع ضحية الحيل الالكترونية أو التقنية، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي وحساباتها الوهمية التي تنشأ للحديث مع اللبنانيين، فتأخذ منهم بعض المعلومات الشخصية، لتُغريهم بنقاط ضعفهم كفرص العمل أو السفر، ثمّ يتطوّر الأمر إلى تلقّي اتصالات تنتهي بإمدادهم بالمعلومات والصور من لبنان، وهنا يُمكن للبنانيّ أن يكون واعياً ومدركاً لحقيقة الموساد الذي يُورّطه فينسحب بذكاء، أو يقع متعمّداً فيما لا يُدرك آخرون أنّهم على خطأ”.
مصدر آخر، يربط عبر “لبنان الكبير” بيْن هذه المعلومات وعملية إلقاء القبض على أربعة أشخاص عند الملولة- طرابلس منذ ساعات، “بعد العثور على أسلحة غير مرخصة مع أحدهم. وبعد ساعات من التحقيق معهم، وانتظار إشارة مفوّض الحكومة، أخلي سبيلهم جميعاً (باستثناء الشاب حامل السلاح)، ويُقال إنّ هذه الحادثة قد تكون مرتبطة بشبهة العمالة، لكن لا يُمكننا إطلاق الحكم على الاطلاق، بل من الضروريّ انتظار نتائج التحقيقات التي قد تُثبت أنّ تهمة العمالة باطلة أو ترتبط بأشخاص آخرين”.
المحامي محمّد صبلوح الذي يُتابع هذا الملف، يُؤكّد لـ “لبنان الكبير” أنّ “الموساد” يستغل الخلاف بيْن اللبنانيين بشتّى الوسائل “الخبيثة”، موضحاً أنّ الحرب الحالية أثبتت بلا أدنى شكّ، أنّ التطوّر التقني لدى العدو متقدّم جداً، “لكنّه لا يستقيم من دون عملاء، وهو ما تُثبته الضربات التي تعرّضت لها المقاومة وغيرها، وتُؤكّد انتشارهم بصورة غير طبيعية أو متوقّعة في البلاد”. ويقول: “انشغلت الأجهزة الأمنية لأعوام بكيفية متابعة الشبان والأطفال اللبنانيين وزجّهم في غرف الارهاب السود بحجّة الأمن الاستباقي عبر الفبركة أو التضخيم، لكنّها سقطت عند أوّل امتحان لها أمام العدو، واتضح أنّ شبكة الموساد كبيرة في لبنان”.