fbpx

المحروقات… زيادات في الجداول المقبلة والأسعار “يويو”

حسين زياد منصور
تابعنا على الواتساب

لوحظ خلال الأيام الماضية، ومع صدور جداول المحروقات عن وزارة الطاقة والمياه، ازدياد متواصل في أسعار المحروقات، صحيح أن الزيادات ضئيلة جداً، ولكنها متواصلة، وهذا ما أثار استغراب الكثيرين. في حين أن تقارير صادرة أشارت الى انخفاض استهلاك المحروقات في لبنان، بالتوازي مع الحرب التي يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان، ولم تستثنِ أي منطقة، مع الاشارة أيضاً الى تفريغ غالبية القرى الجنوبية من سكانها، وحالات النزوح الضخمة التي تجاوزت المليون نازح في لبنان. فما الذي يحصل؟

الأسعار لا تزال منخفضة

عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس يشرح في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن جدول أسعار المحروقات يؤثر فيه عاملان، سعر النفط على المستوى العالمي، وسعر صرف الدولار في لبنان، واليوم الدولار ثابت منذ سنة ولم يعد له أي تأثير، إذاً الأسعار العالمية هي التي تؤثر في أسعار المحروقات في لبنان، ومنذ بداية الأزمة ارتفعت الأسعار نتيجة زيادة التأمين على البواخر لكن هذه الزيادة ثابتة.

ويشير الى أن الأسعار عالمياً تتأرجح بسبب الوضع الاقتصادي على المستوى الدولي، مثل النمو في الصين والانتاج الصناعي فيها وما يحصل في أوروبا، وكل هذه العوامل تجعل الطلب على المحروقات وخصوصاً “الديزل” خفيفاً لتراجع الطلب في المصانع، وهو ما يؤدي الى تراجع أسعار النفط.

لكن وبحسب البراكس هناك عامل آخر، يعمل بصورة معاكسة، ألا وهو العامل الجيوسياسي على صعيد المنطقة، وتطور المعارك فيها والوصول الى حرب بين إيران وإسرائيل، وهو ما يدفع بأسعار النفط صعوداً، خصوصاً عند التخوف من ضرب المنشآت النفطية في إيران، فهي تنتج يومياً بحدود 3 ملايين و300 ألف برميل نفط، يتم تصدير نصفها “بطريقة غير شرعية”.

ويؤكد أن الأحداث تؤثر على العرض والطلب في الأسواق، ونتيجة ذلك من الممكن أن يرتفع سعر برميل النفط، الذي يصفه بـ”اليويو”، فهو يرتفع وينخفض في الأسواق العالمية، ويعطي مثالاً عن “التصاريح والتهديدات الاسرائيلية والايرانية حول الضربات والرد عليها، فالأسبوع الماضي ارتفع سعر البرميل الى 80 دولاراً أميركياً، ثم انخفض الى 73 دولاراً خلال 24 ساعة”.

ويلفت الى أنه في ظل هذه “المعمعة” التي تحصل، ونحن نتأثر بها في لبنان، الا أن الأسعار لا تزال منخفضة، والارتفاعات بسيطة في الجدول. ويقول: “سنشهد ارتفاعات إضافية قليلة جداً في الجداول المقبلة بحدود 5 و7 آلاف ليرة لبنانية فقط”.

ويشدد على أن التطورات العالمية هي التي ستحدد النتيجة، موضحاً أن استهلاك البنزين انخفض 35٪، وذلك يعود الى أن الاستهلاك في بعض المناطق أصبح شبه معدوم، وصهاريج المحروقات لا تصل اليها نتيجة الحرب، الى جانب النزوح الحاصل، خصوصاً خلال آخر أسبوعين.

أما بالنسبة الى المازوت، فانخفض استهلاكه 25٪، لأن هذه الفترة تشهد انخفاضاً في الاستهلاك حتى في أيام السلم، فهي فترة انتقالية بين الصيف والشتاء، اذ يتوقف استخدام التكييف فينخفض استهلاك المولدات للمازوت، حتى دخول فصل الشتاء واستخدام التدفئة، مع الاشارة الى حالات النزوح وتفريغ بعض المناطق وإقفال مؤسسات تجارية ووقف استهلاكها للطاقة بطبيعة الحال.

العوامل الجيوسياسية

الخبير الاقتصادي شادي نشابة يوضح في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن سعر النفط في المرحلة الحالية يتأثر بعوامل إيجابية وسلبية للسعر، وما يحصل هو بسبب عدة عوامل، قائلاً: “في البداية هناك توقع بانخفاض النمو الاقتصادي في الصين وهو ما يؤثر سلباً على أسعار النفط. في المقابل هناك أيضاً العوامل الجيوسياسية، خصوصاً في الشرق الأوسط، والحروب الدائرة والنزاع بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأميركية والخوف من الضربات، يؤدي الى رفع سعر النفط”.

ويذكر نشابة بأن “أوبك في آخر تقرير لها، تتوقع انخفاض الطلب على النفط، وذكرت ادارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة بأن الحد الأقصى لإنتاج النفط اليومي في أميركا، سيصل الى ما يقارب 13,5 مليون برميل”.

ويرى أن كل العوامل التقنية والاقتصادية تشير الى خفض اسعار النفط، الا أن سعر النفط ارتفع منذ يومين 2٪، وهو ما يؤدي الى رفع أسعار البنزين والمازوت، وذلك يعود الى الأسباب الجيوسياسية.

وبحسب نشابة، يجب أن تنخفض الأسعار، انطلاقاً من العوامل الاقتصادية، الا أن العوامل الجيوسياسية، ترفع الأسعار عالمياً، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على لبنان، مشيراً الى أن “لا ارتفاعات كبيرة حتى هذه اللحظة، فالسعر يقارب الـ 72 دولاراً أميركياً للبرميل الواحد، ولم نصل الى أرقام عالية وضخمة، الا أن التخوف من حصول حدث أمني كبير على صعيد المنطقة واشتعالها، وتكون نتيجته ارتفاع أسعار النفط لتصل الى 100 دولار للبرميل الواحد مثلاً”.

ويضيف: “في هذه الحالة، أي ارتفاع أسعار النفط، سنشهد ارتفاعاً في أسعار الطاقة، ولبنان أيضاً سيتأثر، وسنشهد غلاءً في الكثير من الاحتياجات لأن الطاقة عنصر أساسي، وقد نشهد أيضاً تضخماً بصورة أعلى”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال