حملات رمضانية تحل محل الدولة… ما هي آلياتها؟ ماذا تتضمن؟ وكيف ستساعد الناس؟

راما الجراح

بعدما تخطى دولار السوق السوداء عتبة الـ ١٠٠ ألف ليرة للدولار الواحد، وارتفعت نسبة الفقر أكثر من ٦٥٪ بين اللبنانيين، لم يعد هذا الشعب يأمل شيئاً من دولته وحُكامه، فأصبح الهم يرافقه داخل بيته، وسيارته، وأمام محطات الوقود، وعند أبواب السوبرماركت والمستشفيات والصيدليات. وفي ظل كل هذه الصعوبات سيطل علينا شهر رمضان المبارك بعد أسبوع حاملاً الخير للأسر المتعففة بهمة الشباب على صعيد لبنان، وعلى أمل أن يحمل الفرج على الصعيد السياسي، الاقتصادي، والمعيشي، وتُفك كربتنا.

حملات تطوعية انطلقت من كل مناطق لبنان بهمة الشباب وإيمانهم بأن خير الناس “بيعمل فرق”. وقالت الشابة تهاني محجوب صاحبة مبادرة “سوا منعيش” في بيروت عبر برنامج “منحكي لنحلها”: “نحن ٥ أشخاص فقط نقوم دائماً بمبادرة في رمضان، أهمها تأمين وجبات إفطار لعدة عائلات، وهذه السنة حتى الآن نستطيع إفطار ٣٠ عائلة في شهر رمضان، كما وأن هناك أشخاصاً تبرعوا لنا بمطبخ منزلهم لتحضير موائد الطعام فيه، بالإضافة إلى نشاطات العيد، ففي العام الماضي وزعنا أكياس (الشبرقة) على ٢٠٠٠ طفل لاسعادهم في العيد، وهذا العام المشروع قائم على أمل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من العائلات والأطفال”.

من البقاع الأوسط وشبعا، أشارت ممثلة جمعية “نغم هاشم الخيرية” الشابة نرمين هاشم الى أن “الجمعية تهتم بكفالات أيتام، ذوي الاعاقة، والمسنين الذين لا معيل لهم، وفي رمضان نخصص إفطاراً يومياً للمكفولين من الجمعية ونؤمن لهم ثياب للعيد، ونحاول قدر المستطاع مساعدة العائلات المتعففة من خلال حصص غذائية، ولحوم ودجاج وخضار أيضاً”.

ومن الجنوب أيضاً، وتحديداً من صيدا، أكدت ممثلة “جمعية الرعاية الشابة” رنا صباغ أن “حملة (مكملين بالخير) مستمرة في رمضان على الرغم من الظروف الصعبة بدعم من أهل البلد والمغتربين، والشراكة مع المؤسسات المانحة حتى نستطيع تنفيذ المشاريع خصوصاً في شهر رمضان، من كفالة ٥٤٢٢ يتيماً ومساعدة أُسرهم، إلى إفطار صائم، تعبئة غاز، توزيع بونات بنزين، تعبئة مياه، بالاضافة إلى قسائم شرائية، وتسكير ديون الأسر المتعففة قدر المستطاع”.

من جنوب لبنان إلى شماله، قال مسؤول العلاقات العامة في “جمعية الإرشاد والاصلاح” في طرابلس الشيخ كمال عجم: “تحت شعار (رمضان حكاية الأمل) ستنطلق مبادرتان في هذا الشهر، سوق الخير، وقرية غدي الرمضانية، وتتضمنان نشاطات تفاعلية وتربوية، لتفريح القلوب الناشئة وتهيئتها لشهر رمضان المبارك ونستهدف حوالي ١٠٠٠ طفل”.

ومن طرابلس أيضاً ، أكد ممثل تجمع “حجر وبشر” الشاب علاء غزال أن “حملة تكافل للخير”، من أهم مشاريعها المطبخ الرمضاني وستيم استهداف أكبر عدد من العائلات بحسب التبرعات والمساعدات التي ستصلنا، بالإضافة إلى مشروع كسوة العيد وعيديات للأطفال”.

“لبلدتي كل الخير” و”رمضان بالخير يجمعنا” مبادرتان في منطقة البقاع الغربي، المرج، من تجمع “لبلدتي” و”أكاديمية المرج الرياضية”، تتضمنان مشاريع توزيع حصص غير تقليدية مؤلفة من مواد غذائية، لحمة، دجاج، ألبان وأجبان، وخضار، بحسب عضو التجمع الشاب خالد السيد الذي أكد تعاونهم مع كل اللجان والجمعيات في المنطقة التي تقوم بتوزيع مساعدات ويبلغ عددها ٧ ليكون عملها أكثر دقة ويستفيد أكبر عدد من العائلات المتعففة من هذه المبادرات، بالإضافة إلى إفطار لكل الأطفال في الأكاديمية ويبلغ عددهم حوالي ٤٥٠ طفلاً، كما وتحضير إفطار مخصص للمسنين في البلدة.

وطبعاً المبادرات الكشفية موجودة دائماً في أعمال الخير، تحدث القائد في كشاف المسلم – فوج المنارة، البقاع الغربي طارق زعيتر عن حملة “رمضان البهجة” والتي تتضمن توزيع سلة غذائية على العائلات المتعففة في البلدة، والمطبخ الخيري طيلة شهر رمضان المبارك لتقديم أكثر من ٦٠ وجبة ساخنة يومياً وقت الإفطار، موضحاً أن هذا المشروع مبني على دعم أهالي الخير من البلدة والإغتراب، وهناك مبادرة الإفطار مع عائلات متعففة بحيث سيزور أشخاص من الكشاف منازلهم يومياً ويحضرون إفطارهم معهم، وطبعاً مشروع كسوة العيد.

شارك المقال